6 دول بينها ثلاث عربية تنضم إلى مجموعة بريكس

توسعت مجموعة بريكس لتضم 6 دول بينها 3 عربية وذلك وفق ما أعلن قادة مجموعة بريكس الخميس في قمتهم السنوية في جوهانسبورغ بجنوب افريقيا.
وانضمت كل من الامارات والسعودية ومصر وإيران والأرجنتين واثيوبيا للمجموعة التي تعتبر نادي كبرى الاقتصادات الناشئة التي تضم أكبر التكتلات السكانية وتسعى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي
ورغم ان دولا استبعدت في البداية من إمكانية ضمها لمجموعة بريكس لعدة اعتبارات اقتصادية ومالية وسكانية لكن دولة الإمارات الدولة الخليجية الثرية التي تتميز باقتصاد قوي ومجالات استثمار متعددة وعلاقات دولية جيدة خاصة مع دول المجموعة كان الباب أمامها مفتوحا للانضمام وتعزيز هذه القوة الاقتصادية الجديدة والصاعدة.
وتعليقا على الانضمام قال رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد ال نهيان في تغريدة على حسابه بموقع اكس “نقدر موافقة قادة مجموعة “بريكس” على ضم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعة المهمة. ونتطلع إلى العمل معًا من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم”.

وتمتلك ابوظبي مقاربة اقتصادية متقدمة ترتكز على تنويع اقتصادها والاهتمام بتطوير الابتكار والتحول الرقمي وذلك استجابة لدعوات الشيخ محمد لتحقيق رؤية استشرافية للبناء والتنمية المستدامة وهو ما منح الامارات اسبقية على بقية الدول الاخرى من حيث فرص الانضمام.
وعقدت الإمارات في السنوات الأخيرة الكثير من الاتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي مع عدد من الاقتصاديات الرائدة كما سعت للتركيز على الاستثمار في الطاقات النظيفة والمتجددة خاصة مع الصين ودول شرق اسيا والدول الصاعدة في أميركا اللاتينية وفي إفريقيا ما اهلها لتكون رائدة في المجال الاقتصادي ودعم ملف طلب الانضمام الى بريكس.
وقد اشاد صندوق النقد الدولي السنة الماضية بالنمو القوي لاقتصاد الإمارات بفضل تعافي النشاط المحلي، بينما يدعم ارتفاع أسعار النفط تحقيق فوائض كبيرة في رصيد المالية العامة والرصيد الخارجي.
وأطلقت الإمارات في 2021 “مشروع 300 مليار” كخطوة نوعية تنفذها وزارة الصناعة على مدى 10 سنوات لتحفيز الاقتصاد الوطني والنهوض بالقطاع الصناعي في الدولة وتوسيع نطاقه إقليميا وعالميا وإكسابه قدرات تنافسية على أعلى مستوى ما جعلها قوة اقتصادية ومالية دولية.
وتحدث الدكتور انور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الامارات عن حجم الازدهار والرقي الذي وصلت اليه الدولة الخليجية قائلا في تغريدة على حسابه بموقع ” اكس” ” انضمام الإمارات إلى مجموعة “بريكس” يعكس قوة اقتصادنا وفعالية دبلوماسيتنا وثقة العالم برؤيتنا للازدهار والاستقرار والتزامنا بتعزيز علاقاتنا وشراكتنا وتنويعها بما يخدم استدامة التنمية.الإمارات ماضية بعزم نحو آفاق جديدة من النماء والنهضة والقادم أجمل وأكثر إشراقاً.

ويعتبر انضمام السعودية الدولة الخليجية الثانية التي قبل مطلبها امرا حتميا ومتوقعا فالرياض لاعب اقتصادي وسياسي هام بالنسبة لبريكس كما انها تمتلك احتياطات نفطية هائلة يمكن التعويل عليها لدعم النمو الاقتصادي لدول المجموعة.
وتمثل جهود ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في تنويع الاقتصاد ضمن رؤية 2030 من بين المحفزات للتعويل على السعودية واقتصادها الذي بات في طريقه للتحول.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، إن بلاده “تتطلع لتطوير التعاون مع تجمع بريكس”، معلنا أن استثمارات المملكة مع دول المجموعة تجاوزت 160 مليار دولار عام 2022.
وأكد الوزير السعودي، خلال كلمة في ختام أعمال قمة المجموعة بجوهانسبرغ، “قوة ومتانة العلاقة” مع دول “بريكس”، معربا عن “تطلع المملكة لتطوير التعاون مع المجموعة”، بحسب قناة “الإخبارية” السعودية (رسمية).
وأضاف أن المملكة تعتبر أكبر شريك تجاري لـ”بريكس”، وحجم استثمارات بلاده مع دول المجموعة تجاوز 160 مليار دولار في 2022.
وشدد على “ضرورة مواجهة التحديات التي تعيق التنمية المستدامة واحترام سيادة الدول واستقلالها”.
ومثل انضمام مصر كذلك خطوة هامة وغير متوقعة بسبب الوضع الاقتصادي والمالي الصعب الذي تمر به القاهرة لكن قرار ضمها ستكون له تداعيات ايجابية على الاقتصاد المصري.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في بيان عقب قبول ضم بلاده الى المجموعة إن مصر تتطلع للعمل على “إعلاء صوت دول الجنوب إزاء مختلف القضايا والتحديات التنموية التي تواجهنا، بما يدعم حقوق ومصالح الدول النامية”.
وقال السيسي “أثمن إعلان تجمع بريكس دعوة مصر للانضمام لعضويته اعتبارا من يناير 2024 ونعتز بثقة دول التجمع كافة التي تربطنا بها علاقات وثيقة، ونتطلع للتعاون والتنسيق معها خلال الفترة المقبلة”.
في المقابل منيت الجزائر بخيبة امل كبيرة بعد ان توقع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ضم بلاده رغم ان الدولة الجزائرية ليست قادرة على الالتزام باهم 3 عوامل أساسية تفكر مجموعة بريكس في إدراجها كشروط أساسية للانضمام وهي تنوع الاقتصاد وقيمة الناتج المحلي الإجمالي وعدد السكان.
وقد القت الجزائر بكل ثقلها السياسي والدبلوماسي خلال الأسابيع الأخيرة لضمان مقعد لها ضمن المجموعة رغم ان تبون لم يجزم بأن انضمام بلاده إلى التكتل سيكون خلال القمة القادمة، مشيرا إلى أن أول خطوة قد تكون قبولها كعضو مراقب.
ورحب مسؤول إيراني كبير الخميس بانضمام إيران إلى مجموعة بريكس وكتب محمد جمشيدي، المستشار السياسي للرئيس إبراهيم رئيسي، على منصة “إكس” “إن العضوية الدائمة في مجموعة الاقتصادات الناشئة العالمية هي حدث تاريخي ونجاح استراتيجي للسياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية”.
وأشاد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بما وصفه بأنه “لحظة عظيمة” لبلاده. وقال على منصة “إكس” “إن إثيوبيا مستعدة للتعاون مع الجميع من أجل نظام عالمي شامل ومزدهر”.
يمنت الدعوات الرامية إلى توسيع مجموعة بريكس على جدول أعمال قمتها التي استمرت ثلاثة أيام في جوهانسبورغ وكشفت عن الانقسامات بين الكتلة بشأن وتيرة قبول الأعضاء الجدد ومعايير ذلك.
لكن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا قال إن المجموعة التي تتخذ قراراتها بالإجماع، اتفقت على “المبادئ التوجيهية لعملية توسيع بريكس ومعاييرها وإجراءاتها”.
تقدم ما يقرب من عشرين دولة بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة التي تمثل ربع الاقتصاد العالمي وأكثر من ثلاثة مليارات نسمة.
وحضر نحو 50 رئيس دولة وحكومة آخرين القمة التي تختتم الخميس، وهو ما يؤكد أن رسالتها تحظى بقبول واسع وفق قادة بريكس.

وحول شروط الانضمام لبريكس قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن معايير توسيع مجموعة “بريكس”، تضمنت وزن وهيبة الدولة ومواقفها على الساحة الدولية.

واضاف وفق ما نقلت عنه قناة”آر تي عربية” خلال مؤتمر صحفي اليوم الخميس في ختام القمة “النقاشات حول توسيع “بريكس” كانت مكثفة. لم تخل من مشاكل لكن بشكل عام كانت كل دولة تستهدف اتخاذ القرار بضم أعضاء جدد.

وأشار إلى أنه تم أخذ المعايير والإجراءات بالنسبة للمنضمين الجدد بعين الاعتبار، لكن الاعتبارات الأهم لقبول عضوية دولة من الدول المرشحة كانت هيبتها ووزنها (السياسي) وبطبيعة الحال، موقفها على الساحة الدولية، لأن الجميع متفقون على أن نوسع صفوفنا من خلال ضم ذوي أفكار مشتركة”.

وأوضح أن من الدول التي تحمل الأفكار المشتركة، تلك التي تؤيد تعددية الأقطاب، وضرورة جعل العلاقات الدولية أكثر ديمقراطية وعدالة، وزيادة دور جنوب العالم في آليات الحوكمة العالمية.

وتابع “وفي هذا السياق فإن الدول الست التي تم الإعلان عن أسمائها اليوم، تستوفي هذه المعايير بشكل كامل”.

وقلل المسؤولون الأميركيون من احتمال أن تشكل بريكس منافسًا جيوسياسيًا، ووصفوا الكتلة بأنها مجموعة شديدة التنوع تضم دولًا صديقة وكذلك خصومًا ومنافسين.
وبالفعل تشكل بريكس مزيجًا من الاقتصادات الكبيرة والصغيرة، والدول الديمقراطية والاستبدادية، ويعكس المرشحون الذين يسعون للانضمام إليها أو الذين قُبلوا في النادي هذا التنوع.
ولكن على الرغم من الخلافات، أعرب زعماء بريكس عن اعتقاد مشترك بأن النظام الدولي يخضع لهيمنة الدول والمؤسسات الغربية ولا يخدم مصالح الدول النامية.
وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا إنه مع انضمام ستة أعضاء جدد، يمثل التكتل الآن 46 في المئة من سكان العالم وحصة أكبر من ناتجه الاقتصادي.
وسلطت القمة الضوء على الانقسامات مع الغرب بشأن الحرب في أوكرانيا والدعم الذي تتمتع به روسيا من شركائها في مجموعة بريكس في وقت تعاني فيه من العزلة.
ولم تشجب جنوب إفريقيا والصين والهند الغزو الروسي بينما رفضت البرازيل الانضمام إلى الدول الغربية في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا أو فرض عقوبات على موسكو.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: