الإعلام الفرنسي يستغل زلزال الحوز في معركة تصفية حسابات مع المغرب

ماموني

تطرح الحملة التي يشنها الإعلام الفرنسي على المغرب الكثير من التساؤلات، وسط حديث محللين عن أن هذا الاستهداف الممنهج تقف خلفه دوائر فرنسية لا تريد تبريد الأجواء وتسعى للإبقاء على حالة التوتر القائمة بين البلدين.

ولم تمضِ أيام على الهجوم المفتعل للإعلام الفرنسي بشأن عدم قبول المملكة للمساعدات الفرنسية، حتى سارع بعض الإعلاميين الفرنسيين إلى شن حملة جديدة، وهذه المرة تستهدف قطاع السياحة الذي يعد رافدا أساسيا لاقتصاد المملكة.

وحذرت الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب ضمن نداء موجه إلى عموم مهنيي القطاع، من بعض الإعلاميين الفرنسيين الذين استغلوا تواجدهم في بعض المناطق المتضررة من زلزال الحوز للعمل على “نقل صورة مغايرة للواقع، محاولين بذلك ترهيب السياح وإثارة مخاوفهم من زيارة المغرب”.

وأكدت الفيدرالية في بيان أن “بعض الإعلاميين والناشطين الفرنسيين الذين حلوا ببلادنا عقب الزلزال يعمدون إلى نقل صورة مغايرة للواقع ويعملون على البحث عن النقائص القليلة والتركيز عليها وتهويلها وغض الطرف عن النقاط الإيجابية الكثيرة”.

 

نبيل الأندلوسي: المغرب يتعرض لحملة ممنهجة تستهدف مراكش أساسا

وأضافت أنهم يحاولون “إفزاع السياح وتخويفهم من زيارة المغرب رغم أن الأوضاع مستقرة والحياة مستمرة بشكل طبيعي في معظم أرجاء الوطن الحبيب”، وأمام هذا الوضع، دعت الفيدرالية جميع مهنيي النقل السياحي إلى “توخي الحيطة والحذر من هؤلاء المغرضين”، وفق تعبيرها، مع العمل على إخبار السلطات المختصة بعين المكان “عند الاشتباه في أي حالة أو عند ضبط أي تحركات تعادي الوطن أو تحاول ضرب استقراره أو مصالحه”.

كما نبهت مهنيي القطاع إلى توخي الحذر في النقاشات مع السياح ومع المتطوعين والحرص على “عدم تغليطهم أو إعطائهم صورة غير واقعية، رغم أن الأوضاع مستقرة والحياة مستمرة بشكل طبيعي في معظم أرجاء الوطن”.

وقامت قنوات فرنسية ببث مراسلات مباشرة من مراكش تدعوا فيها السياح إلى مغادرة المدينة بداعي أن الوضع خطير، وقام بعض السياح الفرنسيين بالاحتجاج عليها، حيث اعتبروا كلامها مجرد مغالطات لحمل السياح الفرنسيين بالخصوص على مغادرة المدينة التي تعيش أساسا من السياحة.

وأكد نبيل الأندلوسي رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، أن المغرب يتعرض لحملة ممنهجة تستهدف مراكش أساسا، باعتبارها وجهة سياحية، خاصة من طرف الإعلام الفرنسي الذي سمّى في بعض تغطياته للزلزال الذي ضرب المغرب بزلزال مراكش، وهي محاولة لضرب السياحة بهذه المدينة من خلال تخويف السياح من زيارتها، وإظهار المملكة كدولة ضعيفة تحتاج إلى المساعدات.

وقال محمد كريم بوخصاص الصحافي بأسبوعية “الأيام” والباحث في علوم الإعلام والتواصل، إن عدم تقيد الصحافيين الفرنسيين بأبسط قواعد السلوك المهني وتجاوز ذلك إلى التهويل وإفزاع السياح وتخويفهم من زيارة المغرب بعد وقوع الزلزال، لا يمكن تفسيره إلا بخدمة أجندات سياسية معينة، خصوصا أن ذلك يتزامن مع استفحال الأزمة بين المغرب وفرنسا في الأيام الأخيرة.

وأكد بوخصاص في تصريح لـه أن ما افتقده هؤلاء الصحافيين هو عدم الالتزام بنقل المعلومات الصحيحة والحقائق الثابتة إلى الجمهور الذي يتوجهون له، خصوصا في مثل هذا الوقت الذي يعمل فيه المغرب بشكل حثيث لتجاوز كارثة الزلزال، حيث يفترض منهم تمحيص المعلومات والتأكد منها بشكل أكبر قبل بثها ونشرها تجنبا لإثارة الفزع أو البلبلة في صفوف المواطنين، خصوصا أن الحصول على المعلومة يكون مطلوبا في هذه الأوقات من جانب الجمهور.

 

واستنكرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية ما وصفته بتخلي بعض وسائل الإعلام الفرنسية عن دورها الإعلامي المهني، وإخلالها بأخلاقيات المهنة خلال تعاملها مع مأساة ضحايا زلزال الحوز “بخلفيات سياسية وأيديولوجية”.

وسجلت النقابة ذاتها، في بلاغ شديد اللهجة، أن الكثير من وسائل الإعلام الفرنسية اختارت توظيف زلزال الحوز الذي أصاب المملكة “لخدمة أجندة معينة وتصفية حسابات سياسية ضيقة”، مبرزة أن “بعض وسائل الإعلام الفرنسية تخلت عن دورها الإعلامي المهني، وتحولت إلى فاعل سياسي مباشر، يتبنى مواقف سياسية بحمولة أيديولوجية صرفة”.

وأكد صحافيون في حديث لـه  أنهم وقفوا على محاولة صحافيين تابعين لقناة فرنسية في مناطق الزلزال، عملوا على توجيه بعض الناس وحثهم زورا على التصريح بعدم وصول المساعدات وفرق الإنقاذ إلى القرى المتضررة، ما دفع المواطنين إلى إبلاغ السلطات وتحسيس المواطنين بالأغراض الخبيثة للقناة الفرنسية المذكورة.

وأشارت النقابة الوطنية للصحافة المغربية إلى أن بعض الصحافيين الفرنسيين يقترفون مجموعة كبيرة من المخالفات المخلة بأخلاقيات المهنة من خلال “نشر صور أشخاص دون الحصول على موافقة صريحة منهم، وانتقاء الأشخاص الذين يستجوبونهم بدقة متناهية بما يخدم أهدافا معينة، وتركيزهم بشكل يفتقد إلى الالتزام بالتوازن على بعض الاختلالات والنقائص”، وفق بلاغ لها.

 

محمد كريم بوخصاص: الصحافيون الفرنسيون لم يتقيدوا بأبسط قواعد السلوك المهني

ويبدو أن الحملة التي تقوم بها بعض القنوات الفرنسية لتقويض السياحة بمراكش بشكل خاص لم تنجح في التأثير على الكثير من السياج سواء الفرنسيين أو غيرهم، إذ وفقا للأرقام الصادرة عن الاتحاد الإسباني لوكالات السفر، يقيم حاليا ما بين 4000 و5000 من هؤلاء السائحين في منطقة مراكش المتضررة بشكل مباشر من الزلزال.

وقال نائب رئيس الاتحاد خوسيه مانويل لاسترا “إن غالبية السياح الإسبان يفضلون البقاء ومواصلة رحلتهم عبر الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، وتستمر الأنشطة السياحية بشكل طبيعي نسبيًا في منطقة مراكش وبحالة طبيعية في بقية مناطق المغرب”.

يذكر أن مجموعة من المنابر الإعلامية الفرنسية شنت هجوما على المغرب، في تناف تام مع أخلاقيات مهنة الصحافة، بسبب عدم قبول المغرب العرض الفرنسي لتقديم المساعدات بخصوص علميات الإنقاذ والإغاثة في المناطق المتضررة من الزلزال، ولم تتقبل المنابر الفرنسية قبول المغرب للعرضين الإسباني والبريطاني واستثناء العرض الفرنسي.

وأكد الأندلوسي أن المغرب حرص بقوة على الحفاظ على جميع الملتقيات الدولية والوطنية المقررة بمراكش كرد على هذا الاستهداف ومحاولة ضرب السياحة بهذه المدينة، أو تخويف السياح من زيارتها.

ويمضي صندوق النقد والبنك الدولي قدما في خططهما لعقد اجتماعاتهما السنوية في مراكش. وذكرت المؤسستان أن تقييما خلص إلى أن الاجتماعات المقرر انعقادها بين 9 و15 أكتوبر في مراكش، لن تعرقل جهود الإغاثة وإعادة الإعمار و”ستتيح فرصة للمجتمع الدولي ليقف بجانب المغرب وشعبه الذي أبدى صمودا في مواجهة الأزمة”.

ومن المتوقع أن تمنح الاجتماعات السنوية الأولى لصندوق النقد والبنك الدولي في أفريقيا منذ 1973 زيادة في الإنفاق لصالح رابع أكبر مدينة مغربية وإحدى أهم المقاصد السياحية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: