اعتبر المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي دعوة القيادي في حركة حماس خالد مشعل إلى التحرك لقطع العلاقات مع إسرائيل تجاوزا غير مسموح به في حق المغرب وسيادته، رافضين بذلك تدخل رئيس المكتب السياسي للحركة في السياسة الخارجية للمغرب.
تصدر هاشتاغ #المغاربة_لا_يخاطبهم_إلا_ملكهم، الترند على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب رفضا لتدخل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في السياسة الخارجية للمغرب بالمطالبة بقطع العلاقات مع إسرائيل.

وقال مشعل خلال مهرجان تضامني نظمته حركة التوحيد والإصلاح، الجناح الدعوي لحزب العدالة والتنمية المغربي، مساء الأحد في بث مباشر عن بعد إن “وقف التطبيع من أهم أوجه نصرة الفلسطينيين وهي خطوة كبيرة، وإلا كيف ستغير أميركا والغرب موقفهم إن لم يروا آثارا حقيقية ولم تحرك أوراق القوة”.

وأضاف “إذا وقف الشعب المغربي سندا لحاكمه يستطيع المغرب أن يخطو هذه الخطوة، وسيصحح خطأ ويؤدي واجبا، وهذا سيشكل نصرة حقيقية لفلسطين وضغطا على الاحتلال وأوليائه في الغرب”.

وطالب مشعل المقيم في الدوحة بـ”ضرورة استمرار الفعاليات التضامنية مع الفلسطينيين من طرف المغاربة والضغط من أجل إسقاط التطبيع”، وأشار إلى أنه “يجب ألا يتوقف الفعل الشعبي والجماهيري في كل لحظة بالمسيرات والاحتجاجات وكل الأشكال النضالية”.

لكن خطابه لم يمر مرور الكرام لدى المغاربة الذين أعربوا عن رفضهم للتدخل “السافر” في الشؤون الداخلية وتجاوز القيادة المغربية. وانتقدوا حزب العدالة والتنمية الذي استضافه.

وسلط المغاربة الضوء على تصريح زعيم حزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران الذي أكد على رفضه التطبيع مع إسرائيل، مشددا على أن حزب العدالة والتنمية لا يميز بين الفلسطينيين، وأنه يدعم وحدة الشعب الفلسطيني. وسخر معلقون من الصراخ في القاعة “الشعب يريد إسقاط التطبيع”! وتساءلوا “أي شعب يقصدون.. ذلك الذي أسقطهم في الانتخابات؟”.

واعتبر معلقون أن بنكيران وأعضاء حزبه يركبون الحدث للعودة إلى الواجهة السياسية بعدما أصبحوا “نسيا منسيا”. وانتقدوا صمت بنكيران في حضرة خالد مشعل الذي رد جميل استضافته بالتحريض والتأليب.

وانتقد معلقون تطرف بنكيران بقوله “اليهود بُلداء، أعداء للذين آمنوا، لعنهم الله وفرض عليهم الذّلة منذ 2000 عام”، متسائلين “هل بمثل هذا الكلام المتطرف سيخدم عبدالإله بنكيران مصالح القضية الفلسطينية؟ ومصالح الشعب والأمة المغربية المتسامحة؟”. كما هاجم العديد من المتابعين حركة التوحيد والإصلاح التي استضافت مشعل. وكتب حساب:

ووجهت إيمان اليعقوبي، البرلمانية السابقة في صفوف حزب العدالة والتنمية، سهامها صوب عبدالإله بنكيران، معبرة عن رفضها لسياسة “استبدال الأقنعة” التي ينتهجها. وكتبت في تدوينة على فيسبوك “غداة الاتفاق الثلاثي الذي وقعه المغرب، خرج بنكيران لعموم شباب العدالة والتنمية يقول لهم بالحرف: حنا ما كا نلعبوش مع سيدنا (نحن لا نلعب مع سيدنا) وأخذ يدافع عن (سعدالدين) العثماني (الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة سابقا)… الآن يتحدث عن أن العدالة والتنمية ارتكب خطأ”.

وأضافت البرلمانية السابقة “إلى متى سيواصل بنكيران المتاجرة بإخوانه لتصفية حسابات لحد الآن لا يعلمها الكثيرون مثلي ولا أحد قادر على أن يفهم مصدرها؟ وإلى أي حد يمكن أن تصل هذه الحسابات حتى يستغل القضية الفلسطينية لهذا الأمر؟ بل ويتناقض مع نفسه ومع ما بقي مسجلا ضده في التاريخ ما تلفظ به بلسانه؟”.

وختمت اليعقوبي بالقول “عيب جدا أن يصل الأمر إلى هذا المستوى. عيب جدا وخصوصا استغلال معاناة الفلسطينيين لضرب إخوانك في الحزب، عوض أن تعلمك معاناتهم معنى الأخوة والتسامح وأن الموت قريب وأن هذه التناقضات سيحاسب عليها المرء يوم القيامة. نزهوا القضية الفلسطينية من هذه الحسابات النفسية البائسة”.

كما انتقدت اليعقوبي تطاول خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالخارج، على مؤسسات المملكة المغربية. وكتبت في تدوينة:

واستغرب كثيرون كيف لمشعل الذي يقيم في العاصمة القطرية ألا يجد حرجا في طرح إملاءاته على المغاربة من تحت مكيفات فنادق الدوحة الفاخرة.

وتساءلوا لماذا لا يفعل نفس الشيء، فيخاطب الأتراك بنفس اللهجة ليحرضهم على الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي يصفه باستمرار بالزعيم التركي والإسلامي المعروف بنصرة فلسطين، لقطع العلاقات مع إسرائيل أو على الأقل عدم تزويدها بالخضر والفواكه كما كان يفعل طوال الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقال معلق:

وتجاوز خالد مشعل اللباقة، وتطاول على مؤسسات الدولة، في محاولة منه لإشعال فتيل الفتنة بين المغاربة، وقال في مداخلته “أخاطبكم أيها المغاربة، الجماهير والقوى الإسلامية والوطنية، مهما كانت تياراتها السياسية أو الأيديولوجية، يمكنكم أن تخاطبوا قيادة البلد غيرة على المغرب ومصالحه وأمنه وغيرة على فلسطين”، واعتبر عدد من المتابعين أن من يخاطب المغاربة هو العاهل المغربي الملك محمد السادس وحده وليس أحدا غيره.

وأكد آخر أنه لا داعي إلى المزايدة على الشعب المغربي الذي أبدى تضامنه مع الشعب الفلسطيني في كل مناسبة ولا يحتاج إلى إملاءات من أحد خصوصا قياديي حماس المقيمين خارج غزة:

ورأى العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن خالد مشعل وباقي قيادات حماس هم المسؤولون عما يعانيه أهالي غزة اليوم من قتل ودمار بسبب فرضهم الحرب عليهم، وجاء في تعليق: