بايدن رئيسا للولايات المتحدة وترامب يرفض الإقرار بالهزيمة

بعد أيام من تبادل الاتهامات والانتقادات الحادة بينه وبين خصمه الرئيس المنتهية ولايته الجمهوري دونالد ترامب تعهد جو بايدن بأن يكون رئيس جميع الأميركيين، داعيا إلى الوحدة وذلك بعد إعلان وسائل إعلام أميركية أنه فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت الثلاثاء الماضي ليصبح بذلك الرئيس الـ46 للولايات المتحدة.

تعهد الديمقراطي جو بايدن بعد إعلان وسائل الإعلام الأميركية الكبرى انتصاره في الانتخابات الرئاسية السبت بأنه سيكون “رئيس جميع الأميركيين”.

وأعلن بايدن في بيان “إني أتشرف بالثقة التي وضعها الأميركيون فيّ وفي نائبة الرئيس المنتخبة” كامالا هاريس، مضيفا “مع انتهاء الحملة، حان الوقت لندع الغضب والخطاب المحتدم خلفنا ونتجمع كأمة”.

ويأتي حديث بايدن في وقت عمق فيه تأخر الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في الولايات المتحدة الثلاثاء الانقسامات بين الأميركيين.

وأثار تأخر الإعلان عن نتائج الانتخابات تساؤلات بشأن الأسباب الكامنة وراء ذلك والتي تعود بالأساس إلى النظام الانتخابي الذي تعتمده الولايات المتحدة الأميركية.

ويرى مراقبون أن انتظار النتائج الذي طال كثيرا زاد من حدة الانقسامات بين الأميركيين، خاصة مع دخول المرشحين الديمقراطي والجمهوري في مواجهة عنيفة اتسمت بتبادل الاتهامات والانتقادات.

وأثار هذا الانتظار توترا في مختلف أنحاء الأمة المنقسمة فيما تحدث الرئيس المنتهية ولايته عن قيام الديمقراطيين بـ”التزوير” لكن دون تقديم دليل على ذلك.

لكن هذا التأخير كان متوقعا لأسباب تتعلق بالولايات التي يفترض أن تقوم كل منها بفرز أصوات ناخبيها، بموجب النظام الانتخابي الأميركي.

ففي كاليفورنيا، الأكثر اكتظاظا بالسكان في الولايات المتحدة، ظهرت النتائج بسرعة لصالح بايدن بعد إغلاق صناديق الاقتراع الثلاثاء. لكن مثل هذه النتائج هي في الواقع تقديرات شبكات الإعلام وليست النتائج الرسمية، ما يعني أن الأمر يستغرق وقتا أطول للحصول على صورة دقيقة في الولايات المنقسمة بشكل كبير.

التأخر في الإعلان عن نتائج الانتخابات كان متوقعا لأسباب تتعلق بالولايات التي يفترض أن تقوم كل منها بفرز أصوات ناخبيها

وقالت كاثي بوكفار المسؤولة الكبيرة في بنسلفانيا المكلفة بالإشراف على العملية الانتخابية في هذه الولاية الحاسمة “كلما كانت النتائج متقاربة جدا، استغرق الأمر وقتا أطول”. ولدى الولايات أيضا استحقاقات متنوعة لتلقّي أصوات المقترعين غيابيا وخصوصا من الجيش أو من مواطنين يقيمون في الخارج.

وأوقفت كارولاينا الشمالية فرز 171 ألف صوت على الأقل يمكن أن تحدث فارقا، لأنه بحسب القانون يتعين أن تقبل الأصوات التي تصل عبر البريد حتى 12 نوفمبر طالما تم ختمها بالبريد بحلول يوم الانتخابات.

وبشكل مماثل، ستقوم نيفادا التي تشهد سباقا حاميا، بفرز الأصوات التي ختمت بحلول يوم الانتخابات طالما أنها تصل إليها قبل 10 نوفمبر.

ما يتسبب في حدوث تأخير أيضا هو بطاقات اقتراع مؤقتة أصدرت لناخبين إذا كان هناك ارتباك بشأن تسجيلهم ويجب التحقق من ذلك.

ومع القلق من انتشار وباء كوفيد – 19، تلقت الولايات التي لم تكن معتادة على فرز بطاقات الاقتراع بالبريد مجموعة كبيرة من تلك البطاقات التي أرسلها المواطنون الذين فضلوا تجنب الذهاب إلى مراكز التصويت.

ومن بين 160 مليون أميركي صوتوا هذا العام، قام 65.2 مليون شخص بذلك عبر البريد وهو رقم قياسي، بحسب تقديرات “يو أس ايلكشن بروجيكت”.

وفي بنسلفانيا، يشكل الجمهوريون أغلبية في مجلس الولاية. ورفضوا اقتراح السماح ببدء فرز الأصوات البريدية قبل يوم الانتخابات خلافا لولايات أخرى.

والوضع معقد أيضا في بعض المقاطعات مثل تشاتام في ولاية جورجيا حيث المنافسة محتدمة جدا بين بايدن وترامب؛ إذ يُفترض أن تشرف سلطتان مختلفتان على عملية فرز الأصوات.

ومن جانبه، ندد فريق الرئيس السابق دونالد ترامب بهذا التأخير وطالب بوقف الفرز في بعض الولايات التي كان يبدو فيها جو بايدن متقدما، خصوصا في بنسلفانيا حيث لجأ الحزب الجمهوري إلى المحكمة العليا.

ويحاول الجمهوريون منذ أشهر منع ولاية بنسلفانيا من احتساب -كما كان مقررا أساسا- بطاقات الاقتراع المرسلة عبر البريد قبل يوم الانتخابات لكنها وصلت بحلول الجمعة.

وفي ولاية ويسكونسن، حيث تم إعلان فوز جو بايدن الأربعاء، قضت المحكمة العليا بأن البطاقات التي وصلت قبل 3 نوفمبر هي فقط التي ستحتسب. وأخيرا، تسمح غالبية الولايات للأحزاب بمراقبة النتائج، لكن بعض الخلافات أيضا في هذا المجال تسبب تأخيرا في العملية.

انتخابات شاقة
انتخابات شاقة

وفي فيلادلفيا خصوصا، طالب أنصار دونالد ترامب بالاقتراب أكثر من الحد المسموح به البالغ 4.5 أمتار بسبب المخاطر المرتبطة بانتشار وباء كوفيد – 19.

إضافة إلى ذلك، يرى مراقبون أنه بالرغم من إعلان فوز بايدن السبت من قبل وسائل الإعلام إلا أن الأمر قد يُحسم في المحاكم، خاصة مع عدم إبداء ترامب أي استعداد لتقبل الهزيمة.

وقال بايدن في ساعة متأخرة من مساء الجمعة في ولاية ديلاوير مسقط رأسه “الأرقام تخبرنا… إنها قصة واضحة ومقنعة: سنفوز بهذا السباق”، مضيفا أنه ونائبته كامالا هاريس التقيا بالفعل مع خبراء مع استعدادهما لدخول البيت الأبيض.

ولكن منافسه ترامب لا يزال على تحديه مع تراجع فرص فوزه وكرر توجيه اتهامات لا أساس لها بحدوث تلاعب في الانتخابات، فيما سعت حملته لرفع سلسلة من الدعاوى القضائية التي يقول بعض خبراء القانون إنها لن تغير على الأرجح نتيجة هذه الانتخابات.

وكان بايدن قد تصدر السباق الانتخابي الجمعة في ولاية بنسلفانيا التي ستجعله يتخطى العدد اللازم من أصوات المجمع الانتخابي للفوز بالمنصب، وهو 270 صوتا، إذا فاز بالأصوات العشرين المخصصة لها في المجمع.

وفي الساعات الأولى من صباح السبت اتسع فارق تقدم بايدن الطفيف في ولاية جورجيا، التي تميل في العادة ناحية الجمهوريين، ليصبح الفارق 7248 صوتا مع فرز 99 في المئة من الأصوات.

وفي ولاية بنسلفانيا، تقدم بايدن بأغلبية 27130 صوتا مع اكتمال فرز 96 في المئة من الأصوات.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: