وزير جزائري يملي على شركة أدوية سعودية بتر الصحراء من خارطة المغرب

حنان الفاتحي

حظي مقطع فيديو لوزير الصناعة الصيدلانية الجزائري بتداول واسع على منصات التواصل الاجتماعي، تحدث فيه بنبرة متشددة مع ممثلي شركة سعودية تستثمر في الجزائر، حول ضرورة تصحيح خارطة المغرب وبتر صحرائه، ما أثار جدلا واسعا.

الجزائر – أثار مقطع فيديو بطله وزير الصناعة الصيدلانية الجزائري علي عون علي يطلب من مسؤولي شركة “تبوك الجزائر”، وهي فرع من شركة تبوك السعودية للأدوية، أن “تغير” خارطة معلقة داخل غرفة مؤتمر كان يفترض أن يكون للإعلان عن استثمارات سعودية في مجال صناعة الأدوية في الجزائر، جدلا واسعا.

واعترض الوزير الجزائري على ظهور الصحراء المغربية، بين الجزائر والمغرب، على أنها منطقة مغربية. وقال الوزير للوفد “يجب أن تصححوا الخارطة بسرعة أنتم هنا في الجزائر.. وأنتم تعرفون موقف الجزائر بشأن قضية الصحراء المغربية”.

وحظي مقطع الفيديو بتداول واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وسط انتقادات واسعة من مغردين مغاربة وسعوديين.

واحتفت وسائل إعلام جزائرية بكلمة الوزير. وأعاد حساب إذاعة الجزائر الدولية على تويتر نشر مقطع الفيديو:

ولم يستغرب متابعون سلوك الإذاعة الجزائرية، إذ دأب الإعلام الجزائري لاسيما الحكومي على هذه الممارسات “الصبيانية” وفق تعبيرهم.

ويذكر أن قناة الجزائر الدولية الحكومية اضطرت إلى الاعتذار نوفمبر الماضي على هامش أعمال القمة العربية التي احتضتنها الجزائر عن نشر خارطة للعالم العربي على موقعها الإلكتروني تُخالف الخارطة التي درجت الجامعة على اعتمادها، واقتطعت الصحراء من بلدها الأم مما أثار تحفظ الوفد المغربي.

وإثر الضجة والاستنكار الواسعين في العالم العربي لما قامت به القناة ومخالفتها لمعايير العمل الصحافي واحترام أصول المهنة، اضطرت إلى نشر اعتذار مقتضب، قالت فيه إنها “تعتذر عن استخدام خارطة للوطن العربي غير تلك المعتمدة لدى الجامعة العربية”. وأكدت أن ذلك “لا يعدو إلا أن يكون خطأ فنيا من قسم الغرافيكس”، غير أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أكد أن الادعاءات التي قدمتها القناة غير مقنعة.

وتفرد وسائل الإعلام افي الجزائر الكثير من المواد الإعلامية لتغطية الشأن المغربي، ويحكمها جميعا هاجس واحد وهو مهاجمة المغرب، ويتم بطرق مفضوحة تفتقر إلى أدنى الضوابط المهنية، وهو أمر أصبح مصدر تندر لرواد مواقع التواصل، لكن هذه المرة، خرجت الأصوات المنتقدة لهذه السياسة الإعلامية المضطربة من الجزائر نفسها.

وبث التلفزيون الجزائري الحكومي قبل فترة نشرة جوية شملت أسماء الدول الأفريقية المحيطة بالجزائر، في حين أزيل اسم المغرب وأشارت مقدمة النشرة إلى عاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية بـ”العيون المحتلة”.

وتستغل الجزائر كل حدث مهما كانت قيمته لمهاجمة الوحدة الترابية للمغرب، وهو ما يثير انتقادات واسعة.

وقبل أيام قليلة، استغلت السلطات الجزائرية تنظيم منافسة رياضية أممية على أرضها، بتسخير حفيد نيلسون مانديلا لمهاجمة المغرب سياسيا وعلنا بحضور رئيسي الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف”. وسخر حساب:

وتطرّق الوزير الجزائري إلى أن بلاده ليست بحاجة إلى صناعة الغسول، وإنما إلى أدوية مضادة للسرطان وداء السكري، مطالبا الشركة السعودية بمراجعة تفكيرها في نمط الاستثمار بالجزائر.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: