النيابة العامة الفرنسية تمدد احتجاز الفنان المغربي سعد المجرد

قرّرت النيابة العامة الفرنسية، أمس الإثنين، تمديد احتجاز الفنان المغربي سعد المجرد 24 ساعة أخرى، بعدما وصفت الشكوى المقدمة بحقه بـ«المعقّدة»، وأكّدت جهة التحقيق أنّها ما زالت بانتظار «شاهد مفيد»، لحسم قرارها، سواء بتوجيه الاتهام أو الإفراج عن المجرد، في إشارة لوجود جوانب غامضة.

وقالت مصادر مطلعة على سير التحقيقات إنّ الفتاة مقدمة الشكوى من مواليد 1989 ولكن لم تفصح جهات التحقيق عن اسمها أو هويتها مع تلميحات بأنّها فرنسية من أصول مغربية، وأكّدت أنّ شهادات الشهود على القضية في «أحد النوادي الليلية» قدمت روايتين متعارضتين جدًا ولا يمكن القبول بصحة إحداهما، وما زالت جهات التحقيق تبحث عن شاهد محايد يمكنه تقديم رواية «مفيدة».
وأعلنت النيابة العامة الفرنسية، ليلة الأحد /الإثنين الماضية، أن المغنّي المغربي سعد المجرّد موقوف منذ صباح الأحد في مركز الدرك في سان تروبيه بعدما تقدّمت امرأة ببلاغ ضدّه تتّهمه فيه بالاعتداء عليها جنسيًا ليل السبت-الأحد في المدينة الساحلية الجنوبية، وقالت المصادر إنه «من المرجح أن يكون سعد قد كان تحت تأثير المخدرات عندما همّ بمهاجمة الشابة التي كانت بمعيته» بعد سهرة «ماجنة»، حيث قام باستدراج الفتاة إلى غرفة نومه بأحد الفنادق من أجل الحديث معها، قبل أن يتطور الأمر إلى تعنيف واغتصاب، فهربت الفتاة من الغرفة بعد تعرضها للاعتداء، وتوجهت لمقر الشرطة وقدمت شكايتها في النازلة، حيث تحرك الأمنيون صوب الفندق.
وقالت النيابة العامة في مدينة دراغينيان (جنوب شرق) إن توقيف المجرّد، الملاحق أصلاً في فرنسا بدعاوى اغتصابٍ أخرى، جرى بناء على شكوى رفعتها ضدّه امرأة تتهمه فيها بارتكاب «أفعال ينطبق عليها الاغتصاب»، وأن المجرّد (33 عامًا) أوقف في مقر الدرك في غاسين-سان-تروبيه على ذمّة التحقيق لمدة 24 ساعة قابلة للتجديد.
وأكّد المصدر أنّ سعد ما زال محتجزًا في مقر شرطة سان تروبيه بقرار من المدّعي العام لحين استكمال التحقيقات، ومن المرتقب إحالته اليوم الثلاثاء على قاضي التحقيق. وسيتم ترحيله في حال إدانته إلى باريس لإيداعه سجن فلوري مجددًا، على أن تبدأ محاكمته فور انتهاء العطلة السنوية للمحاكم الفرنسية.
ولاحقت النيابة العامة الفرنسية المغني المغربي في أكتوبر 2016 بتهمة اغتصاب شابة تبلغ من العمر 20 عامًا في غرفة فندقه في باريس، ووجّه إليه القضاء رسميًا تهمة «الاغتصاب مع ظروف مشددة للعقوبة»، وأودعه السجن بانتظار محاكمته، وبقي خلف القضبان لغاية  أبريل 2017 حين وافق القضاء على منحه إطلاق سراح مشروطًا بوضعه سوارًا إلكترونيًا، وسمح له في  مارس الماضي بالسفر إلى المغرب حيث أطلق أغنيته الجديدة «غزالي غزالي».
ووجه القضاء الفرنسي في  إبريل الماضي إلى المجرّد تهمة «اغتصاب» ثانية بناءً على دعوى تقدّمت بها ضدّه شابة فرنسية-مغربية تتّهمه فيها بأنه اعتدى عليها جنسيًا وضربها، وذلك في الدار البيضاء في 2015 ، ووجه القضاء الأميركي إلى المجرّد تهمة «الاغتصاب» في واقعة تعود إلى عام 2010، لكن هذه الدعوى أسقطت لاحقًا.
وتعرض الفنان المغربي سعد المجرد صاحب أغنية «المعلم» التي حققت على موقع «يوتيوب» مشاهدة تجاوزت الـ 650 مليون مشاهد، لهجوم عنيف منذ يوم الأحد الماضي على عكس حملة الدفاع عنه سنة 2016، وتحاشى الفنانون والفنانات الذين تعاطفوا معه الإدلاء بموقفهم، فيما شنت الفنانة التونسية هند صبري، هجومًا شديدًا على الفنان المغربي.
ونشرت خبر توقيف المجرد، عبر حسابها على موقع «تويتر»، وأرفقته بتعليق: «كنت من الناس الذين استبعدوا اتهامه الأول، لكن التكرار قتل الشك، هذا الشاب استهتر بنفسه وبجمهوره ولا يستحق أن يكون نجمًا أو قدوة لأحد».

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: