مطالب بتغيير المسؤولين عن المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة في الاجتماع الوزاري لشهر شتنبر المقبل

لم يتقصد منذ البداية أن يكون النموذج الديني المغربي محلي الغايات والمقاصد، بل نجح في أن يكون نموذجا قابلا للتصدير أولا من منطلق أن الإرهاب المعلوم والعابر للقارات يجب أن يحارب في كل مكان، وثانيا لأن التجربة المغربية في التدبير الديني دفعت العديد من الدول الأوروبية والأفريقية إلى الاستئناس بها واستلهام مفاصلها سواء من ناحية بناء الخطاب الديني ذاته أو من ناحية تدريب الأئمة والإطارات الدينية المؤهلة لتقديم خطاب ديني وسطي يقطع الطريق أمام خطاب الغلو والتشدد ويدحضُ أباطيله.

تقرير الخارجية البلجيكية  بخصوص الحريات سنة 2018 إعترف بأهمية الإطار القانوني المغربي في تعزيز حرية الرأي و حرية الدين خصوصا دستور 2011 و دور وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية في تأطير الأئمة و الخطباء و المرشدات ، بما يجعلهم ينتجون خطابات تحريضية أو خطاب الكراهية .

و حسب المصادر التاريخية و السياسية ، الوطنية و الأجنبية ، فإن العلاقات بين أهل الأديان في بلجيكا لم تتأثر يوما بما يسيء إليها ، أو يفرق بينها ، أو يجعلها تحت ضغط العنصرية و التمييز ، و ما ينتج عنهما من عدوانية و كراهية و عنف ، بل عاش الجميع في تعايش و سلم ، ستمتد إيجابياته في ما بعد إلى ترسيخ حضور ” المغرب الديني الوسطي ” من خلال مساجد و مراكز و مؤسسات دينية تحظى اليوم بإحترام الدولة البلجيكية .

فالمسجد الكبير بمدينة بروكسيل أضحى اليوم مؤسسة ذائعة الصيت للتعريف بالإسلام الوسطي البعيد عن الغلو و التشدد الديني الذي تمثله أفكار إرهابية معادية للسلم و التسامح  ، و ما يشكله كفضاء سلمي للتواصل و تبادل الأفكار بين كافة مكونات المجتمع البلجيكي ، و تشيع الحوار بين الأديان عبر برامج تجمع كل الديانات كبرنامج ” إيمونا” الذي يقدم صورة مشرقة و مشرفة عن الدين الإسلامي المعتدل ، و الثقافة الدينية الوسطية في المغرب و بين أفراد الجالية ببلجيكا .

في حين يعترض جاليتنا ببلجيكا على الخصوص غياب مهول للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة في العديد من المناسبات و القضايا ، فلم نسمع برأي لا في مسألة الحجاب ومنعه ولا باجتهاد فيما يتعلق برؤية هلال رمضان بحيث أصبح المغاربة يصومون مع السعودية ولا حتى في مسألة الأضحية وتخديرها قبل الذبح.. إلخ.

لقد أصبح المغاربة يفتون لأنفسهم بانفسهم في كثير من القضايا فخرجت مجموعة من المساجد معلنة مقاطعة العيد ولم يحرك هذا المجلس ساكنا لا سلبا أو إيجابا ؟؟؟ و لم يحرك ساكنا كذلك عندما أفتى بعض أئمة المساجد بجواز صلاة الجمعة عبر المذياع أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، كما أن انتشار المذهب الوهابي وفتاوي شيوخ الخليج عبر فيدرالية مساجد  الفلاندرن و بعض التنسيقيات بمدينة بروكسيل وجمعيات أخرى عندالمغاربة مما يطرح الكثير من التساؤلات حول مساهمة هذا المجلس في تكريس المذهب المالكي حتى في المساجد المغربية ببلجيكا نفسها.

لقد أقتصر هذا المجلس مع الأسف في نشاطاته على ما يسمى بإسلام الواجهة كالإفطارات الرمضانية التي تُستدعى لها الشخصيات الأجنبية والمحاضرات التي لا طائل منها والتي تكلف الملايين. ولعل حادثة 2012 قد كشفت الكثير عن الفساد الذي ينخر هذا المجلس خاصة شكوى عبد المجيد بوكويس لدى محكمة الشغل ببروكسل منطقة إيكسل، وهو المحاسب السابق للمجلس. تلك الشكوى التي توجد تحت رقمbr.ll.0559792012. بتاريخ 20 يونيو 2012. حيث وصلت فاتورة غذاء وعشاء عادي ولثمانين شخصا إلى 16ألف أورو حسب المحضر نفسه. إضافة إلى الرواتب الخيالية كراتب أحدهم البالغ 11ألف يورو والذي كلف المجلس خلال سنة 16 ألف يور في تنقلاته بالطائرة بين بروكسل وفرانكفورت والمغرب حسب ما يضيف المحاسب السابق الذي تعرض للطرد هو وأربعة آخرون.

كل هذا يشير إلى أن المجلس قد انزاح عن دوره تماما، ويعرف مشاكل في التسيير، ولا يمكن المراهنة عليه خاصة عندما تنتفي إمكانية المساءلة والمحاسبة.

هذا و لم يقم المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة بدوره في توحيد صف المسلمين منهم المغاربة ببلجيكا التي تعرف تواجدا كبيرا للمساجد و خاصة بالعاصمة الأوروبية بروكسيل حيث يبلغ العدد الإجمالي لدور العبادة الإسلامية 300 مسجد أغلبيتها للمغاربة في حين يبقى القليل للأتراك و الأفغان و غيرهم من الدول الإسلامية .

و قد أصبح المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة مثل التلميذ الكسول الذي يجلس في آخر الصف ، يستمع للدرس و لكن دون فهمه ، يكلف عائلته مصاريف كبيرة طيلة مدة دراسته بدون اي أدنى مجهود .

هذا حال المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة الذي يستغل اموال الشعب بدون أي عمل يذكر ، مجلس يتكون من العديد من المهاجرين المغاربة يهتمون بالشأن الديني في دول الاستقبال بدون أي تاريخ أو شهادات علمية تمكنهم من تسيير الشأن الديني بأوروبا .

رغم تعيين جل أعضاء المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة بظهير ملكي إلا أن المؤسسة بأكملها تعمل خارج القانون في أوروبا ، فالشلة بأجمعها استغلت ثغرات في القانون البلجيكي لتأسيس جمعية دولية غيرت فيها فقط وضعية الاسماء و لكن بنفس الاعضاء و نفس الميزانية لتجعل لها صيغة قانونية توهم القطيع أنها رسمية بمرسوم ملكي بلجيكي ، متناسية بأن ضمن مغاربة العالم يوجد أشخاص يبحثون عن الحقيقة و لا يتناسبون مع فكرة القطيع .

و ما يجهله السيد طاهر التوجكاني رئيس المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة هو أن فاقد الشيء لا يعطيه ، فقد يمكنه ان يكون رئيسا لأي مجلس و لكن بالمغرب او في دول عربية و ذلك ليتمكن من التواصل مع المسؤولين و مع الصحافة ، لكن أوروبا غير ممكن لأنه يتقن فقط العربية و لا يمكنه التحاور مع المسؤولين الاوروبيين و لا يمكنه كذلك تمثيل الجالية المغربية المكونة من اطباء و مهندسين و صحفيين و غيرهم من الطاقات المغربية التي تغيرت مع الزمن من عمال الى اصحاب القرار .

ليس هذا فقط فالمجلس الاوروبي للعلماء المغاربة يجب أن يحاسب عن السنوات التي استغلت فيها اموال الشعب منذ سنة 2008 , ليومنا هذا بدون اي مردودية تذكر و خصوصا أنهم السبب الرئيسي في ضياع الشباب المغاربة باوروبا الذين استغلوا في الحرب في سوريا و العراق و كذا في العمليات الارهابية باوروبا . فعدم قيام المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة بواجبه جعل منه متهما حقيقيا في العديد من الجرائم التي راح ضحيتها المغاربة بإسم الدين .

سلوك المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة الغير المسؤول و الغير المقبول كتعيين عضو بالمجلس رغم متابعته و الحكم عليه في قضية تزوير في المغرب جعلت الشبهات تطال المجلس كله و خصوصا رئيسه الذي يتواجد اسمه في جميع الجمعيات الدينية ببلجيكا و التي تعرف عدة اختلالات كرابطة العلماء المغاربة و جمعية لتأمين الاموات بمدينة أنفيرس البلجيكية.

دعونا نسترسل قليلا و نتساءل : ألم يكن المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة معطلا حقيقيا للشأن الديني بأوروبا  في وقت تحتاج فيه الجالية  إلى تضافر الجهود والتضامن مع ما تمر به جاليتنا حاليا من أزمات مرتبطة بالاسلاموفوبيا، لو تم تفعيل نصف أو ثلث الواجبات المنصوص عليها في الظهير الملكي لأصبح حال المسلمين بأوروبا مغايرا لمًا نراه و نعيشه في هذه الايام التي تعرف اندثار الهيئة التنفيذية لمسلمي بلجيكا و عدم الاعتراف بالمسجد الكبير ببلجيكا .

تناقضات المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة ليست بالهينة و نذكر من بينها مشاهدة السيد الطاهر التوجكاني ليلة قبل شهر رمضان لقناة الجزيرة لإخراج بيان المجلس عن بداية رمضان ، الشيء الذي لم تنتظره الجالية المسلمة باوروبا و خصوصا و ان لم يعين المجلس لإتباع المملكة السعودية او القنوات الفضائية لاتخاذ قرارات تخص المسلمين المغاربة باوروبا .

لقد أصبح الوقت يتطلب المحاسبة و العقاب لكل من تخلى عن مهامه و استغل منصبه دون القيام بواجباته لتنتهي الفترة السياحية التي يعيشها اعضاء المجلس الاوروبي للعلماء المغاربة و ليس هناك من يحاسب المسؤولين الا سيادتكم .

يتبع

للذكر المقال أرسلناه إلى : الديوان الملكي
……………………
إلى إدارة السي ياسين المنصوري
…………………….
رئاسة الحكومة
……………………
الأمانة العامة للحكومة
……………………
رئاسة البرلمان المغربي
……………………
رئاسة مجلس المستشارين
……………………
رؤساء الفرق البرلمانية
…………………….
وزارة الشؤون الخارجية والتعاون
…………………….
وزارة الأوقاف و الشؤون الإسلامية المغربية
……………………..
وزارة الجالية و الهجرة
……………………..
وزارة النقل و التجهيز ..
……………………..
المجلس العلمي الأعلى بالرباط
………………………
وزارة المالية
…………………….
مجلس الجالية
……………………..
مؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج
……………………..
الأمانة العامة للأحزاب السياسية المغربية
……………………..
السفارات المغربية بالخارج
……………………..
القنصليات المغربية بالخارج ..

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: