مقري يدعو عصابة المرادية للخروج من دوامة الانفصال ومناقشة قضية الصحراء بواقعية
عدّد عبد الرزاق مقري، الأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة، والرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، (عدّد) أسباب الاهتمام الأمريكي بحل ملف الصحراء المغربية، الذي دام لعقود من الزمن، دون أن يجد بعد طريقه إلى الحل أو التسوية.
وفي هذا الإطار؛ أفاد مقري، وفق مقال مطول له بعنوان: ماذا يحدث بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، (أفاد) أن “الاهتمام المتصاعد للولايات الأمريكية بحل مشكل الصحراء المغربية يدل أن هذا البلد قد قرر الحسم في الموضوع، أو على الأقل عدم السماح بالانفلات في هذه المرحلة”.
واستحضر مقري نفسه “التوتر العسكري والأمني، واستئناف القتال، وإلغاء جبهة البوليساريو اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بينها وبين المغرب منذ عام 1991، واحتمال مزيد من التصعيد، بما يمكن أن يؤدي إلى محاولة أحد الأطراف الحسم العسكري كأمر واقع بشكل من الأشكال”.
كما تحدث أيضا عن “خوف الولايات الأمريكية المتحدة من أن تجد نفسها مضطرة للتدخل في أزمة مسلحة جديدة، بالإضافة إلى تورطها في أوكرانيا وغزة دون نتائج تذكر إلى الآن، وإمكانية توسع الصراع إلى أطراف إقليمية ودولية يعقد حساباتها ويبعدها أكثر عن أولوية مواجهة الصين”.
“إن الذي يجب الانتباه إليه هو أن المقاربة الأمريكية بقيت ذاتها بخصوص مقاربة الحل لملف الصحراء؛ وهي مقاربة الحكم الذاتي المغربية”، يقول الأمين العام لمنتدى كوالالمبور للفكر والحضارة.
ومضى قائلا إن “جوشيا هاريس أكد على ذلك بدون أي لبس في مقابلة صحفية جاء فيها: “إن الولايات الأمريكية المتحدة تعتبر أن مقترح الحكم الذاتي المغربي مقترح جاد وواقعي وذو مصداقية، ويمثل مقاربة محتملة يمكنها أن تستجيب لتطلعات الشعب الصحراوي”؛ وهو الكلام الواضح البيّن الذي تحدثت بعكسه بعض وسائل الإعلام الجزائرية، محاولة إيهام القرّاء الجزائريين بأن المسؤول الأمريكي دعم المقاربة الجزائرية الداعية إلى تطبيق قرار تقرير المصير الأممي”.
الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم زاد: “حقيقة، لست أدري لماذا تستعمل بعض وسائل الإعلام الجزائرية هذا الأسلوب المربوط بحبل قصير سرعان ما يفتضح أمره وتظهر حقيقته”، متأسفا لـ”غياب النقاش الوطني في قضايا مهمة مثل هذه، واستمرار استماع الجزائريين إلى كلام واحد مكرر في وسائل الإعلام ومن قبل المتدخلين الإعلاميين”.
كما أضاف مقري أن الإعلام الجزائري “يقولب العقول ويشكل غفلة كبيرة لدى الجزائريين عما يحاك عندنا وفي العالم، ولا يؤهل المواطنين للتعامل المسؤول مع التحولات والأزمات ويجعل الجميع تابعين لا رأي لهم، لا فائدة منهم للبلد من حيث أن ثمة من كبار المواطنين من يفكر بدلهم، فإذا ما ظهرت الحقيقة تقع خيبة أمل كبيرة تزيد في إحباط المواطنين، كما وقع في قضية البريكس وغيرها”.
القيادي الجزائري خلص، في ختام مقاله، إلى أن “انحياز أمريكا للأطروحة الرسمية المغربية معروف؛ بل خيار المملكة هو خيارهم، واعتبارهم السلطة المغربية جزءا تابعا وخادما في المحور الغربي غير خاف على أحد”.