نسأل حكام الجزائر الجاهلين : مَنْ أَظْلَمُ مِنَ الذين يَكْذِبُونَ على الله ويَفْتَرُونَ عليه سُبحانه ؟

كرم

كان أصل العنوان هكذا : يا حكام الجزائر الجَهَلَة نَسْأَلُكُمْ : مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا ؟ لكنني تذكرتُ بِأن لغة الصحافة أَزْرَتْ بلعتنا العربية وأنزلَـتْها من العُلا إلى الحضيض بحجة التبسيط ، لكن ، وما أكثر ما تجلب هذه ( اللاكن ) من جدل وملاججة لدرجة أن البعض أصبح يميل إلى أن نعتمد اللهجة العامية أي الدارجة في الكتابة وحتى في التدريس ، وتلك جريمة نكراء في حق ثقافة أمة القرآن الكريم ، لذلك نضطر إلى استعمال لغة الصحافة التي يحاول البعض أن يرقى بها إلى مستوى الفصحى وأكثرهم يُمَرِّغُهَا في الحضيض ، وَلَـكُمْ في مواسير الصرف الصحي لصحافة الكابرانات في الجزائر خير مثال …

أولا: الكذب بين المعاصي والكبائر… وصورة الكذابين في المجتمع الدولي :

من المعلوم أن الكذب من المعاصي وقد صَنَّـفَهُ بعض علماء الشريعة الإسلامية أنه من الكبائر والعياذ بالله ، ومعلوم أن العالم قد أصبح كله يعرف أن حكام الجزائر ( عسكر ومدنيين ) يعيشون بالأكاذيب ، حتى أصبح كل من يتحدث عن كذب كابرانات فرنسا حكام الجزائر يقول : فهم يكذبون كما يتنفسون ، لكنني وجدتُ مقولة رائعة لأبي حامد الغزالي تُنَاسِبُ هذا السياق ، يقول الغزالي :” إنّ الكبيرة هي المعصية التي يفعلُها الإنسان من غير خوفٍ، أو حذرٍ، أو ندمٍ؛ كَالمُتَهَاوِنِ بارتكابها والمُتجرِىء عليها بعادته ” … كأني بقول الغزالي بدقته وبلاغته يتحدث عن المجرمين الحاكمين في الجزائر ، فهم يكذبون من غير خوف من الله أو حذر مما يفعلون و تفضحهم الأيام بسهولة ، لأن كابرانات الجزائر ليست لديهم القدرات العقلية على تقدير عواقب أكاذيبهم وتقدير عواقب المستقبل ، فهم كالبهائم بل أدنى درجة منها ، فهم لا يندمون حينما يفضحهم العالم بل بالعكس يزيدُهُمْ جَهْلُهُمْ مُكَابَرَةً وإصراراً على التشبث بالأكاذيب ، لأنهم – كما قال الغزالي ” كالمتهاون بارتكابها والمُتجرِىء عليها بعادته ” أي هم مثل المخلوق اللامبالي بما يفعل وله جُرْأَةٌ على تكرار أفعاله المذمومة مَرَّاتٍ و مَرَّاتٍ بسبب التعود نتيجة تربية المواخير على اعتياد ارتكاب المعاصي بدون مبالاة لأنهم يفتقرون للوازع الديني والأخلاقي الذي يكبح جماح العقلاء ، حكام الجزائر – كما يعرف العالم – لا عقول لهم وليس لهم أي وازع ديني ، إذْ كيف يكون لهم وازع ديني وهم لا دين ولا ملة لهم ، فهم تربية المواخير ودور الدعارة ، كما يردد هشام عبود فهم ( أولاد الحرام ) . أن يعيش الناس فيما بينهم بالأكاذيب في أي مجتمع في العالم شيء مُخْـزٍ ، لكن كيف لمن يدعي أنه مسلم ويكذب على أخيه المسلم بل الأفظع من ذلك هو أن يكذب على الله وهو محسوب على المسلمين !!!

ثانيا : نسأل حكام الجزائر الجاهلين : مَنْ أَظْلَمُ مِنَ الذين يَكْذِبُونَ على الله ويَفْتَرُونَ عليه سُبحانه ؟

لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز جملة (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا ) تِسْعَ مرات ، وفي العاشرة قال رب العزة في سورة الزمر الآية 32 ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ ) وقد تأتي ( مَنْ ) مقرونة بالفاء مثل ( فمن أظلم ) .. والقراء الكرام المهتمون بكلام الله وتدقيقه وتَدَبُّرِهِ يمكنهم أن يتأكدوا من ذلك ، فمثلا قد جاء في سورة الأنعام ( الآية 21) ” وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ” …. يعلم العالم كله أن أكبر الكذَّابين على وجه البسيطة هم حكام الجزائر عسكر ومدنيون وحاشيتهم وصحبُهم أجمعون ، فهم قوم يكذبون وكأن الله يجازي الكذابين ، أي لهم في الكذب أَجْرٌ وثَوَابٌ عند الله !!!!!!!!!!!!!! ( نستغفر الله على محاكاتنا هذه وليغفر لنا فهو علاَّم الغيوب ) … في جميع الديانات والملل والنحل السماوية والأرضية نجد أن الكذبَ مذمومٌ فيها جميعا ، وقد صنفه بعض الأئمة المسلمين من الكبائر، ففي مقولة لابن عباس رضي الله عنهما حينما سُئِلَ :

هل الكبائر سبعة ؟ قال : هي إلى السبعين أقرب …والعياذ بالله …ويمكن أن نذكر أشهرها وأهمها وهي على سبيل المثال لا الحصر :” الشرك بالله ، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات المؤمنات والزنا وعقوق الوالدين الخ الخ الخ …وكما جاء في حديثنا عن قول أبي حامد الغزالي الذي يوافق مقام هذا الموضوع فحكام الجزائر الكذابين يعتبرون الكبائر عندهم كأنها لاشيء ، فهم يكذبون دون أن يخافوا من الله أو حذرٍ مما يفعلون بدون مبالاة لأنهم يفتقرون إلى الوازع الديني الذي يكبح جماح العقلاء وحكام الجزائر لا عقول لهم – كما سبق ذكره – وليس لهم أي وازع ديني ، لإنهم تربوا تربية المواخير ودور الدعارة التي تعتبرها فرنسا سيدتهم التي يأتمرون بأمرها ، تعتبرها مصدرا قانونيا لكسب العيش.. لقد تناولنا ذَمَّ الكذب في التعامل فينا بيننا كبشر ، فكيف يكون مصير الذي يكذب حتى على خالقه سبحانه وتعالى والعياذ بالله… فمثلا لا يمكن أن ننسى فضيحة الجزائري عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية حينما حسم أمر مصير الشعب الجزائري يوم القيامة بأنه سيدخل كله إلى الجنة !!!!… ففي جريدة ( النهار الجزائرية بتاريخ 29 أكتوبر 2016 ) نجد هذه المقالة : ” بَشّر عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، جميع الشعب الجزائري بأنه سيدخل الجنة، وذلك عن طريق شفاعة شهداء الثورة التحريرية المضفّرة، والتي استشهد فيها أزيد من مليون ونصف شهيد، وكل واحد منهم سيشفع في 70 من أهله، ولو ضرب رقم 70 في عدد الشهداء ستشمل الشفاعة حتى الأجيال القادمة من الشعب الجزائري.

واعتبر مقري في تجمع شعبي بالوادي، أن ثورة نوفمبر هي في الحقيقة غزوة من غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ولذلك حق فيها النصر للشعب الجزائري المسلم ، كما أن استشهاد المجاهدين فيها كفيل أن يضمن الشفاعة لمئات الملايين من الجزائريين أن يدخلوا الجنة مثلهم مثل شهداء الثورة ” !!!!!!! …أولا نقول : الثورة المظفرة . ثايا وهو الأهم : أليس هذا كذبٌ على الله سبحانه وتعالى ؟ لم يعد ( الكذب ) من الكبائر بل اجتهد عبد الرزاق مقري في قَـلْبِ الحرام إلى حلال وأبدع في ذلك ، لماذا ؟ الجواب في مقولة الغزالي السابقة الذكر في قوله ما معناه : حينما يصبح ارتكاب المعاصي والكبائر عادة عادية يتجرأ على فعلها الجاهل الجهول ولا تثير في المجتمع الجاهل المحيط به أي ردود فعل قوية ، فقد تمر كشيء طبيعي عندهم ، بل لنا الحق في التوسع في التحريض على أمثال هذه الكبائر كالقتل بالجملة كما فعل الجزار خالد نزار حينما أباح لنفسه أن يذبح 250 ألف جزائري بدم بارد ، ألم يفعل ذلك بدافع العادة في قتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق؟ وتقنين الدولة الجزائرية ( المسلمة ) لفاحشة الزنا ، وكذا انتشار شهادات الزور وغيرها من الكبائر ، فقد أصبح ارتكاب هذه الكبائر عند حكلم الجزائر عادة لأن أفئدتهم جوفاء من الوازع الديني … وقد جاء بعد عبد الرزاق مقري المدعو عبد القادر بن قرينة الذي كان قد ترشح في 2019 لرئاسيات الجزائر وقال هو أيضا : “إن الجزائريين كلهم سيدخلون الجنة وسينعمون على شعوب المغرب العربي بأن يدخلوا معهم إليها، لماذا؟ ” يستمر المدعو عبد القادر قرينة مجيبا عن سؤاله : ” لأن الشهيد يشفع في سبعين رجلا من أهله.. وفي الجزائر مليون ونصف شهيد في ثورة التحرير.. وإذ شفع كل واحد منهم في سبعين.. هاذي أكثر من مائة مليون إذا الجزائريين يدخلو كلهم الجنة ويزيدو يدخلو معاهم المغرب العربي” ألا ترى أخي القارئ أن الجهل يقطر من هؤلاء الجهلة وأن لعنة الله تنزل عليهم صباح مساء إلى يوم يبعثون ، ففي أمر الشفاعة فأي طفل مسلم صغير يسمع أن شهداء الجزائر سيشفعون للشعب الجزائري مهما بلغ عددهم ، فهذا الطفل المسلم سيرد على هؤلاء الجهلة مما جاء في القرآن الكريم نفسه بآية الكرسي التي تحسم أمر الشفاعة وتجعله حصريا بيد الله سبحانه وتعالى حيث يحفظ أغلبية مسلمي العالم ( إلا حكام الجزائر وحاشيتهم اللعينة ) يحفظ أغلبية مسلمي العالم آية الكرسي التي تقول بالواضح وبدون التباس ” اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَالْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ { البقرة 254 } ….فَمَنْ أشَدُّ ظلما من هؤلاء المجرمين حكام الجزائر عسكر ومدنيين وشعب بومين الحلوف الجاهل الجهول الذي لا يعرف حتى آية الكرسي التي يحفظها حتى عجائز النساء من جداتنا ويرددنها صباح مساء ( وبالمناسبة فإنني لا أعمم الجهل بالتدين الصحيح وحفظ القرآن الكريم على كافة الشعب الجزائري ، فبين الجزائريين أطفال يحفظون القرآن الكريم حفظا جيدا ) إن كابرانات فرنسا الحاكمين على الشعب الجزائري يتلاعبون بالقرآن الكريم ومعانيه الطاهرة ، ففي خرجتهم هذه التي يعتبرون أنفسهم من خلالها أنهم أخذوا الوكالة من رب العالمين ليشفعوا لمن أرادوا دون أخذ ( الإذن ) من رب العزة سبحانه وتعالى ، فالرسول صلى الله عليه وسلم وهو من هو لم يجرؤ على ذلك في أمر الاستغفار لعمه أبي طالب ، مجرد ( الاستغفار) فما بالك ( بالشفاعة ) ، إن حكام الجزائر من أجل ( كسب المال الحرام ) يدوسون على كل القيم الإنسانية بل وهم على استعداد ( ليكذبوا ) على الله ورسوله لأنهم ليسوا جزائريين ولا علاقة لهم بالشعب الجزائري الحر ولذلك فهم يمارسون على هذا الشعب ألوان التعذيب الجسدي والنفسي لأن هؤلاء الحكام ليسوا جزائريين ، وكم كتبنا من مقالات تؤكد بالدلائل القاطعة أنهم ليسوا من الشعب الجزائري… نعود لمشاركة الله في أفعاله عند حكام الجزائر ( تعالى الله عما يشركون ) ، بالمعنى السابق الذي يحشرون أنفسهم أنهم بإمكانهم تحريف معاني القرآن الكريم وخاصة معاني ( أية الكرسي ) التي تجعل أمر الشفاعة في تحريفهم مشاعة لكل من هبَّ ودبَّ ، ومن يستطيع الغوص من القراء الكرام في أمر الشفاعة يوم القيامة أول ما سيجد وهو يقرأ المتون الصحيحة وليس ما يكتبه المرتزقة لدى كابرانات الجزائر الذين ذهبت بهم الوقاحة والطمع في كسب قسط من مال الشعب الجزائري أن كتبوا بلا خجل أن مدينة مراكش المغربية وصومعة الكتبية للجامع المعروف فيها هي جزائرية ، وغير ذلك من تزوير للتاريخ والجغرافية ، فالتاريخ كلام يمكن تسويقه بسهولة لكن هل يمكن أن نحمل مدينة مراكش من سفح جبال الأطلس الكبير الواقع جغرافِـيّاً في الأرض المغربية وغرداية  وسكيكدة وعنابة في الأرض الجزائرية ، فهل بكلام الحمقى يمكننا أن نغير الجغرافية التي خلقها الله ونضع مراكش في الجزائر وسكيكدة في المملكة المغربية ؟

نعم كابرانات الجزائر مع ذلك يكذبون حتى على الجغرافية  التي حسم الله أمرها ، فهم بأكاذيبهم التي تعوَّدَ العالم على سماعها منهم يسوقون مثل هذا الذي يناسب عقولهم لأنهم لا يؤمنون بالله ورسوله فهم ليسوا جزائريين لذلك فهم غير مسلمين وأفعالهم تدل على أنهم لا علاقة لهم بالشعب الجزائري المسلم الذي جعلوه عدوا لهم . قلنا سابقا من أراد الغوص في أمر الشفاعة يوم القيامة أول ما سيجد وهو يقرأ المُتُونَ الصحيحةَ سيجد قضية شغلتْ أفكار المسلمين في حياة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ألا وهي قضية شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب الذي كان كافرا ولم يسلم ، وتبدأ الواقعة من يوم احتضار أبي طالب الذي أتم تربية الرسول صلى الله عليه وسلم بعد موت عبد المطلب جد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو طالب على فراش الموت ويحيط به أبوجهل وعبد الله ابن أبي أمية بن المغيرة ، فتألم الرسول صلى الله عليه وسلم لاحتضار عمه ووقف عند رأسه يطلب منه أن يقول ( لا إله إلا الله ) فقط وسيدخل بها الجنة بسبب ما فعله مع ابن أخيه رسول الله من تربيته وحمايته من عتاة قريش ، لكن أبا طالب أبى أن يتفوه بتلك الجملة ، وكان الكفار المحيطون بأبي طالب يُلِحُّونَ على أبي طالب أن يموت على دين أبيه عبد المطلب ، ومع تكرار الرسول وإلحاحه على عمه أن يتفوه بمقولة ( لا إله إلا الله ) حتى قال أبوطالب آخر ما كلمهم به وقال :” على ملة عبد المطلب ” وأبى أن يقول : ( لا إله إلا الله ) وفاضت روحه وهو على الكفر ، وحينها قال الرسول الكريم ( لأستغفرنَّ لك ما لم أُنْــهَ عنك ) فأنزل الله سبحانه وتعالى ” مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( التوبة 113) ، ولما أنزل الله سبحانه وتعالى قوله الكريم : ” إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ( القصص 56 ) أدرك عليه الصلاة والسلام أن هذه الآية خاصة باستغفاره لعمه أبي طالب وهي أمرٌ من ربه إليه بأن يتوقف ويمتنع عن الاستغفار لعمه ، وامتثل الرسول عليه الصلاة والسلام لأمر ربه وتوقف عن الاستغفار لعمه …

ثالثا : عقدة الإحساس لدى حكام الجزائر بانعدام شرعيتهم يدفعهم إلى الافتراء على الرسول صلى الله عليه وسلم :

من أكبر العقد النفسية التي يعاني منها حكام الجزائر ( عسكر ومدنيين ) عقدة انعدام شرعيتهم كسلطة حاكمة في الجزائر ، فالجزائريون قد قاطعوا الانتخابات الرئاسية وقاطعوا الانتخابات المحلية في عهدة تبون وكذلك قاطعوا الانتخابات التشريعية ، فأي سلطة حاكمة هذه التي قاطعها الشعب في جميع الاستحقاقات الانتخابية ؟ إذن ليس لهذه السلطة الجزائرية الحاكمة اليوم في الجزائر أي شرعية ، فهي تحكم بالحديد والنار والويل لمن وقف في وجهها فشنقريحة بجيوشه لهم بالمرصاد خاصة وأن قتل الشعب الجزائري وذبحه بدم بارد أصبح من شروط الوجود في السلطة ، ونتيجة لاستمرار تضخم الإحساس بانعدام الشرعية هذه فقد تجرأ أحد المجرمين الجاهلين المحسوبين على رجال الدين في الجزائر أن خطب في عرفة في موسم الحج لسنة 2021 على بعض الجزائريين خطبة ينكرها المسلمون وينكرها الله ورسوله فقد ادعى هذا الإمام الجزائري من ضمن ما ادعى أمام بعض الحجاج الجزائريين خلال وقوفهم بجبل عرفة وقال أن الشعب الجزائري أهدي هذا الوطن بعد استقلاله لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، مضيفا : قال مرشد الجزائر مخاطبا الرسول بعد الاستقلال: يا محمد مبروك عليك.. الجزائر رجعات ليك”. وأضاف قائلا : إن الجزائري لم يجد أعز من رسول الله ليهدي إليه تراب الجزائر..”.. واستغرب عدد من المهتمين بالشأن الديني والسياسي بالجزائر وخارجها ، إقحام اسم النبي الكريم الذي عاش قبل 1400 عام في قضية تتعلق بدولة كالجزائر التي نالت استقلالها عن فرنسا سنة 1962 ، حيث سبق لأئمة جزائريين أن استغلوا اسم النبي الكريم في حديثهم عن الشان الداخلي بالجزائر وهو مايؤكد محاولة مافيا جنرالات الجزائر الحكام الحقيقيين للجزائر إضفاء الشرعية المنعدمة على السلطة القائمة بالقوة في الجزائر.

عود على بدء :

لم يترك حكام الجزائر ( أولاد الحرام ) حسب مقولة هشام عبود الشهيرة بَاباً من أبواب التدليس والكذب والافتراء وتزوير التاريخ إلا و طرقوه ، لكن أن يبلغ بهم الأمر الافتراء على الله سبحانه وتعالى بالأكاذيب فذلك هو ما فتح عليهم أبواب اللعنات التي تنزل عليهم باستمرار إلى أبد الآبدين وهم غافلون… ولتحريم الظلم في الإسلام والنهي عنه وذمه في القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم وفي مناسبات متعددة ، قلنا لتحريم الظلم وذمه في الإسلام مكانة مهمة جدا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر قوله تعالى في كتابه العزيز ” وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ ” (فصلت: 46) ، وقال:  ” وَمَا اللّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعَالَمِينَ” ( آل عمران: 108 ) وقال أيضا ” أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ  ” (هود:18) وقال في سورة يونس ” إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ” (يونس: 44)  صدق الله العظيم … لكن الحديث النبوي القدسي الذي يُعْتبر أشهر ما قيل في نبذ الظلم وبغضه ومقته والحرص على تعميق كراهيته في نفوس المسلمين هو قوله تعالى على لسان رسوله الكريم :” عن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال :” يَا عِبَادي ، إنِّي حَرَّمْتُ الظُلْمَ عَلَى نَفْسي وَجَعَلْتُهُ بيْنَكم مُحَرَّماً فَلا تَظَالَمُوا”. … وهذا من كمال عدله سبحانه وتعالى ….وقد جمع الله سبحانه وتعالى بين الظلم والشرك وجعلهما في مرتبة واحدة حينما قال في سورة لقمان “وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم” ( لقمان 13 ) … فأي درك أسفل من النار سيقيم فيه حكام الجزائر ( عسكر ومدنيين ) ، علما منا أن معظم تفاسير القرآن الكريم قد جعلت لجهنم سبعة أطباق وهي : جهنم ولظى والحطمة والسعير وسقر والجحيم والهاوية ، وقانا الله ووقى جميع المسلمين الطاهرين منها ، أما حكام الجزائر فنتمنى لهم المقام الأبدي في الهاوية من النار والعياذ بالله لأنهم تجرءوا على الله ورسوله وكذبوا عليهما ، ألم يقل سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا ) تِسْعَ مرات ، وفي العاشرة قال رب العزة في سورة الزمر الآية 32 ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ )…فماذا سيكون مصير هؤلاء المجرمين … وصدق من قال : رأس الحكمة مخافة الله ، فاللهم اجعلنا ممن يخافون الله في شهيقنا وزفيرنا يا أرحم الراحمين ….

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: