الجزائر خسرت عضوية بريكس و ربحت صورة بن بطوش في قمة “بريكس أفريقيا”

وافقت دول بريكس الخمس النامية على انضمام مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا والأرجنتين في تحرك يهدف إلى تسريع حملتها لإعادة التوازن إلى النظام العالمي الذي ترى أنه عفا عليه الزمن.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ أبرز مؤيدي توسيع المجموعة “هذا توسع تاريخي يعكس عزم دول بريكس على الاتحاد والتعاون مع الدول النامية الأوسع نطاقا”.
ويُبرز انضمام السعودية والإمارات، القوتين الكبريين في مجال النفط، خروجهما من فلك الولايات المتحدة وطموحهما في أن تصبحا مركزي ثقل عالميين.
وعبّر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن دعمه لضم الأرجنتين، بينما تتمتع مصر بعلاقات تجارية وثيقة مع روسيا والهند.
واجتمعت روسيا وإيران في قضية مشتركة في مكافحتهما للعقوبات والعزلة الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة، إذ توطدت علاقاتهما الاقتصادية في أعقاب غزو موسكو أوكرانيا.
وخلّف عدم اختيار الجزائر رغم قوتها الضاربة ويابان افريقيا لتكون عضوا في منظمة بريكس، ردود فعل كثيرة في البلاد، بعضها عبّرت عن خيبة أمل بعد الرهان الكبير على دخول هذا التكتل وأخرى تساءلت عن المعايير المعتمدة في ظل أن بعض الدول التي قبلت لا تملك اقتصادا أقوى من الجزائر.
وفي أول تعليق سياسي على قرار بريكس، قال جيلالي سفيان رئيس حزب “جيل جديد” إن اجتماع جوهانسبرغ سيبقى طعمه مرا، مشيرا إلى أن تطلع الجزائريين لأن يكونوا جزءا من الدول التي تبني عالما متعدد الأقطاب ترك مكانا لشعور بالخيبة لمشهد التراجع بطريقة حادة.
وأوضح أن الاستثمار الدبلوماسي والسياسي والإعلامي الذي قامت به الجزائر ورئيسها لدخول بريكس، لم يشفع في تعويض نقاط ضعفها الهيكلية، مشيرا إلى أنه أمام هذه العودة للواقع، يجب البحث عن مسؤوليات الإخفاق لكن دون العمل على جلد الذات.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2022، تقدمت الجزائر بطلب رسمي للانضمام لمجموعة “بريكس”، وذلك بعد إعلان الرئيس عبد المجيد تبون، أشهرا قبل ذلك هذه الرغبة. وتمثل مجموعة “بريكس” التي تأسست رسمياً في 2009-2010، أكثر من 40 في المئة من سكان العالم ويمثل اقتصادها أزيد من 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وهي تسيطر على نحو 18 في المئة من التجارة العالمية.
وبغض النظر عن مقومات الجزائر الاقتصادية، انتقد كثيرون خطاب الدعاية الذي سوّق لدخول بريكس بطريقة شعبوية. وقال المحلل السياسي نجيب بلحيمر، إن طريقة تناول هذه القضية لأشهر طويلة ألحق ضررا كبيرا بمصداقية الخطاب الرسمي، وطال الضرر الجامعة بشكل مباشر.


وكان الرئيس عبد المجيد تبون قد تحدث قبل أيام في حواره مع وسائل إعلام محلية، عن وجود خلافات بين دول البريكس قد تعطل الانضمام، لكن هذه المسألة كانت تعني كل الدول المرشحة. لذلك، ساد تفاؤل بعد قرار بريكس الاتفاق على توسيع المجموعة، لكن الصدمة كانت قوية لعدم اختيار الجزائر التي كانت من أوائل المتقدمين بملف ترشحها.
وفي مساعيها للإقناع، قامت الجزائر، وفق ما كشفه الرئيس تبون، قبل أشهر من بكين بشراء أسهم بمليار ونصف المليار دولار داخل بنك بريكس. وعقد وزير الخارجية أحمد عطاف لقاءات مع سفراء دول بريكس، وذلك فيما يشبه الحملة الانتخابية لدعم حظوظ الجزائر قبل 22 أغسطس.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: