“صمت السفارة” يؤرق مغاربة في الصين “صمت السفارة” يؤرق مغاربة في الصين صورة: و.م.

يكابد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالصين مشاقّ التنقل من مختلف المدن التي يقطنون فيها إلى مقر السفارة المغربية في العاصمة بكين من أجل تتبع إنجاز وثائقهم الإدارية، خاصة جواز السفر وبطاقة التعريف الوطنية، بسبب عدم رد السفارة على مكالماتهم الهاتفية ورسائلهم عبر البريد الإلكتروني، حسبما يقول المتضررون.

وتعج غرف التواصل الفوري بشكايات العديد من المغاربة المقيمين في الصين بخصوص عدم تفاعل السفارة مع اتصالاتهم الهاتفية أو رسائلهم عبر البريد الإلكتروني، رغم وضعها رقما هاتفيا وبريدا إلكترونيا رهن إشارتهم، بحسب شكايات اطلعت عليها هسبريس.

وأفادت مصادر من أفراد الجالية المغربية بالصين بأن هناك من راسل السفارة، عبر البريد الإلكتروني، أكثر من عشر مرات، دون أن يتلقى أي رد، والشيء نفسه بالنسبة للمكالمات الهاتفية، علما أن السفارة تشترط على كل راغب في تجديد جواز السفر أو بطاقة التعريف الوطنية الحصول على موعد قبْلي، وهو ما يتعذر عليهم بسبب عدم التواصل الهاتفي أو الإلكتروني.

“المحظوظ منا يتلقى ردا من السفارة بعد عدد من المحاولات، ومن ليس محظوظا يظل ينتظر”، يقول “أ.ر”، مواطن مغربي مقيم في الصين، معتبرا أن “هذا الأمر يشكل بالنسبة إلينا مشكلا كبيرا، والجالية المغربية في الصين بحاجة إلى خدمة أفضل من طرف مصالح السفارة”.

المعاناة التي يتكبدها مغاربة الصين في سبيل الحصول على وثائقهم الإدارية من السفارة، تعكسها رحلات تنقلهم من مناطق بعيدة، مثل GUANZHOU بالجنوب، حيث تستغرق الرحلة عبر القطار حوالي عشر ساعات، وتكلف ما بين 900 و970 يوان (حوالي 1500 درهم مغربي) ذهابا، بينما تكلف الرحلة عبر الطائرة حوالي 1800 درهم ذهابا فقط، ومثلها إيابا، أي أكثر من 3600 درهم، دون باقي مصاريف السفر.

ومع ذلك، يضيف مغربي مقيم بالصين يحاول الاتصال بالسفارة لأخذ موعد لتجديد جواز سفره: “لا مشكل في تحمل مشاق وتكاليف السفر إلى بكين من أجل قضاء أغراضنا الإدارية، ولكن من غير المعقول ألّا ترد علينا السفارة لحجز موعد. وإلا، فإن كل الجهد والمال الذي ينفق في السفر يذهب هباء، لأنهم يشترطون علينا الحصول على موعد مسبق”، على حد تعبيره.

وتشتغل المصلحة القنصلية بالسفارة المغربية في الصين، حسب توقيت العمل الموجه إلى المرتفقين من المغاربة، من الإثنين إلى الجمعة من التاسعة والنصف صباحا إلى الثانية عشرة والنصف ظهرا، ومن الثانية والنصف إلى الرابعة والنصف بعد الزوال، مع الاشتغال استثناء في آخر سبت من كل شهر من العاشرة صباحا إلى الواحدة بعد الزوال، غير أنها حصرت الاتصال بالمصلحة في الفترة من العاشرة إلى الثانية عشرة والنصف ظهرا.

ولم يتسنّ أخذ رأي السفارة المغربية بالصين في الموضوع، بعد محاولات اتصال، أمس الأربعاء واليوم الخميس، عبر الرقم الهاتفي الخاص بالمصلحة القنصلية، حيث كان المجيب الآلي هو الذي يرد عند كل اتصال.

وتشير السفارة في إعلان موجه إلى الجالية المغربية المقيمة بالصين إلى أنه “يتعذر في بعض الأحيان ربط الاتصال بالسفارة بسبب الكم الهائل من المكالمات الهاتفية الواردة من داخل وخارج الصين التي يستغرق بعضها مدة طويلة لتقديم الشروحات والأجوبة على تساؤلات أفراد الجالية، أو بسبب انشغال المصلحة القنصلية بتقديم الخدمات للمواطنين الذين يحضرون يوميا لمقر السفارة”.

ويطالب أفراد الجالية المغربية بالصين بإنشاء قنصلية مغربية، خاصة بعد التزايد المتواتر لعدد المغاربة المقيمين هناك، وذلك بهدف تيسير حصولهم على وثائقهم الإدارية، أسوة بباقي البلدان التي توجد فيها الجالية المغربية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: