رهان 2022: إنسانيتنا في المحك

تورية لغريب

تودعنا السنة الميلادية الجديدة، بأسف كما نظيرتها التي سبقتها، وسنستقبل سنة جديدة، ربما لن تختلف كثيرا بدورها عن سابقاتها،تأففنا منها وكأنها هي سبب ما شهدناه من وباء وتبعاته التي قلبت كل الموازين المتعارف عليها.
إن التحولات التي شهدناها ومازلنا منذ ظهور الجائحة في 2020، تستدعي الوقوف طويلا للبحث والدراسة والتحليل من طرف مختصين في مجالات ربما لم نكن على وعي كاف بأهميتها القصوى: مجال علم الاجتماع، علم النفس…وغيره من العلوم الإنسانية التي يتمركز موضوع اشتغالها على الإنسان، فالوباء الذي قض مضجع البشرية في بادىء الأمر، ليس إلا القشة التي قضمت ظهر البعير، وهي بمعنى آخر أيضا، الوباء الذي أزاح اللثام عن الكثير من الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها المواطن العربي، والمغربي على وجه الخصوص.
فمن الناحية السياسية، وبالعودة لأهم الأحداث، فإن صراع المغرب والجزائر كان أهم ما ميز السنة التي توشك على الانتهاء وماصاحبه من شطحات لجنرالات الخزي والعار في ركوبها على ملف الصحراء المغربية، لتغطي عجزها على توفير أساسيات العيش الكريم لمواطني الجزائر …
على الصعيد الاقتصادي، والذي لا يمكن فصله عن الصعيد الاجتماعي باعتبار الثاني انعكاسا للأول، فإن ارتفاع الأسعار وارتفاع نسبة البطالة…كان صارخا وتجلياته، أدمت قلوب البسطاء في غياب تفعيل وعود الأحزاب التي طالما تغنت بها في فترة الحملات الانتخابية. رغم هذا وذاك، فإن المواطن البسيط، وصل لدرجة الإحباط التي رافقها استجداؤه لأبسط حقوقه في التعليم والصحة وتلك معضلات أخرى…
واليوم ، وبعد أن ظهر نوع من التكيف مع “وضع ما بعد الوباء “فإنه من المفروض ان تتركز الجهود أكثر على دراسة ومواكبة هذه التغيرات ، كل من وضعه…ومنه، فإن علم النفس خصوصا، يفرض ضرورته بشدة، والعلاج النفسي أصبح من حق الجميع، وهذا ما عرت عنه الجائحة، بعد أن كان مقتصرا على نخبة معينة…وهذا موضوع يطول الخوض في تفاصيله.

نأمل أن نتجاوز هذا المخاض بأقل الخسائر خصوصا على مستوى القيم الأساسية، التي تسمو بإنسانيتنا وألا تكون هي أكبر الخسائر، في ظل ما نشهده من تكالب على المناصب والمكاسب، وفي تغييب تام للمواطن البسيط، الذي نكاد نجزم أنه كبش الفداء لأوضاع مهترئة على كل الأصعدة…
كما نأمل أن تكون سنة كسب الرهانات، ولعل أقواها الحفاظ على ما تبقى من إنسانيتنا…

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: