رئيس الحكومة المغربية مستاء من انتقادات المعارضة “الفجة”

وصف رئيس الحكومة المغربي سعدالدين العثماني المعارضة بـ”الفجة”، قائلا إنها بعيدة عن أن تكون “بناءة” وإنما هي فقط “مبخسة” .

وأفاد العثماني أمام أنصار حزبه مساء الأحد عن استيائه من أشخاص قال إنهم مشغولون بالتنقيص منه والتبخيس من عمل الحكومة.

وعلق رشيد لزرق أستاذ العلوم السياسية على ذلك بالقول إن “حزب العدالة والتنمية دأب منذ وصوله لرئاسة الحكومة إلى تدبير مصالحه دون تحمل المسؤولية السياسية، وفي اللحظات الصعبة يعمل على نهج أسلوب التجاوز والمزايدة”.

وأرجع لزرق ذلك إلى “كونه (العدالة والتنمية) يتقوى بخطاب المظلومية والظهور بمظهر المستهدف، لكن تحمل المسؤولية يربكه ويؤدي به إلى الانقسام والحرب على المواقع التي بدأت تخرج للعلن”.

وحدد العثماني تلك الفئات المعارضة إلى جانب الأحزاب السياسية، فهناك إعلاميون وصحافيون وسياسيون معارضون للعدالة والتنمية، الذين يعارضون الحزب “بطريقة فجة”، موضحا أن بعضهم أراد أن يغير الدستور ونمط الاقتراع بسبب الحزب.

وربط رئيس الحكومة بين ما سماه تبخيس عمل الحكومة والحزب مع الإساءة للوطن، مبرزا أن هناك أشخاصا لا يمارسون السياسية لكن يريدون أن يهدموها، مطالبا منتسبي العدالة والتنمية بأن لا يردّوا على هؤلاء الأشخاص إلا بما يليق بهم.

ويقول مراقبون إن العثماني استشعر الضغط على حزبه من المعارضة ونشطاء التواصل الاجتماعي، فخرج مدافعا عن منجزات حكومته وحزبه ضد من أسماهم بالمحرّضين ضده.

ويعمل العثماني على امتصاص غضب الطبقات الشعبية بإلقاء المسؤولية على الأطراف الأخرى، فضلا عن خلق نوع من الإجماع بين أجنحة حزبه.

وفي هذا الصدد اتهم نوار بركة، رئيس الحكومة بتقويض رصيد الثقة الشعبي. وقال إنه تراجع بفعل السياسة الحكومية المتبعة، حيث نشأ خوف من المستقبل لدى المواطنين بمختلف طبقاتهم ولدى الفاعلين الاقتصاديين، موضحا أن تراجع منسوب الثقة لدى المواطنين “سيكون له انعكاس كبير على تدبير الأزمة التي ستزداد عمقا، لأن الحكومة عوض أن تجمع الكل، تقوم بخلق شروخات داخل المجتمع”.

العثماني استشعر الضغط على حزبه من المعارضة المؤسساتية و المدونين ونشطاء التواصل الاجتماعي

واعترف العثماني بأن عمل الحكومة ربما قد يكون ناقصا، ولكن علينا أن نعترف بالإيجابيات ثم نبيّن السلبيات، وإذا كانت هناك إمكانية لإعطاء البديل، فهذا هو دور المعارضة البناءة.

ونبّه إلى احترام الدستور والقوانين والمؤسسات وعدم استغلال الأزمة الحالية لتجاوز القواعد المنظمة للحياة السياسية.

وأكد أن “العدالة والتنمية يستعد للانتخابات المقبلة، لكن اليوم يبقى هذا العمل جانبيا”، داعيا في نفس الوقت إلى قيام الحزب بواجبه تجاه هذا الوطن، منتقدا بعض الأشخاص الذي وصفهم بـ”المهووسين” بالانتخابات ولا يفكرون إلا فيها.

ويعتقد الأستاذ الجامعي رشيد لزرق، أن العدالة والتنمية اتجه لإشاعة إمكانية عودة سيناريو 2007 بعدم تغطية جميع الدوائر الانتخابية، بهدف شحن الأجواء وتبرير فشله التدبيري، وتوفير أجواء المساومة على ملفات الفساد والاختلالات التدبيرية، وكذلك الملفات الجنائية المعروضة على القضاء.

وبعد تنبيه الدولة إلى أن الانتخابات ستكون في وقتها ولا توجد إمكانية لتأجيل الاستحقاقات المقبلة التي ستعرفها المملكة في 2021، حيث اعتبر وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت، أنها “سنة انتخابية بامتياز، فإن العدالة والتنمية معني بهذه الاستحقاقات بشكل كبير ويدخل لقاء العثماني مع شبيبة حزبه ضمن الاستعدادات الجارية رغم أنه حاول تغليف اهتمامه بالحديث عن أزمة كورونا والتنويه بما قامت به حكومته من مجهودات في اتجاه تطويق الجائحة”.

ولفت رشيد لزرق إلى أن تحضير الانتخابات بدأ بالنسبة  للعدالة والتنمية بضخ أكبر قدر ممكن من أعضائه في المناصب العليا التي لها علاقات مباشرة بما هو اجتماعي والذي له عائد انتخابي، كما أنه يحاول اللعب على تناقضات خصومه من المعارضة.

وأبرز “أنه يجب على أعضاء شبيبته أن يفهموا أن نجاح الحزب في أن يصبح مستقطبا لشريحة واسعة من المواطنين والشباب جزء منه انطلاقه من المرجعية الإسلامية”.

وختم لزرق في معرض حديثه  “العدالة التنمية يحشد ضد المعارضة لضرب بعض حلفائه خدمة لأجندته الانتخابية، كما يمارس عملية الضغط من وراء الستار باستغلال أطماع الأحزاب الصغيرة، ورمي المسؤولية على حلفائه بالحكومة لإنقاذ نفسه من تحمل المسؤولية والمحاسبة في حال الفشل”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: