اختلالات في السفارات والقنصليات تكلف الدولة ملايين الدراهم

أظهر تقرير صادر عن المجلس الأعلى للحسابات، أن السفارات والقنصليات المغربية الموجودة بمختلف دول العالم تعاني اختلالات كثيرة. كشْف المجلس عن هذه الملاحظات جاء على إثر البحث والتقصي الذي أجراه قضاه إدريس جطو على عدد من المؤسسات العمومية.

وبعد أن أوضح التقرير، أن أبرز هذه الاختلالات تتعلق بغياب مساطر خاصة بالأعوان المحليين بالسفارات والقنصليات المغربية، بيّن أن دليل المساطر الجاري به العمل لا يتضمن الشق الخاص بتوظيف الأعوان المحليين وتتبع مسارهم المهني وتنقيطهم وتقييمهم، لافتا إلى أن هذه المسطرة موجودة ومحررة من طرف مديرية الموارد البشرية لكنها غير مدمجة في هذا الدليل، مع العلم أن الأعوان المحليين تبلغ نسبتهم أكثر من 46 في المائة، وهم أعوان دبلوماسيون وقنصليون، هذا بالإضافة إلى أعوان آخرين عاملين في الخارج.

فضلا عن ذلك، كشف ذات المصدر، انعدام نص قانوني يخص توظيف الأعوان المحليين، إذ سجل مجلس ادريس جطو غياب السند القانوني لتوظيفات الأعوان المحليين، التي أنجزت قبل إصدار المرسوم الذي يقنن وضعية الأعوان المحليين المتعاقدين، حيث كان هذا التوظيف مؤطر بمذكرة تحدد المعايير وشروط توظيف الأعوان المحليين. كما لاحظ المجلس أن توظيف الأعوان المحليين لم يحترم الشروط الموضوعة من طرف المذكرة المذكورة.

وقالت الوثيقة، إن فحص الأجور الممنوحة للأعوان المحليين من جنسية مغربية،  التي قام بها قضاة المجلس الأعلى للحسابات، أبانت عن عدم احترام مذكرة سنة 1995، موضحة أن الأجور ظلت مجمدة خلال سنوات عديدة. كما كشف البحث أنه يوجد في بعض الحالات عونين محليين في نفس الوظيفة وفي نفس المركز الدبلوماسي والقنصلي، لكنهما يتقاضيان أجرين مختلفين، كما كشف المجلس تقاضي بعض أعوان الخدمة أجورا أعلى من أعوان إداريين يتوفرون على تأهيل ودبلوم عالي.

وأشار البحث المذكور، إلى أنه يوجد نقص في تدبير التغطية الاجتماعية للأعوان المحليين من قبل السفارات والقنصليات المغربية. ورجح أن المراكز الدبلوماسية والقنصلية إما أنها لا تقوم بالاقتطاع من الأجر بخصوص حصة المأجور أو لا تؤدي حصة المشغل، وإما أنها تقوم باقتطاع حصة المأجور لبعض الأعوان المحليين ولا تقوم بذلك للبعض الآخر، وإما أنها تقوم باقتطاع حصة المأجور ولا تدفعها للصناديق المعنية.

كما كشفت الوثيقة، أن هناك قنصليات تبين أنها شطبت على الأعوان المحليين دون الرجوع إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، موضحة أن عملية عزل الأعوان تتم من طرف رؤساء البعثات، دون الاستناد إلى أي قرار سابق من الوزارة التي أبرمت عقد التشغيل. كما لوحظ، يقول المصدر، أن بعضهم عُزلوا أياما قليلة بعد توظيفهم، وفي بعض الحالات اتخذ قرار التشطيب في نفس اليوم الذي بدأ فيه العون المحلي عمله.

وأفصح تقرير المجلس الأعلى للحسابات، عن وجود ما يقرب من 53 قضية أمام المحاكم بين الوزارة والأعوان المحليين، بمصوغ أداء تعويضات وفوائد سببها قرارات تتعلق بالطرد التعسفي. وأضاف أن عددا كبيرا من هذه القضايا صدر بشأنها أحكاما نهائية. وتبلغ التعويضات والفوائد التي حكم على الوزارة بأدائها أكثر من 10,7 مليون درهم.

وقدر عدد هؤلاء الأعوان، بحوالي 1479 عونا، منهم 60 في المائة يعملون في السفارات، و40 بالقنصليات. وبلغت الاعتمادات المفتوحة للأجور والتعويضات والتحملات الاجتماعية الخاصة بهم حوالي 338,6 مليون درهم

اترك رد

2 تعليقات
  1. الرشيدي يقول

    السلام.ان الأعوان المحليين يشتغلون في السفارات والقنصليات..لا هم تابعين للقانون التشغيل المغربي ولا لقانون الدولة المستضيفة مثل ايطاليا.
    فمثلا عندما نود تجديد البطاقة الصحية في ايطاليا نواجه مشاكل أن الموظف الإيطالي الذي يستقبل الطلب يلزم صاحب الطلب بالاداء الفوري.وبعد الاخد والرد والمناقشة يلتجؤ الموظف الإيطالي الى المسؤول الاعلى او مسؤول الجهة فيما يخص التغطية الصحية.وفي بعض الأحيان يلتجؤ صاحب الطلب إلى القنصلية قصد التدخل في الموضوع.وبعد يوم او أكثر تتم الموافقة على الطلب.وهذا يسيىء الى الهيئة الدبلوماسية المغربية.ناهيك عن البطاقة الخاصة القنصلية carte consumatore special.التي تتراوح مدة التجديد من شهرين والى اكثر.وبالتالي تحصل على البطاقة مدتها سنة فقط.اما جواز السفر الخاص مدته سنتين فقط. الصادر عن وزارة الخارجية.وكذالك بالإضافة إلى طلبات المساعدة المادية التي يتقدمون الأعوان المحليون بطلبها من البلديات والولايات وصندوق الضمان الاجتماعي الإيطالي.
    وهذا مؤسف للغاية.فالمطلوب تسوية الوضعية المادية الأعوان المحليين.او ادماجهم بوزارة الخارجية كموظفيين رسميين.والكثير ما يقال في هذا الموضوع.
    ولكم واسع النظر.والسلام عليكم.
    موظف محلي ايطاليا.

  2. مغاربة العالم يقول

    علئ الجالية نيوز ان تساءل وزارة الخارجية عن وضعية الاعوان المحليون هل سويت ? شكرا الجالية نيوز علئ هدا المقال …للتدكير هدا التقرير للمحلس الاعلئ للحسابات صدر سنة 2015 ووزارة الخارجية والتعاون الدولي تتماطل ….لا يهمهم الامرما دام العون المحلي ولد الشعب ولا يمس اولادهم الدين يتابعون الدراسة علئ حساب الدولة والوزارة …السوال ..
    هل فكر احد وضعية الاعوان لمحليين عاملين بالقنصيات العامة للمملكة وهل اطلع على الرواتب التي يتقاضونها والتي يصرف نصفها فقط في تغطية الكراء الذي يعتبر الحد الادنى حسب بدل الايجار المرتفع باروبا وخاصة بلجيكا فكيف لهذا الموظف ا لذي يملك كفاءة لا تقل عن غيره من ا لموظف المبعوث من الخارجية ان يصمد امام هذا الحيف والتهميش اضن بان هذا ا لموظف الذي يعمل بصمت افضل بكثير من ذلك البرلماني الذي يحجز كرسيه للتفكير فقط فيما يهمه داخل المدة التي يقضيها بقبةالبرلمان وما قد يجنيه من ذلك من راتب خيالي يضمن له مستقبله ولا يعنيه اي شيئ تجاه معاناة الاخيرين اذن على مجلس الحسابات ان يتمحص ايضا في صفحة هؤلاء جنود الخفاء الذين يعملون في صمت فهم من يستحقون ان نرفع لهم القبعة لكونهم يعملون بكل ما اتي لهم من جهد في سبيل الوطن ولمصلحة الجاليةالمغربية التي تعتبر الدعم القوي لوطنها ماديا ومعنويا

%d مدونون معجبون بهذه: