المغرب يحث الخطى لتنظيف قطاعه الصناعي

رهانا

يحث المغرب خطاه بوتيرة متسارعة من أجل تحويل المصانع إلى كيانات صديقة للبيئة، وذلك ضمن إستراتيجية شاملة لترسيخ حلول الطاقة المستدامة والمضي قدما في إزالة الكربون.

وقالت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي الخميس خلال كلمة لها بالمنتدى الدولي الثاني للمناطق الصناعية المقام حاليا في الدار البيضاء إن “القطاع الصناعي مدعو لتسريع تحوله البيئي لتحسين قدرته التنافسية”.

وشددت على أهمية تسريع عملية إزالة الكربون في تحول القطاع من أجل تعزيز جاذبيته والاستفادة من الإمكانات الإستراتيجية الكثيرة في السوق المحلية.

ودخل المغرب في سباق مع الزمن لتحقيق الحياد الكربوني في ظل تزايد الرهانات العالمية على الصناعات الصديقة للبيئة، خاصة وأنه يعمل على زيادة كفاءة التشغيل وتقليل التكاليف ضمن إستراتيجية موسعة تتبناها الحكومة لتجسيد النموذج التنموي الجديد.

وطيلة الأشهر الماضية، شرعت السلطات في استكشاف الفرص الواعدة لتطوير الصناعات المحلية حتى تكون خالية من الانبعاثات الضارة بما ينسجم مع الاتجاه العالمي بشأن البصمة الكربونية في سلاسل الإنتاج والإمدادات.

وفي تأكيد على هذا الاتجاه، دشن وزير الصناعة والتجارة رياض مزور الأربعاء الماضي مع الرئيس التنفيذي لمجموعة نكسانس الفرنسية كريستوفر غيران محطة مصنع نكسانس للطاقة الشمسية بالمحمدية.

وذكر الطرفان في بيان مشترك نقلته وكالة الأنباء المغربية الرسمية أن “محطة توليد الطاقة الكهربائية التي تم تركيبها على سطح المصنع، مزودة بما يعادل 4640 لوحة شمسية تمتد على إجمالي مساحة تبلغ أكثر من 12 ألف متر مربع”.

 

ليلى بنعلي: تسريع عملية إزالة الكربون سيعزز جاذبية الصناعة
ليلى بنعلي: تسريع عملية إزالة الكربون سيعزز جاذبية الصناعة

 

ومن المتوقع أن تنتج المحطة سنويا أكثر من 3927 ميغاواط من الكهرباء، وهي طاقة من شأنها أن تضمن انخفاضا كبيرا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون يقدر بأكثر من 2.700 طن سنويا، كما ستغطي 19 في المئة من احتياجات الطاقة للمصنع.

وقال مزور إن “اختيار نكسانس يتماشى وأهداف المغرب لتطوير صناعة نظيفة، خالية من الكربون، وتراعي الالتزامات البيئية حيث حققت المملكة تحت قيادة الملك محمد السادس مكانة رائدة في مجال تطوير واستخدام مصادر الطاقة المتجددة”.

وأوضح أن الطاقة النظيفة تقدم حاليا بديلا تستطيع الصناعات من خلاله تعزيز قدراتها التنافسية، وخفض فاتورة الطاقة، والمساعدة في تخفيف تأثيرات تغير المناخ.

وأشار مزور إلى أن التحول في مجال الطاقة أصبح الآن ضرورة صناعية، لا بد من اعتبارها فرصة سانحة ينبغي اغتنامها.

وتقدم نكسانس مجموعة من الحلول والخدمات على طول سلسلة القيمة بأكملها في مجالات عمل رئيسية، تشمل التوليد والنقل وتغطي مزارع الرياح البحرية والتوصيلات البينية تحت سطح البحر والجهد العالي الأرضي.

وتقوم كذلك بالتوزيع والاستخدامات بما في ذلك المرافق والمباني وإمكانية التنقل والصناعة ومشاريع الحلول والأدوات والبنية التحتية للاتصالات.

وأكد غيران أن هذا التدشين هو جزء جوهري من جدول أعمال الشركة، والتي جعلت من المناخ أولويتها، من خلال الالتزام القوي بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 2.4 في المئة سنويا بحلول عام 2030.

وقال إن “مصنع المحمدية يأتي في قلب إحدى أنجح وحدات الأعمال بمجموعتنا. ويمثل ذلك نجاحا يشهد على 75 عاما من الروابط الوثيقة التي تجمع نكسانس بالمغرب”.

وأكد أن المشروع يمهد الطريق لخارطة طريق مشتركة في مجال توليد الكهرباء المستدامة عبر مشاريع استثمارية طموحة.

وطوّر المغرب خلال السنوات الأخيرة إستراتيجية للطاقات المتجددة بهدف الانتقال من بلد يستورد كل احتياجاته من النفط والغاز إلى منتج للطاقة المتجددة بغية تحقيق أمن الطاقة ومن ثم وضع خطة لاعتمادها في كافة المجالات الإنتاجية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: