السفير محمد عامر … مهام جسيمة في عاصمة إستراتيجية

كانت إهتماماته بادئ الأمر المجال الجغرافي والتهيئة المجالية ، إستطاع في ظرف قياسي أن يستشف العمل السياسي  ويتشبع من ينابيعه المختلفة ، كان يشعر أن من واجبه الإنخراط في تنمية ورقي بلده حاضرا ومستقبلا ، إنه بحق وطني حتى النخاع .

أحب تخصصه بشغف كبير وسبح في روافده المرتبطة بالتنمية المجالية ، إختار عن طواعية الإشتغال بالميدان السياسي الذي عشقه بصدق وأبدع فيه ، وآمن أن الوطن كبير يسع الجميع ، والكل يستطيع أن يساهم في بناءه وتقدمه ، من أي موقع أومنصب يشتغل فيه.

إنه السفير المغربي ببروكسيل بلجيكا “محمد عامر”
– الذي عين بالمنصب منذ أكتوبر 2016 .

-من مواليد مدينة وجدة سنة 1955.
-حاصل على الإجازة في شعبة الجغرافيا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس ، -حاصل على دبلوم في الدراسات المعمقة في الجغرافيا والتهيئة من جامعة “تولوز لوميراي(جان جوريس) غشت 1980.

-حاصل على دكتوراه السلك الثالث في شعبة الجغرافيا والتخطيط من “جامعة تولوز لوميراي (جان جوريس)” غشت 1982.

-حاصل على دكتوراه الدولة في التخطيط الحضري من جامعة “تولوز لوميراي(جان جوريس)” غشت 1989.
-أستاذ سابق بالتعليم العالي بجامعة فاس سنوات 1982-1993.
-برلماني سابق سنوات 1993-1997.
-أمين عام وزارة التجهيز والماء والبيئة 2002-2007.
-وزير منتدب لدى الوزير الأول مكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج .
-أمين عام سابق ب”وزارة التخطيط والمياه والبيئة” سنة 2007.
-كاتب لعدة مقالات وعروض خاصة بالمدينة والتنمية الترابية “المجالية”.

-عضو نشيط بعدة شبكات للأبحاث على الصعيد الوطني والدولي.

-شارك في عدة تظاهرات ومحاضرات علمية وطنية ودولية.
-نائب لجمعية المنتدى الإقليمي لشمال إفريقيا والشرق الأوسط .
-نائب رئيس جمعية المنتدى الإقليمي بالمغرب.
-عضو بجمعية الجغرافيين بالمغرب.
-عضو بالمجلس الوطني للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية.

تولدت لدى السفير محمد عامر قناعة راسخة ، أن التنمية لا تتحقق سوى بالعمل المستمر الجاد والمثمر ، وكل بحسب منصبه وموقعه .

يتميز السفير محمد عامر ، بنظرة ثاقبة للمستقبل ، فهو السفير الإشتراكي الذي يرى المستقبل في الحاضر .

لديه تحليل منطقي إستشرافي للتحول الإستراتيجي المغربي نحو المستقبل والتنمية والإزدهار ، حيث كشف في إحدى لقاءاته الديبلوماسية الهامة ببروكسيل ، أن المغرب أضحى يوفر أرضية جد مشجعة للإستثمارات الأوروبية عموما والبلجيكية خصوصا ، وذلك بفضل عدد من المؤهلات التي يشكل الإستقرار السياسي ركيزتها الأساسية.

وهو الذي يرى أيضا ، أن المؤهل الثاني الذي يميز المغرب ، هو حضوره الوازن في القارة الإفريقية ، بفضل الريادة التي أرسى أسسها الملك محمد السادس ، والتي بلغت أوجها سنة 2017 من خلال الزيارات المكثفة التي قام بها جلالته لعدد من الأقطار الإفريقية الشقيقة ، الشيء الذي جعل المغرب قطبا قاريا حقيقيا على مختلف الأصعدة السياسية ، الإقتصادية ، الثقافية ، والروحية أيضا ، في ضوء الجهود الحثيثة التي يبذلها في مجال تكوين الأئمة وإشاعة تعاليم الدين الإسلامي الوسطي ، السمح والمعتدل.

ويبرز السفير محمد عامر ، أن ثالث المؤهلات التي أضحت تميز المملكة المغربية ، هي تدبيرها الناجع والنموذجي بجميع المقاييس لجائحة “كوفيد-19″، والتي أبان من خلالها المغرب عن كفاءة منقطعة النظير وقدرة مبهرة على الإستباقية واتخاذ القرارت المثلى في زمن الأزمة ، كما أفصح أن رابع المؤهلات التي تميز المملكة ، هي إقرارها لنموذج تنموي جديد يعد بمثابة خارطة طريق واضحة المعالم ، تؤهل البلاد لإجتياز مختلف المحطات البنيوية ، الإقتصادية والإجتماعية التي تنتظرها ، وهو ما يشكل أيضا محفزا أساسيا للتنمية وإستقطاب الإستثمارات الأجنبية.

سبق للسفير محمد عامر أن تقلد منصب وزير منتدب لدى الوزير الأول، المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ، في حكومة عباس الفاسي
إنه الشخص الذي يؤمن بأهمية وحيوية الوظيفة الإستراتيجية للمؤسسة الملكية المنطلقة من مشروعيتها التاريخية والسياسية ، والتي ترتبط عمليا بالحرص على ممارسة الحكومة لصلاحياتها الدستورية المنطلقة من الشرعية الإنتخابية ، ومن فكرة ربط المسؤولية بالمحاسبة ، ذلك أن ملئ الحكومة لكامل مساحتها الدستورية ، وحده سيسمح ببروز أوضح لوظيفة اليقظة الإستراتيجية للمؤسسة الملكية.

كيساري معتدل متشبع بروح إشتراكية إجتماعية حداثية ، لا يخفي عامر مخاوفه من مخاطر مشروع الإسلام السياسي ، ويرى أن مواجهته تكون بالديمقراطية وحدها ، وبواسطة الديمقراطيين ، وداخل الشرعية وفي وضح النهار ، ولديه إعتقاد راسخ ألا بديل عن إعادة بناء المشروع الإشتراكي الديمقراطي ، حتى لا يظل المغاربة مطالبين بالإختيار بين اليمين واليمين المتطرف ، وحتى لا يتحول الإتحاد الإشتراكي من قوة رائدة إلى حزب مكمل لمشاريع الآخرين داخل الحكومات أو داخل المعارضة.

السفير عامر يعتبر كقطعة مسك أوقطعة ثلج بارد ، نزلت بردا وسلاما على قلوب الجالية المغربية المقيمة ببلجيكا .

فهو يمثل الدولة المغربية ، والإهتمام الذي يوليه العاهل المغربي الملك محمد السادس لتعزيز العلاقات الممتازة القائمة بين المغرب و بلجيكا ، وهو يشتغل على أساس أن هذين البلدين تربطهما علاقات راسخة عبر التاريخ ، تقوم على أساس “التقارب الحقيقي” ، و تتقوى من خلال تشابه الإختيارات الإقتصادية والديمقراطية والإجتماعية والثقافية الكبرى ، إلى جانب التوجهات الإستراتيجية للسياسة الخارجية والإلتزامات الدولية.

وإذا كانت العلاقات المغربية البلجيكية ، مطبوعة بالعراقة والتناظر في مساري بناء الدولة الوطنية وتطلع المجتمعين نحو الحداثة .

فقد إلتحق محمد عامر كسفير ببروكسيل ، حاملا طموح وقيم بلده لتعزيز الصرح الديمقراطي والإعتدال الديني والإنفتاح الثقافي ، وهو ما تسعى إليه بلجيكا أيضا بنخبتها المتنورة ، مع حرص البلدين على النهوض بتعاونهما الثنائي إلى أعلى مستوى وذلك خدمة لمصالحهما وللإستجابة لطموحات الشعبين نحو المزيد من التكامل والشراكة.

ومع ذلك لم يتوان المغرب عن العمل على تطوير علاقاته مع بلجيكا ودعم هذا البلد الأوروبي المهم ، وموجات التعاون المغربية مع بلجيكا سواء في المجال الإقتصادي أو غيره ، يراه عامر بمثابة نموذج إيجابي في العلاقات الدولية ، وخطوة تؤكد أن العلاقات بين الدول تحكمها كذلك مرجعيات أخلاقية ، وقيم التضامن الكونية ، وليس فقط المصالح الضيقة والإعتبارات الخاصة والأنانية المقيتة ، والحس التجاري ، وتسليع المنتوجات الطبية الوقائية والعلاجية.

ويعد السفير عامر من بين الشخصيات الواعية والمدركة بأهمية الحفاظ وتثمين الموروث العبري والنهوض به بالمغرب ، مذكرا بأن دستور 2011 يعترف بإسهام الرافد العبري في وحدة المغرب ، وتعزيز أواصر المحبة والسلام بين الشعوب قاطبة ، والعمل على الدفع بتسوية القضية الفلسطينية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: