صحراويو العيون يطالبون بتصنيف بوليساريو تنظيما إرهابيا

شهدت مدينة العيون، أكبر حواضر الصحراء المغربية، مساء الأحد، مسيرة حاشدة ومظاهرات غاضبة رفضا للاعتداء الإرهابي الذي شهدته مدينة السمارة، وأدى إلى سقوط مدني وإصابة شخصين بجروح بليغة وتدمير أربعة منازل سكنية، مطالبين المجتمع الدولي بتصنيف الجبهة منظمة إرهابية.

وخرج ما يناهز 100 ألف مواطن في مظاهرات حاشدة جابت الشوارع، بدءا من التجمع في ساحة أم السعد وسط المدينة، وصولا إلى ساحة المشور، وسط حضور كافة الممثلين لأطياف الشعب بمختلف انتماءاتهم الحزبية وشيوخ القبائل الصحراوية، ومشاركة الفعاليات المدنية والاقتصادية المحلية.

وتعرضت مدينة السمارة فجر الأحد لانفجارين في منطقتين متفرقتين، أحدهما وقع بالقرب من مخيم “الربيب”، فيما وقع الانفجار الثاني بالقرب من ثكنة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الملكية حيث يتواجد مقر بعثة المينورسو في المدينة، مما أدى إلى مقتل شخص وإصابة اثنين آخرين بجروح بليغة وتدمير أربعة منازل سكنية.

◙ شيوخ القبائل الصحراوية المغربية بجهة العيون الساقية الحمراء أصدروا بيانا أدانوا فيه الاعتداء الغاشم والخطير الذي تعرضت له مدينة السمارة

وجاء هذا الاعتداء الإرهابي بعد نحو أسبوع على هجوم تبنته جبهة بوليساريو الانفصالية أدى إلى مقتل مدني وإصابة آخرين.

وارتفعت أصوات الصحراويين المنددين بإرهاب بوليساريو ضد أهالي الصحراء المتمسكين بالوحدة الترابية للمغرب، وحمل المتظاهرون الأعلام المغربية وصور العاهل المغربي الملك محمد السادس، ولافتات تدين العملية التي نفذت بصواريخ ضد أحياء سكنية.

وعبر مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس المجلس الجماعي للعيون، عن تنديد السكان الشديد بهذا الاعتداء الوحشي الذي استهدف مدنيين آمنين بأحياء سكنية بالعاصمة الروحية والعلمية للأقاليم الجنوبية للمملكة.

وأضاف أن “هذه الحشود الكبيرة التي خرجت للمشاركة في هذه المسيرة هي تعبير صادق وعميق عن رفض السكان لكل ما من شأنه تعكير صفو وأمن واستقرار هذه الربوع العزيزة الآمنة في كنف المملكة المغربية”، مشيرا إلى “التفافها خلف مسيرة التطور والازدهار والاستقرار التي تعرفها بلادنا، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله”.

كما أشار ولد الرشيد إلى أن المسيرة التي دعت إليها الهيئات السياسية والمدنية هي بمثابة “تجديد دعم السكان القوي لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدم بها المغرب”، لافتا إلى أن “هذا المقترح هو الحل الوحيد والأوحد الذي لا بديل عنه لوضع حد لهذا النزاع المفتعل حول الصحراء، ولإنهاء معاناة أهالينا في مخيمات تندوف”.

 

المتظاهرون حملوا الأعلام المغربية وصور الملك محمد السادس ولافتات تدين العملية التي نفذت بصواريخ ضد أحياء سكنية

ورفع المشاركون في المسيرة الحاشدة لافتات منددة بعمل قيادة بوليساريو، جاء في إحداها “جبهة العجاج والتراب كافيك من الإرهاب”، مع شعارات تدعو إلى تصنيف جبهة بوليساريو كمنظمة إرهابية، وتدين تفجيرات السمارة التي تهدد السلام والأمن الإقليميين، وهو ما يعتبره المغرب خطا أحمر.

وقال عبداللطيف بيرا، أحد شيوخ القبائل الصحراوية، إن “العمل الوحشي الذي مس مدنيين بالسمارة يعتبر عملا إرهابيا، ويؤكد فشل أطروحة بوليساريو التي باتت تهدد أمن واستقرار منطقتنا الغالية على جميع المغاربة”.

وأشار بيرا، في كلمة له بالمناسبة، إلى أن “المسيرة التضامنية التي يشارك فيها شيوخ القبائل الصحراوية رفقة المنتخبين والمواطنين هي دعوة للمنتظم الدولي للوقوف إلى جانب المملكة المغربية، وإدانة جبهة بوليساريو التي تجاوزت الخطوط الحمراء بتبنيها الفكر الإرهابي المدان دوليا”.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن “المبادرة المغربية للحكم الذاتي تحظى بدعم أكثر من مئة دولة من كل جهات العالم، كما افتتحت قرابة 30 دولة ومنظمة إقليمية قنصليات عامة لها في مدينتي العيون والداخلة، مؤكدة بذلك دعمها التام لمغربية الصحراء”.

وأصدر شيوخ القبائل الصحراوية المغربية بجهة العيون الساقية الحمراء، بيانا أدانوا فيه “الاعتداء الغاشم والخطير الذي تعرضت له مدينة السمارة”. وجاء فيه “إننا نحن شيوخ القبائل بجهة العيون الساقية الحمراء، نعلن للمجتمع الدولي والأممي عن استنكارنا وتنديدنا القويين بهذا الاعتداء الجبان”.

واعتبر البيان أن “الاعتداء يتنافى مع المواثيق والأعراف الدولية، لاستهدافه مدنيين أبرياء (عزل) بمنطقة مدنية مأهولة بالسكان غير عسكرية”، وقال الشيوخ الموقعون على البيان إن الهجوم محاولة يائسة “لخصوم الوحدة الترابية للمملكة المغربية من أجل النيل والتشويش على المساعي الأممية والدولية والإقليمية الداعمة لوحدة المغرب على أراضيه”.

ويرى مراقبون أن الوضع لم يتغير منذ أزمة الكركرات 2020، التي كانت نقطة البداية لارتفاع تصعيد جبهة بوليساريو بعد إعلانها التنصل من اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة مع الأمم المتحدة عام 1991، مدعومة من الجزائر التي لا تريد أن يهدأ التوتر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: