الاتفاق السري بين المغرب و اسبانيا بوساطة فرنسية

Belbazi

وسط التوتر المستمر بين الرباط ومدريد على خلفية نزاع الصحراء، بدأت بوادر الانفراج تلوح في الأفق، بعد رغبة إسبانيا تجاوز الأزمة، ثم قرار الملك محمد السادس باستعادة القاصرين الموجودين في أوروبا، ومنهم في إسبانيا.
وفي قرار مفاجئ، قرر الملك محمد السادس، أمس الثلاثاء، استعادة القاصرين المغاربة الموجودين في الدول الأوروبية، بعدما ارتفع عددهم بشكل كبير، وبدأت العواصم الأوروبية تطرح الملف مع الملك نفسه .
وجاء الإعلان في بيان مشترك، عبر وزارتي الخارجية والداخلية، مشددا على “استعداد المغرب للتعاون مع أوروبا من أجل تسوية هذه القضية”.
ويأمل المغرب أن يتمكن الاتحاد الأوروبي والدول المعنية من تجاوز القيود وعودة القاصرين المغاربة.
وكان أكثر من ألف قاصر مغربي قد دخلوا سبتة منذ أسبوعين، ويرغب أغلبهم بالبقاء وعدم العودة. ويوجد أكثر من 20 ألف قاصر مغربي من دون عائلاتهم على الأقل في أوروبا. وترى مدريد قرار الملك محمد السادس إيجابيا وسط الأزمة العاصفة بين البلدين، وبدأت الحكومة الإسبانية تميل الى الهدوء.
وصرحت الناطقة باسم الحكومة ماريا خيسوس مونتيرو، الثلاثاء، برغبة مدريد في تجاوز الأزمة، قائلة “نتمنى عودة العلاقات إلى طبيعتها ونترك الدبلوماسية تعمل بعيدا عن الأضواء لمعالجة سوء الفهم”.

هذا و قد عبرت الخارجية المغربية أن المشكل الحقيقي ليس في مقاضاة بن بطوش و لكن في فقدان الثقة في إسبانيا التي كانت من بين الحلفاء الاستراتيجيين للمغرب في المجال الأمني و محاربة الارهاب .

و رغم البيانات المتضاربة و العلاقات المتوترة بين البلدين إلا أن القراءة بين السطور تلوح بإتفاق مغربي إسباني لحل هذه الأزمة بوساطة فرنسية ، تمكن الطرفين من الخروج من النفق بقليل من الخسائر، لكن ما يطفو عن سطح الازمة حاليا و بعد مغادرة بن بطوش اسبانيا متجها الى الجزائر هو أن الجارة الشرقية و زعيم الانفصاليين قد حققوا إنجازًا ديبلوماسيا و سياسيا في هذه القضية في إنتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في الايام القادمة لتحديد من الخاسر في هذه الحرب الديبلوماسية التي دخلها المغرب بكل تقله و لن يعود مكتوف الأيدي و بخيبة أمل أمام المجتمع الدولي .
وتأتي هذه التطورات مع بدء القضاء الإسباني الثلاثاء استنطاق زعيم “البوليساريو” إبراهيم غالي بتهمة جرائم ضد الإنسانية. ورفض القضاء اتخاذ أي إجراء احترازي ضد غالي كسحب جواز السفر والمنع من مغادرة البلاد، بل اكتفى بالتزامه بالحضور عندما سيستدعيه القضاء. ودخل غالي إلى إسبانيا للعلاج من كورونا.
ويلف الغموض طائرة جزائرية أتت لتقل غالي، حيث نشرت جريدة الموندو الثلاثاء عن منع الحكومة للطائرة التي كان يفترض أنها ستقل إبراهيم غالي نحو الجزائر، بعدما قرر القاضي السماح له بمغادرة إسبانيا، وقد يغادرها هذه الأيام وفق جريدة “البايس”. لكن الناطقة باسم الحكومة نفت علمها بقدوم الطائرة العسكرية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: