سنة الإنجازات للعمل الاستخباري الخارجي والداخلي في المغرب

ماموني

راكم المغرب على مدى سنوات خبرة عالية في مجال العمل الاستخباري ومكافحة الإرهاب، الأمر الذي ساعده على تحقيق إنجازات كبيرة داخليا وخارجيا خلال السنة الأخيرة، وهو ما لفت نظر حلفائه الإقليميين والدوليين الذين لا يترددون في الإشادة بالجهود المغربية.

وأكد مهدي قرواني، أستاذ الجغرافيا السياسية بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، أنه بدءًا من المنطقة العازلة في الصحراء المغربية، حيث تستهدف الهجمات الإرهابية التي تشنها بوليساريو المدنيين، مرورا باحتجاز الرهائن في مالي تظل أفريقيا منطقة انتشار للإرهاب.

 

خالد الشرقاوي: الإستراتيجية الأمنية الوطنية للمملكة في مجال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب حققت نتائج ملموسة
خالد الشرقاوي: الإستراتيجية الأمنية الوطنية للمملكة في مجال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب حققت نتائج ملموسة

 

وأضاف “يمتد تأثير ذلك إلى بلدان كالنيجر وبوركينا فاسو وكينيا ونيجيريا، ومع ذلك فقد تمكنت المملكة المغربية من مكافحة الإرهاب من خلال أجهزة استخبارية فعالة يمكنها تحديد موقع أي زعيم إرهابي وتحرير عدد من الرهائن والحفاظ على سلامتهم، مما أثبت كفاءة غير مسبوقة في تأمين حدودها وأيضا حلفائها”.

ووفقا لتقرير حديث صادر عن وزارة الداخلية المغربية تم تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية وإيقاف مشتبه بهم في قضايا الإرهاب، لكن الجهود الأبرز كانت تلك المتعلقة بالمساعدة على تحرير عدد من الرهائن المغربيين والأجانب في أفريقيا.

ومن ذلك مثلا المساعدة على إطلاق سراح الروماني يوليان غيرغوت في أغسطس، الذي احتجزته جماعة “المرابطون” التابعة لتنظيم القاعدة كرهينة في بوركينا فاسو. واعترافا بالمجهود الأمني المغربي منح رئيس رومانيا، كلاوس فيرنر يوهانيس، المدير العام لجهاز المخابرات المغربي محمد ياسين المنصوري الوسام الوطني “نجمة رومانيا”.

وفي ديسمبر 2022 ساهم المغرب في إطلاق سراح الألماني يورغ لانغ البالغ من العمر 63 عاما، وهو عضو منظمة إنسانية مقرها برلين، وكان رهينة لدى جماعة جهادية في مالي. كما تم في يناير 2023 تفكيك خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، مكونة من ثلاثة مشتبه بهم في إسبانيا والمغرب، خلال عملية أمنية مشتركة، واعتقال أحد “العناصر المتطرفة” من قبل القوات الخاصة.

وبفضل التنسيق الأمني بين المغرب ونيجيريا تم في مايو إطلاق سراح الدراجين المغربيين عبدالرحمن السرحاني وإدريس فتحي، اللذين اختطفا في أبريل من قبل مجموعة مسلحة على الحدود بين النيجر وبوركينا فاسو.

ويرى خالد الشرقاوي، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والإستراتيجية، في تصريح لـه أن “الإستراتيجية الأمنية الوطنية للمملكة المغربية في مجال مكافحة التطرف العنيف والإرهاب حققت نتائج ملموسة، وهو ما جعلها نموذجا يحتذى به في دول المنطقة، ولاقت إشادة واسعة من عدة دول على غرار الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا مرورا بمنظمة الأمم المتحدة”.

وأفادت وزارة الخارجية الأميركية، في تقرير صدر هذا الشهر وخاص بسنة 2022، بأن المغرب يمثل “عنصرا مهما ضمن التنسيق التاريخي والتعاون القوي مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب”، مؤكدة أنه “واصل إستراتيجيته الشاملة، التي ضمنها الرفع من اتخاذ التدابير الأمنية اليقظة، والتعاون الإقليمي والدولي، ووضع سياسات لمكافحة التطرف”.

وإلى جانب رئاسته للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ثلاث فترات متتالية أطلق المغرب خلال السنة الماضية، بالتعاون مع مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، منصة مراكش لرؤساء وكالات الأمن ومكافحة الإرهاب في أفريقيا، والتي جمعت أكثر من 38 رئيس جهاز أمني من الدول الأفريقية الأعضاء والبلدان الشريكة.

◙ المغرب واصل إستراتيجيته الشاملة التي ضمنها الرفع من اتخاذ التدابير الأمنية اليقظة والتعاون الإقليمي والدولي ووضع سياسات لمكافحة التطرف

كما تحتضن العاصمة الرباط مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، والذي يمثل، حسب رأي الخبير الشرقاوي السموني، انعكاسا تنفيذيا للشراكة والتعاون الفعال بين المغرب والأمم المتحدة، كما أنه منصة للاطلاع على تجربة المغرب في مجال مكافحة الإرهاب في إطار التعاون وتقاسم إستراتيجية المغرب الوطنية متعددة الأبعاد.

وداخليا حققت الاستخبارات المغربية عدة إنجازات كان أهمها تفكيك مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في أكتوبر الماضي، كانت على وشك مهاجمة مدن طنجة وتطوان وإنزكان آيت ملول. وفي نوفمبر الماضي اعتقل المغرب رجلا مسؤولا عن تهديدات كاذبة بوجود قنبلة في بلجيكا، وخلال الشهر الجاري أوقف المكتب المركزي للتحقيقات القضائية متطرفا بفرخانة في إقليم الناظور، بالتعاون مع الشرطة الإسبانية، وتم تنفيذ هذه العملية الأمنية بالاشتراك مع هيئة المعلومات العامة.

وشدد الشرقاوي على أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني مؤهل للقيام بهذا الدور، نظرا إلى التجربة والخبرة اللتين راكمهما في السنوات الأخيرة، سواء تعلق الأمر بمكافحة التطرف أو الإرهاب أو محاربة الجريمة المنظمة أو الجريمة العابرة للحدود، بفضل مهنية واحترافية العاملين في صفوفه، أو عملياته الاستباقية لإفشال العديد من المخططات الإرهابية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: