الجيش الملكي يقترب من تحقيق حلم التتويج بالدوري المغربي

تضافرت عدة عوامل في تقريب نادي الجيش الملكي من حلم التتويج بدرع بطولة الموسم الحالي، وذلك بعد أن احتفظ بالصدارة على مدى سبعة أشهر متتالية، واحتكام مصير التتويج إلى أقدام لاعبيه دون انتظار الهدايا من منافسيه.

أصبح نادي الجيش الملكي رسميا على بعد 6 نقاط من 9 متاحة في الجولات الثلاث المتبقية من عمر الدوري المغربي، ليعلن بطلا للمغرب للمرة 13 في تاريخه.

وقد يتمكن الجيش من استعادة آخر ألقابه التي تحققت في عام 2008، بعدما نجح في الفوز أمام خريبكة مستفيدا من تعادل الوداد في أغادير وليتّسع الفارق بينهما ليصبح 3 نقاط كاملة، حيث يملك الجيش أفضلية المواجهات المباشرة أمام منافسه الوداد.

وكان الجيش الملكي قد انتصر على الوداد في الكلاسيكو ذهابا بثلاثية نظيفة بالرباط وتعادل معه في الدار البيضاء 1 – 1. وفي حال فاز في مباراتين من أصل 3 متبقية له في الدوري، سيصبح رصيده 66 نقطة وهو نفس الرصيد الذي بإمكان الوداد بلوغه حتى لو انتصر في 3 مباريات متبقية له، وهنا سيتوج الجيش حسب النظام المعمول به في لوائح الدوري المغربي، وليقترب من تجريد الوداد من لقبه الذي تحصل عليه موسمين متتاليين.

عوامل النجاح

الجيش يحتكم إلى تركيبة تعد الأفضل بالدوري، وتضم مزيجا بين لاعبي الخبرة ممن عاشوا أجواء الضغط والتتويجات

عكس منافسه الوداد، فإن نادي الجيش الملكي يتقدم في الترتيب بفارق 3 نقاط ويحتكم مصيره إلى أقدام لاعبيه في المباريات الثلاث المتبقية، وهو ما يخدمه ذهنيا ومعنويا، ويترك له مساحة من الراحة لمناقشة بقية المواجهات المقبلة بكثير من الهدوء عكس تجاربه السابقة.

وكان الجيش يطارد هذا الدرع الهارب منذ 2008 وهو ينافس في وضعية الوصيف والمطارد الذي يترقب تعثر منافسيه، لكن في هذا الموسم يملك الفريق هامشا من الخطأ حتى لو خسر مباراة من المباريات المتبقية فقط، فسيتوج بطلا شريطة الفوز في مباراتين. ويأتي ذلك بخلاف الوداد الذي لا يملك إطلاقا هذه الإمكانية وهو مطوق بهاجس الانتصار في 3 مباريات متبقية مع انتظار نتائج الجيش.

ونجح الجيش الملكي في تحقيق “ضربة معلم كبيرة” حين أقنع الحسين عموتة أحد أنجح المدربين المغاربة خلال المواسم الماضية بتدريبه ولو لبقية الدوري. ويملك عموتة خبرة كافية ومعلومات كبيرة عن المسابقة وخصومه، عكس منافسه المباشر الوداد الذي تعاقد مع البلجيكي سفين فاندنبروك، والذي يقل خبرة عنه وهو الذي درب الجيش قبل موسمين إلا أنه رغم ذلك يظل حديث العهد بهذه التفاصيل.

كما تحضر رغبة عموتة القوية في الثأر لكبريائه وعدم التفريط في درع الموسم الحالي للرد على الكيفية المهينة التي أقيل بها من تدريب الوداد بعد 9 جولات فقط على انطلاقة البطولة، في سيناريو مكرر عاشه مع نفس الفريق سنة 2018.

كذلك كسب الفريق شخصية قوية بدليل احتفاظه بصدارة الدوري منذ 7 أشهر وعلى مدى 18 جولة متتالية. ويحتكم الجيش إلى تركيبة تعد الأفضل بالدوري، وتضم مزيجا بين لاعبي الخبرة ممن عاشوا أجواء الضغط والتتويجات يتقدمهم العربي الناجي الذي تحصل قبل قدومه إلى الجيش على 4 بطولات مع بركان، وآدم النفاتي ثم ربيع حريمات وآخرون.

كما يضم لاعبين شباب يتقدون بحماس كبير ورغبة في النجاح واللحاق بالمنتخب المغربي، وكان لهم دور مؤثر في صحوة النادي هذا الموسم يتقدمهم الهداف رضا سليم وحمزة إيكامان لاعب الأولمبي المغربي، إضافة إلى اللاعب زين الدين الدراك اكتشاف الموسم الحالي. ويمنح هذا الثراء المدرب عموتة وجهازه المساعد مجالا خصبا لينوع خياراته التكتيكية والتشكيل لبقية المواجهات التي وصفها مدرب الفريق عزيز الصمدي في تصريحات سابقة بمباريات السد الفاصلة. وقال مصدر بنادي الجيش الملكي إن عقد الثنائي زكرياء فاتي وجوزيف كنادو، سينتهي بنهاية الموسم الجاري، بعد أن لعبا لسنوات في القلعة العسكرية.

وأوضح المصدر في تصريحات صحفية أنه تقرر عدم تجديد عقديهما، ولن يواصلا مشوارهما بالفريق لأسباب فنية وكذلك في إطار التغييرات التي سيقوم بها الفريق خلال الموسم الماضي. وخرج اللاعبان من تشكيل المباريات الأخيرة، إذ لم يلعب فاتي كأساسي منذ مباراة اتحاد العاصمة الجزائري في كأس الكونفدرالية الأفريقية (أبريل الماضي)، فيما عانى المهاجم كنادو من المنافسة الشديدة طوال الموسم.

مستقبل مجهول

 

الجيش الملكي نجح في تحقيق "ضربة معلم كبيرة" حين أقنع الحسين عموتة بتدريبه، وهو يعد أحد أنجح المدربين المغاربة
الجيش الملكي نجح في تحقيق “ضربة معلم كبيرة” حين أقنع الحسين عموتة بتدريبه، وهو يعد أحد أنجح المدربين المغاربة

 

وضع البلجيكي سفين فاندنبروك مدرب الوداد نفسه في ورطة خلال الأيام الأخيرة، والتي كانت كافية لتضعف فرص استمراره في القيادة الفنية بالفريق خلال الموسم المقبل. يأتي ذلك بعدما فرط فاندنبروك في لقب دوري أبطال أفريقيا على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء أمام الأهلي المصري، وهو أول لقب قاري يخسره النادي على ملعبه.

كما تعادل أمام حسنية أغادير في بطولة الدوري المغربي على ملعب الأخير، ليترك الفارق مع المتصدر الجيش الملكي 3 نقاط، ويصبح مصير احتفاظه بالدرع مرهونا بتعثر منافسه خلال الجولات المتبقية. وحسب مصادر قريبة من نادي الوداد فإن مستقبل المدرب البلجيكي على رأس القيادة الفنية لم يحسم بعد، ولم تتم مناقشته من الأساس. وأضافت أن الأحداث الأخيرة ومنها ضياع دوري الأبطال، وأجندة الدوري المزدحمة لم تترك مجالا لمناقشة التفاصيل، موضحة أن المدرب يمتلك عقدا واضحا ينتهي بنهاية الموسم، ومسألة تمديده مرتبطة بالنتائج والألقاب.

وأفادت المصادر بأن أرقام فاندنبروك خلال فترة تدريبه للوداد سلبية، إذ انتصر في 3 من أصل 8 مباريات حضرها في “الدكة”، وهي أرقام ونتائج سلبية منها فشله في الفوز في أي من المباريات الأربع التي خاضها بدوري أبطال أفريقيا، والتي لا تخدم فرصة تمديد عقده. وتدرس الرابطة المغربية خارطة طريق إنهاء الموسم، وقد انتهت عند إجراء الجولتين 27 و28 يومي 14 و19 من يونيو الحالي.

وأكدت وسائل الإعلام أن الجولتين الأخيرتين 29 و30 يجب إجراء مبارياتهما في ذات التوقيت ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص، وهو الأمر الذي يقوم عليه مسؤولو لجنة المسابقات.

ووفق وسائل الإعلام فإن التوجه هو إجراء الجولة 29 يوم 22 يونيو الجاري، والجولة الأخيرة يوم 26 من نفس الشهر، إلا أن الإشكال الوحيد الذي يعترض هذا التوجه يتمثل في مناسبة عيد الضحى والإجازة التي تستفيد منها الفرق في هذه المناسبة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: