طرد اسبانية معروفة بدعمها لجبهة ”البوليساريو” كانت تنوي القيام بأنشطة غير مرخصة داخل التراب الوطني”

الناوي

أفادت وكالة الأنباء الإسبانية ، أن السلطات المغربية طردت الناشطة الإسبانية “نوريا بوتا” ، والمعروفة بدعمها لجبهة “البوليساريو”، إثر وصولها للمغرب ، وكانت تنوي ” القيام بأنشطة غير مرخصة داخل التراب المغربي”.

وكانت نوريا بوتا قد دخلت إلى المملكة رفقة صديق لها ،أمس الاثنين ، برا قادمة من موريتانيا عبر معبر الكركرات، وهي مُدرّسة وعضو في جمعية “أونا فينيسترا المون” وتنحدر من مدينة تاراغونا الكتالونية ، لإجراء لقاء في مدينة مع نشطاء صحراويين.
وقامت السلطات المغربية بتوقيفها ونقلها إلى مدينة أكادير ، قبل ترحيلها إلى إسبانيا.
ومن جهة أخرى ، حققت المملكة نجاحات دبلوماسية إقليميا ودوليا بما يشمل تعزيز علاقاتها مع الدول الأوروبية خلال الموسمين الماضيين ، ما يفتح الباب واسعا خلال العام الحالي لتوسيع الشراكات معها والإستفادة منها بما يخدم مصالحها.
ومن المتوقع أن تسعى إسبانيا خلال توليها رئاسة الإتحاد الأوروبي إلى تعزيز العلاقات الأوروبية مع الضفة الجنوبية وفي مقدمتها المغرب الشريك الوازن في المنطقة.
ويتزامن ذلك مع قبول الإتحاد الأوروبي إعتماد أوراق السفير المغربي الجديد يوسف العمراني الذي عينه العاهل المغربي الملك محمد السادس في أكتوبر من العام الماضي، وسط توقعات في أن تساعد رئاسة إسبانيا للإتحاد ، مهامه التي يتولاها مثقلا بثلاث ملفات في مواجهة لوبيات في بروكسيل تعمل ضد مصالح المملكة المغربية.
كما يأتي ذلك بينما نجحت الرباط في تسوية وتفكيك توترات وأزمات ناشئة مع عدة دول أوروبية بينها إلى جانب إسبانيا كل من ألمانيا وفرنسا وهو أمر يُعتبر مهما بالمنطق السياسي والديبلوماسي لجهة تهيئة الظروف الملائمة لتعزيز مكانة المملكة وخدمة مصالحها مع الشريك الأوروبي.
وكان لافتا أن الدبلوماسية المغربية تحركت من موقع التعامل الند للند مع قوى أوروبية مثل إسبانيا ولاحقا مع فرنسا وأيضا مع هيئات أوروبية مؤثرة في ما يخص إتفاق الصيد البحري وغيره من القضايا السياسية والإقتصادية.

وأضاف الباحث في العلاقات الدولية “نوفل البعمري” قوله إن “الرئاسة الإسبانية للإتحاد الأوروبي التي ستنطلق منتصف هذا العام ، ستكون بالتأكيد لصالح تطوير العلاقات المغربية الأوروبية التي باتت أكثر قوة من أي وقت مضى بعد تصفية الأجواء بين المغرب وإسبانيا”.
وتابع “هذا المستجد سيخدم مسار العلاقة المغربية الأوروبية ككل ، والمغربية الإسبانية خاصة وذلك بعد خطاب بيدرو سانشيز الطموح نحو تصفية كل الملفات “الخلافية” التي كانت عالقة بين البلدين بالحوار وخدمة المصالح المشتركة ، سواء السياسية أو الإقتصادية”.
وتوقع الباحث المغربي أن تكسب الرباط نقاطا مهما من رئاسة اسبانيا للاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا، بما يشمل الدفع نحو تبني المترديين في الاتحاد، لمقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء تحت سيادته وهو المقترح الذي يشهد زخما مهما ويسير على الطريق الصحيح. وإضافة إلى ذلك من المتوقع أن تعزز الرئاسة الاسبانية للتكتل الأوروبي حجم التبادل التجاري بين المملكة وبروكسيل.

ورأى نوفل البعمري أيضا أن “هذه الرئاسة ستسهم في مواجهة مختلف التحديات المشتركة ومنها ما يتعلق بمواجهة المخاطر الإرهابية والحركات الانفصالية التي تغذي الإرهاب والتهديدات الأمنية القادمة من جنوب الصحراء، وكذا القضايا المرتبطة بالهجرة والتنمية”.
وقدم رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة ابن طفيل في القنيطرة في تصريح للموقع المغربي ذاته تقييما مسبقا لرئاسة اسبانيا للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن مدريد بدأت التعامل بواقعية وهي “تدرك حاجتها السياسية والاقتصادية إلى المغرب لا سيما في ظل النقاش الحالي حول ملفات ترسيم الحدود البحرية والإرهاب والهجرة غير النظامية”.
وأشار كذلك إلى أن هذه الواقعية هي ما دفع إسبانيا إلى الإعتراف بمبادرة المغرب للحكم الذاتي “ما سيجعل إسبانيا نافذة أوروبية من أجل تعزيز العلاقات الإقتصادية في خضم التحديات التجارية والغذائية والطاقية الناجمة عن أزمة أوكرانيا”، مضيفا أن “مدريد أصبحت واعية تماما بأهمية المغرب في جنوب البحر الأبيض المتوسط ، ما دفعها إلى وضع حد نهائي لنزاع الصحراء المغربية عبر تدعيم الشراكة الإستراتيجية التي عادت بالنفع على مصالح الطرفين بالمنطقة”.
وأخذ المغرب بشكل مبكر في إعتباره ضرورة تحريك الجبهة الدبلوماسية في أوروبا عموما من أجل استقطاب المزيد من الاعترافات الأوروبية بمغربية الصحراء وهو مسار يمضي فيه بكل هدوء بعيدا عن التشنجات السياسية وصخب الضجيج الإعلامي.
ويرجح أن تركز الدبلوماسية المغربية تحركها في العام الحالي على الشركاء الأوروبيين من أجل توسيع الشراكات الإقتصادية ، وكذلك سحب البساط من تحت أقدام البوليساريو بإنتزاع إعترافات أكبر بمغربية الصحراء.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: