كورونا يعري مواقف انتهازية لأطباء مغاربة

طالبت الهيئة الوطنية للأطباء في المغرب الحكومة، باستفادة المصحات والعيادات الطبية من الإعفاءات والتسهيلات الضريبية، تجنّبا لحالة الركود التي قد تنخر القطاع جرّاء إجراءات مواجهة كورونا، في خطوة خلّفت استياء شعبيا واسعا.

وقالت الهيئة، في رسالة وجهتها لرئيس الحكومة الاثنين، إنها “تتأسف كون الأطباء وجدوا أنفسهم محاصرين بين الواجب والقانون، الذي يحتّم عليهم إبقاء مصحاتهم وعيادتهم مفتوحة بالرغم من قلة المترددين عليها”.

وتضيف الرسالة التي توصلت “أخبارنا الجالية ” بنسخة منها، أن شبح تعرضهم للإفلاس ولخسائر مادية فادحة، يهدد أمنهم الاقتصادي.

وتبرّأت النقابات الطبية المنتمية إلى القطاع الخاص من الخطوة التي أقدمت عليها هيئة الأطباء، مشيرة إلى أن أطباء القطاع الخاص لم يسبق لهم مطالبة الهيئة بالتدخل لفائدتهم من أجل الاستفادة من أي دعم كيفما كان نوعه، بالإضافة إلى عدم استشارة الهيئة للنقابات الطبية للقطاع الخاص قبل مراسلة رئيس الحكومة.

عمر الشرقاوي: وباء كورونا أثبت أن القطاع الخاص يلهث وراء مصالحه

ورفضت الهيئة، في بيان صدر الأربعاء، “رفضا قاطعا أن يتم الزج بها في صراع وهمي، وأن يتم التشكيك في مواطنتها والتزامها، خاصة في مثل هذه الظرفية التي تمرّ بها بلادنا والتي تحتاج إلى توحيد الجهود وشحذ الهمم وتعبئة كل الطاقات والموارد المتوفرة”.

ومع ذلك شكك متابعون في راوية نقابة القطاع الطبي الخاص، ورأوا أنها مجرد محاولة للتنصل من أساليب المظلومية التي اتبعتها هيئة الأطباء، فيما الرغبة في استثمار الأزمة ماليا هي رغبة مشتركة.

واعتبر الأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي أن المواطن لن تنطلي عليه هذه الحيلة التي سبق واستخدمها قطاع التعليم الخاص قبل أسبوع. وحسب الشرقاوي فإن هذا الوباء أثبت أن القطاع الخاص لا يملك حس المواطنة، بل يلهث وراء مصالحه”.

وسبق للكاتب العام لوزارة الاقتصاد والمالية، زهير الشرفي، أن هاجم الممارسات غير المقبولة واللاأخلاقية التي تقوم بها العديد من المصحات الطبية بالمغرب منها مطالبة المواطنين بالأداء نقدا، عوض الشيك. وقال “المصحات لا تعلن عن 90 في المئة من مداخيلها لمؤسسة الضرائب، وهذا غير مقبول».

وتتوجس هيئة الأطباء من تداعيات إقفال العيادات بما سيسببه ذلك من عجز في تقديم الخدمات الصحية، إضافة إلى ما سيلحقهم من خسائر مادية.

وأكد لـ»أخبارنا الجالية » عدد من الأطباء أنهم يقومون بواجبهم ويستقبلون المرضى الذين تكون حالتهم حرجة وتحتاج إلى تدخل طارئ مع اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، فيما أشار آخرون أنه نظرا إلى الظروف الحالية، تكون الاستشارات عن بعد لتجنّب المرضى مغادرة بيوتهم وتوقيا من العدوى.

وقررت جمعية الأطباء المقيمين بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة (شرق المغرب) تقديم تبرعاتلشراء بعض المستلزمات ضمانا لاستمرارهم في تقديم الخدمات الطبية اللازمة، في خطوة تأتي لتعاضد جهود الجهات الرسمية لمحاصرة الوباء.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: