زيارة بومبيو المرتقبة إلى المغرب يتمحورها الاقتصاد و الأمن

يجري وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، بداية من ديسمبر المقبل، زيارة رسمية إلى المغرب.

ويتطلع بومبيو إلى استعراض الشراكة الاقتصادية والأمنية القوية بين البلدين ومناقشة مجالات التعاون المستقبلية، باعتبار أن المغرب أحد أقوى شركاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وتأتي الزيارة بعد مباحثات مطولة بين وزيري خارجية المغرب والولايات المتحدة بواشنطن أكتوبر الماضي. وقد حدد بومبيو موعد زيارته للرباط أعقاب قمة رؤساء دول وحكومات حلف الناتو، المزمع إجراؤها في الثالث والرابع من ديسمبر المقبل، والتي سيشارك فيها إلى جانب رئيس بلاده دونالد ترامب.

وتعليقا على أهمية اللقاء المقبل بيّن إدوارد غابرييل السفير السابق للولايات المتحدة في الرباط، أن الحوار استراتيجي بين الولايات المتحدة والحكومات المغربية، وتم تدشينه منذ سنوات لدعم البرامج والسياسات التي تقدم الإصلاحات السياسية واللامركزية والفرص الاقتصادية والنموّ والتعاون العسكري بين البلدين.

وأفضى هذا التعاون إلى شراكة مثمرة، كما عكس الدبلوماسية المغربية الناجحة والنشطة التي حرص عليها العاهل المغربي الملك محمد السادس، وسياساته الناجعة التي منحت المغرب تطورا اقتصاديا ودبلوماسيا.

وكان وزير الخارجية الأميركي، الذي ترأس الشهر الماضي بواشنطن إلى جانب نظيره المغربي ناصر بوريطة، الدورة الرابعة للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، قد أبرز الدور القيادي للملك محمد السادس في مجال “الدفع بأجندة إصلاح جريئة وبعيدة المدى خلال العقدين الماضيين”.

ومنذ توليه الحكم قبل عشرين عاما أعلن الملك محمد السادس عن شراكة استراتيجية رسمية مع الولايات المتحدة الأميركية تشمل برامج سياسية واجتماعية واقتصادية، بالإضافة إلى تحالف عسكري جديد، وتدشينه حوارا موسعا جعل من المغرب حليفًا من خارج الناتو.

ويجمع المغرب والولايات المتحدة العديد من التحالفات المهمة سواء في المجال الأمني كمكافحة الإرهاب، أو على الصعيد الاقتصادي كتوقيع المغرب اتفاقية التجارة الحرة عام 2004.

وكان البلدان قد جددا التزامهما بـ”توطيد الشراكة الاقتصادية وتطوير طرق مبتكرة للاستفادة على نحو أمثل من اتفاق التبادل الحر” المبرم بينهما.

وفتحت اتفاقية التجارة الحرة السوق المغربية لعدد من المصدرين الأميركيين إلى جانب زيادة القدرة التنافسية للولايات المتحدة تجاه أوروبا، منذ دخول الاتفاق الثنائي بين الولايات المتحدة والمغرب حيز التنفيذ في يناير عام 2006.

وأكدت مصادر دبلوماسية مطلعة، لـ”أخبارنا الجالية ”، أن “الزيارة ستخصص لمناقشة قضايا الأمن بمنطقة الساحل والصحراء ومآل اتفاق التبادل الحر بين البلدين خصوصا مع قرار المغرب إعادة النظر في عدد من اتفاقات التبادل الحر، التي تربطه مع دول أخرى ومنها والولايات المتحدة”.

زيارة بومبيو ستخصص لمناقشة قضايا الأمن بمنطقة الساحل والصحراء ومآل اتفاق التبادل الحر بين البلدين

ويرى خبراء أميركيون في العلاقات الدولية، أن”الإنجازات التي تحققت في عهد الملك محمد السادس، تعد بمثابة تقدم مثير للإعجاب، حيث تعزز التقدم الاقتصادي والسياسي، مع تعزيز الحقوق المدنية للمواطنين”، مؤكدين أن “المغرب اليوم هو مثال للإصلاح والتغيير في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وأشاد إدوارد غابرييل بمكانة المغرب العسكرية والأمنية والسياسية في المنطقة حيث يقوم بدور مهم في التعاون المشترك مع الولايات المتحدة”.

وتبعا لاختياره حليفًا من خارج الناتو، يرى خبراء في الاستراتيجيات الأمنية، أن المغرب مؤهل للحصول على أولوية الدعم المتعلق بمواد الدفاع، والمشاركة في برامج البحث والتطوير الدفاعي، إلى جانب استفادته من برامج ضمان القروض الحكومية الأميركية لشراء العتاد العسكري.

وتوقع مراقبون أن تشمل المحادثات الأميركية المغربية المرتقبة كل ما يتعلق بالعلاقات الثنائية ولن تستثنى الشؤون الاستخبارية والأمنية، على اعتبار أن الرباط مساهمة في عمليات حلف شمال الأطلسي التي تراقب تحركات المجموعات الإرهابية ومنظمات تجارة المخدرات والجريمة المنظمة على مستوى البحر الأبيض المتوسط،

ويؤكد مراقبون أن وزارة الخارجية الأميركية تجدد ثقتها في الأدوار التي يلعبها المغرب على المستوى الاستراتيجي في المنطقة وفي أفريقيا عبر زيارة بومبيو الرسمية للرباط.

وحسب ماثيو تشيباتوريس، الخبير بمؤسسة جيمس تاون، فقد أثبت المغرب ريادته في القضايا الأمنية من خلال نجاحه في مكافحة الإرهاب المحلي كما دعم جهود مكافحة الإرهاب على مستوى دولي من خلال التعاون مع الولايات المتحدة والحلفاء الإقليميين الآخرين.

ويوفر اللقاء المنتظر بين بومبيو والمسؤولين المغاربة منصة لدعم الحوار الاستراتيجي الأميركي المغربي وتعزيز التعاون في قضايا تتراوح بين النمو الاقتصادي وتشجيع فرص العمل وبحث في ميكانيزمات حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ودعم اتفاقية التجارة الحرة بين المغرب والولايات المتحدة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: