قنصلية متنقلة فاشلة اذا لم تسجيب للظروف المعيشية الصعبة للجالية

مكتب اسبانيا : بقلم ادريس رمزي الروكي

ان التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى العناية بأفراد الجالية المغربية بالخارج، وتقريب الخدمات القنصلية من محلات إقامتهم، والاهتمام بأحوالهم وشؤونهم، وتمكينهم من مختلف الخدمات الإدارية في أفضل الأحوال والظروف هي توجيهات دائمة تحتاج الى الكثير من المبادرات التي تكون قبل أي شكل اخر مواطناتية تخدم مصالح المملكة المغربية بالخارج وتعطي الانطباع على الاهتمام الدائم بقضايا الجالية المغربية عموما وباسبانيا على وجه الخصوص.

ان انشغالات الجالية المغربية باسبانيا وأوضاعهم الاجتماعية والمهنية وانتظاراتهم تفوق بكثير ما يجود بها بعض القناصلة في مناسبات متباعدة كمثال لا الحصر القنصلية المتنقلة التي كانت يوم السبت الفائث بمدينة طوريمولنوس مالقا والتي انتظارها طال ، خاصة أن الظروف الان ما بعد كورونا تستوجب من الجميع وخاصة القناصلة المعتمدين بالسلك الدبلوماسي  المغربي أن يهتموا فعلا بالظروف الصعبة التي هي عليها اليوم الجالية بدل التزويق من هنا وهناك  عبر بعض المواقع الصحفية والتي للأسف تكون بعيدة كل البعد عن الحقائق والتي ترسل لها المواضيع لتنشرها كما هي وان كانت الأخطاء الاملائية تلاحقها فهو العبث بعينه.

ان الأثار الاجتماعية التي خلفتها جائحة كورونا والتي جعلت أغلب المهاجرين المغاربة يعيشون تحت الصفر و مضطرون لأداء واجبات الكراء و مصاريف العائلة  دون مصدر رزق حالي، و معظمهم عاطل عن العمل تستوجب أولا التفكير الواقعي والمستعجل في خفض تكاليف واجبات جوازات السفر والتي تعتبر أغلاها على الصعيد الدولي فكيف تراهن القنصلية مثلا بالجزيرة الخضراء على انجاح مبادرة القنصلية المتنقلة وهي لم تستجيب للواقع الاجتماعي الذي تعيشه الجالية التي تمر بأوضاع صعبة عبر تخصيص على الأقل بعض الحالات التي تعيش تحت الفقر والتي لا تقدر علة اداء واجبات المخصصة لجوازات السفر والبطاقة الوطنية وبالتالي ان مثل هذه المبادرات تكون فاقدة للنتيجة اذا لم تؤسس على الانتباه الى المسألة الاجتماعية التي هي مربط الفرس.

ان الحلول الترقيعية والتسويقية لمثل هذه المبادرات تتطلب اعادة النظر في جوهر المشكل والتقرب بصدق للجالية وعدم الاعتماد على الكلمات الرنانة والابتسامة الدائمة والتي لن تخدم أبدا المشاكل الحقيقية للجالية والتي تزداد يوما بعد يوم وهو ما جعل الجالية لا تتوافد على هذه المبادرة .

فكيف يعقل أن تتم هذه المبادرة من طرف القنصلية في اطار غلق الحدود من طرف الحكومة المغربية  فهو التناقض بعينه في و لا يقت لا يحق للمغاربة الولوج الى أرض الوطن .

كيق يمكننا أن نقول أن هذه المبادرة ناجحة في اطار توافد نسبي للجالية نظرا لارتفاع التكاليف الخيالية لجوازات السفر والبطاقة الوطنية .

كيف يعقل أن نكون ايجابيين وغير متشائمين اليوم كجسم صحفي ونحن نطالب منذ مدة طويلة جدا باشراك الجالية في كل القرارات التي تتخد دون علمها ولا مشاركتها وهو الأمر الذي يعكس النتائج وتكون جميع المبادرات فاشلة بامتياز.

اليوم وجب علينا جميعا قول الحقيقة بدون تغطية الأمور و تسمية الأمور ووضع النقط على الحروف حتى نكون بالفعل مساهمين في تشكيل الصورة الايجابية التي نطمح اليها جميعا ..

أخبارنا الجالية اليوم ستكون النقطة الفاصلة باسبانيا للكشف عن كل المواضيع التي لم يجرأ عليها أحد.

 

 

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: