مونديال 2018.. الفرصة الأخيرة لميسي ورونالدو

رونالدو يسير في منحى إيجابي منذ تتويجه بطلا لأوروبا، وسيكون الفوز في روسيا مكافأة رائعة وتتويجا لمسيرة غنية بالألقاب الجماعية والفردية.

هل يستطيع الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو دخول متحف مشاهير كرة القدم دون الفوز بكأس العالم بعدما طبعا العقد الأخير بطابعهما الخاص مع نادييهما؟ يشكل مونديال 2018 في روسيا الفرصة الأخيرة بالنسبة إلى نجمي برشلونة وريال مدريد الإسبانيين لوضع حد لهذا التناقض بين نجاحهما على مستوى الأندية والأداء الفردي، وإخفاقهما إلى حد كبير على الصعيد الدولي.

وفي عرف كرة القدم، يحتاج ميسي (30 عاما) ورونالدو (32 عاما) إلى لقب في البطولة الأغلى، ليصبحا في منزلة مشابهة لأمثال البرازيلي بيليه والأرجنتيني دييغو مارادونا والفرنسي زين الدين زيدان.

وقد لا يكفي إحراز كل منهما جائزة الكرة الذهبية التي تمنح لأفضل لاعب في العالم خمس مرات أو التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا أربع مرات، لدخول “متحف” أساطير كرة القدم على مر التاريخ.

تبدو الأنظار مركّزة بشكل كبير على ميسي ورونالدو في المونديال المقبل الذي ينطلق في يونيو، لمعرفة قدرة أي منها على قيادة منتخب بلاده إلى إحراز اللقب العالمي، وإضافة الأخير إلى لائحة الإنجازات الشخصية التي تزخر بالبطولات والإحصاءات.

ولم ينجح ميسي خلال 12 عاما من مسيرة دولية لعب خلالها 123 مباراة وسجل 61 هدفا، في الفوز بالكأس العالمية مع منتخب الأرجنتين الصائم عن الألقاب منذ 1997.

وكان نجم برشلونة قريبا من تحقيق هذا الإنجاز ببلوغ نهائي نسخة 2014 في البرازيل، إلا أن منتخب ألمانيا، أو ما بات عمليا يعرف بـ”جلاد الأرجنتين”، وقف عائقا أمام ميسي واللقب، كما فعل في ربع نهائي 2006 في ألمانيا و2010 في جنوب أفريقيا.

ميسي ورونالدو يحتاجان إلى لقب في البطولة الأغلى، ليصبحا بمنزلة مشابهة لأمثال بيليه ومارادونا وزين الدين زيدان
وبعد خيبة الأمل العالمية في البرازيل، أخفق ميسي وزملاؤه في الجيل الذهبي الحالي (المهاجمان سيرجيو أغويرو وغونزالو هيغواين، ولاعبا الوسط إنخل دي ماريا وخافيير ماسكيرانو أو حتى الحارس كلاوديو روميرو)، مرتين في نهائي كوبا أميركا 2015 و2016 أمام تشيلي، وفي المرتين بركلات الترجيح.

وقال ميسي مؤخرا بعدما وضع لفترة وجيزة حدا لمسيرته الدولية “سيكون من الصعب الاستمرار في حال الفشل لأننا في المنتخب منذ سنوات عدة، خضنا العديد من المباريات معا وفشلنا مرات عدة في كوبا أميركا”.

وأضاف “الناس يريدون رؤية وجوه جديدة”، متابعا “إذا أردنا أن نصبح أبطالا للعالم، علينا أن نحسن أداءنا لأن مستوانا الحالي غير كاف”، مرشحا البرازيل وألمانيا وفرنسا وإسبانيا للتنافس على لقب 2018.

وعلى الرغم من تعدد المواهب الموجودة في صفوفه، بدءا من الواعد في يوفنتوس الإيطالي باولو ديبالا إلى الهداف في جاره إنتر ميلان ماورو إيكاردي (24 عاما لكل منهما)، عاش منتخب الأرجنتين معاناة كبيرة قبل الحصول- في الأمتار الأخيرة- على إحدى بطاقات التأهل المباشر الأربع إلى نهائيات المونديال الروسي، وذلك ضمن تصفيات المجموعة الأميركية الجنوبية.

وأوقعت قرعة المونديال المنتخب الأرجنتيني في مجموعة صعبة تضم كرواتيا وأيسلندا مفاجأة التصفيات وكأس أوروبا 2016، ونيجيريا أحد الأرقام الصعبة في القارة الأفريقية.

وفي ظل التنافس المتوقع على بطاقتي العبور إلى الدور ثمن النهائي، يبدو المنتخب الأرجنتيني في وضع لا يحسد عليه اللاعبون أو خورخي سامباولي، ثالث مدرب للمنتخب في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

الضغط على رونالدو

في المقابل، كانت القرعة أكثر رحمة مع رونالدو، ووضعت البرتغال في مجموعة إسبانيا وإيران والمغرب، حيث من المتوقع أن يكون التأهل مضمونا لإسبانيا بطلة العالم 2010، والبرتغال بطلة أوروبا 2016. وعلى ضوء ذلك يرجح أن يكون الضغط أقل حدة على رونالدو الذي اعتاد على حمل المسؤولية وقيادة فرقه نحو الألقاب: ريال مدريد للقب الدوري الإسباني الموسم الماضي ولقب دوري أبطال أوروبا في الموسمين الماضيين، ومنتخب البرتغال لأول لقب كبير في كأس أوروبا 2016.

ويسير رونالدو في منحى إيجابي منذ تتويجه بطلا لأوروبا في البطولة التي استضافتها فرنسا، وسيكون الفوز في روسيا مكافأة رائعة وتتويجا لمسيرة غنية بالألقاب الجماعية والفردية.

وفي دجنبر 2017، قال رونالدو بعد تتويجه بالكرة الذهبية الخامسة في مسيرته (تساوى مع ميسي)، “سبق أن دخلت تاريخ كرة القدم، ليس فقط من خلال الفوز بهذه الجائزة. لقد دخلت التاريخ بمجرد فوزي بكرة ذهبية، ثم باثنتين وثلاث وأربع وخمس.. الآن، من الطبيعي أن أدخل التاريخ كاللاعب الأكثر تتويجا بها”.

وعلى الرغم من حالته البدنية وذهنية البطل التي يتمتع بها، فإن أداء رونالدو هذا الموسم يدفع محبيه إلى إبداء بعض القلق، علما وأن اللاعب سيطفئ شمعته الـ33 في فبراير المقبل.

والسؤال الذي يطرح هل سيكون رونالدو قادرا على رفع مستواه الصيف المقبل قبل المونديال، إلى الدرجة التي كان عليها في الربيع الماضي عندما أحرز دوري الأبطال وجعل من هز شباك الخصوم هواية له؟ وسيكون المنتخب البرتغالي الذي حل ثالثا في كأس القارات الصيف الماضي، في حاجة ماسة إلى قائده ومواهبه، لا سيما في ظل عدم وجود البديل أو البدلاء القادرين على الحلول مكانه.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: