المغرب: قضية جنون البقر البرازيلي تصل إلى البرلمان وأغنام اسبانية لسد النقص في أضاحي العيد

ما زالت الأبقار البرازيلية تثير الشهية للمزيد من الجدل حول سلامتها الصحية، رغم “استعراض العضلات” الذي أدته في بعض شوارع الرباط بعد هروبها من المسلخ فور وصولها، وظهورها في كامل قواها البدنية مع الكثير من الزبد الغاضب الخارج من أفواهها.
ويبدو أن تلك الجولة الرباطية (نسبة إلى مدينة الرباط) لم تشفع للأبقار البرازيلية بانتهاء التساؤل حول وضعها الصحي وسلامته، وهو ما تأكد غير ما مرة خاصة في ظل وجود مكتب خاص للسلامة الصحية يباشر بشكل مستمر مراقبة جودة المنتجات الموجهة للاستهلاك في السوق المغربية.
الحديث الجديد عن الأبقار البرازيلية وصل هذه المرة إلى البرلمان، بعد أن وجّه النائب البرلماني مصطفى إبراهيمي، عن حزب “العدالة والتنمية” المعارض، سؤالاً كتابياً لوزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بخصوص السلامة الصحية للأبقار المستوردة.ووفق ما ورد في نص السؤال الكتابي الذي نشر مضمونه موقع حزب “العدالة والتنمية”، فقد أبرز البرلماني إبراهيمي أن “العديد من التقارير الصحافية الوطنية والدولية” أفادت بوجود “الشكوك في صحة وسلامة الأبقار المستوردة خاصة من دولة البرازيل”.
في انتظار جواب الوزير، تبقى الإشارة إلى أن حزب “العدالة والتنمية” انتقد بشراسة استيراد الأبقار، وكانت له العديد من المداخلات، ومنها مقال كتبه رئيس مجموعته النيابية، عبد الله بوانو، الذي وصف ذلك بـ “واحدة من فضائح الحكومة”، والمتمثلة في “استيراد الأبقار الأليفة، على خلفية ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في السوق الوطنية، التي لم تحظ أسبابها الحقيقية بالنقاش اللازم”.
جدل الأبقار البرازيلية لم يكن سياسياً فقط، بل احتضنته منصات التواصل الاجتماعي لمدة ليست بالهينة، وكان موضوع تنكيت وسخرية في تدوينات عديدة لعموم المغاربة، وانتهى بالجولة “الجاموسية” في بعض شوارع العاصمة.
حديث الأبقار تحول إلى الأغنام، خاصة بعد توارد أنباء عن عزم الحكومة سد النقص في عدد رؤوس الأغنام الموجهة للذبح في عيد الأضحى الذي لا يفصلنا عنه سوى شهرين. ووفق ما نشره موقع “Le360” في نسخته الصادرة بالفرنسية، فإن المغرب يتوفر على أربعة ملايين من الأغنام ويحتاج إلى مليون رأس إضافي لسد حاجة السوق المحلية خلال مناسبة عيد الأضحى.
وحسب المصدر نفسه، فإنه ليس أمام المغرب سوى حل واحد وهو استيراد ما يحتاجه من رؤوس الأغنام لتلبية حاجة السوق المغربية خلال المناسبة المذكورة، مؤكداً أنه شرع بالفعل في استيرادها من إسبانيا وتحدث عن رقم 10 آلاف رأس غنم، مشدداً على أنها سلالة مماثلة لتلك الموجودة في المغرب، كما يفكر في الاستيراد من رومانيا.
الموقع نفسه، سرد هذه المعطيات مؤكداً أن عملية الاستيراد الهدف منها هو الحفاظ على مستوى الأسعار دون ارتفاع، وهو ما بدأ بعض التدوينات يشير إليه ويتخوف من ارتفاع ثمن الخروف خاصة في ظل وجود “عشاق” المناسبات من تجار “الفرص”.
المتوقع أن الأبقار البرازيلية لن تبقى وحدها غريبة على موائد المغاربة، فقد جاءت لتؤنس غربتها خرفان ستعطي لعيد الأضحى نكهة عالمية في يوم “الشواء” الذي يكون أول وجبة يتناولها المغاربة في ذلك اليوم.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: