لقاح “كورونا” الروسي … صمت حكومي

وزارة الصحة لم تحرك ساكنا للحصول عليه في الوقت الذي بدأ الجزائريون قبل أسابيع مفاوضات لشرائه

لم تحرك وزارة الصحة ساكنا، رغم انتشار خبر توصل روسيا إلى لقاح للوقاية من فيروس “كورونا” قبل حوالي أسبوعين، ركنت فيهما الوزارة، ومعها الحكومة، إلى صمت مطبق، ولم يصدر عنها أي بلاغ رسمي حول الموضوع، رغم أن المغاربة هللوا فرحا واستبشروا خيرا من وراء هذا الاكتشاف الذي ينتظره العالم بأسره، في الوقت الذي تحركت حكومة الشقيقة الجزائر، بسرعة فائقة، وعقدت اجتماعاتها مع مسؤولين في المختبر الذي اكتشف اللقاح، من أجل التفاوض حول شرائه وتطعيم الجزائريين.
وأكدت يومية “النهار” الجزائرية، وجود تواصل بين المختبر الروسي ووزارة الصحة الجزائرية، أثمر عن عقد اجتماع بين المجلس العلمي، الذي أسسه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وممثلي المختبر ومسؤوليه، حيث تم عرض نتائج بحثهم.
ولم تكتف الحكومة الجزائرية بالاتصال بالمختبر الروسي فقط، حسب الصحف الجزائرية، من أجل الحصول على اللقاح، بل أجرت اتصالاتها بالعديد من المختبرات ومراكز البحث العالمية التي تعمل من أجل اكتشاف لقاح فعال، للاطلاع على نتائج بحوثها ومدى تقدمها، لتوفير اللقاح ضد “كورونا” لمواطنيها، في حين تقف حكومة العثماني مكتوفة اليدين، في ظل الارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس، والتي من المنتظر أن تصل إلى نسبة خطيرة مع وصول الموجة الثانية في شتنبر المقبل.
الاتصالات نفسها قامت بها مجموعة من بلدان الخليج، على مستويات رسمية، من أجل شراء اللقاح فور إنتاجه، خاصة أن عددا كبيرا منها، مثل السعودية وقطر والإمارات، دعمت بأموالها البحوثات في أكثر من دولة.
من جهتها، أعلنت الحكومة الأردنية، رسميا، أمس (الثلاثاء) نيتها شراء اللقاح الروسي ضد الفيروس وتوزيعه مجانا على الأردنيين، في حين أكد رئيس الصندوق السيادي الروسي أن 20 دولة أجنبية طلبت مسبقا شراء أكثر من مليار جرعة من اللقاح، لا يعرف إن كان المغرب واحدا منها، في ظل شح المعلومات وغياب تواصل من قبل وزارة الصحة، التي ظلت الاتصالات  بها دون مجيب.
وفي انتظار تأشير منظمة الصحة العالمية، على فعالية اللقاح الروسي، الذي أطلقت عليه الشركة المنتجة اسم “سبوتنيك” تيمنا بإطلاق أول قمر صناعي روسي في 1957، وبعد تأكيدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نجاعة اللقاح بعد اجتيازه جميع الاختبارات و”مناعته المستدامة والمستقرة” ضد الفيروس المسبب لكورونا، وتطعيم ابنته باللقاح الجديد، الذي سيكون متوفرا مجانا لجميع المواطنين الروس قريبا، يضع المغاربة أياديهم على قلوبهم، وكلهم أمل في أن تتوصل حكومة العثماني إلى طريقة للحصول على هذا اللقاح، ليستعيدوا السير العادي لحياتهم، بعيدا عن الخوف وإرهاب “كورونا”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: