إيطاليا بدون صلاة الجمعة إمتثالا لتوصيات وزارة الصحة الإيطالية

امتثالا لقرار وزارة الصحة الإيطالية بمنع جميع التجمعات والحشود البشرية احترازا من تفشي فيروس كورونا الذي تشهده البلاد في الفترة الحالية يتجه المسلمون بشمال إيطاليا إلى قضاء أول أسبوع في تاريخهم دون أداء صلاة الجمعة بعدما أُغلقت كل المساجد أبوابها منذ بداية الأسبوع الجاري.

وكباقي أماكن العبادة الأخرى أعلنت المساجد الواقعة بالجهات الخمسة بشمال إيطاليا التي تعرف انتشارا لفيروس كورونا إلى تجميد “أنشطتها” وإغلاق أبوابها بناء على أوامر السلطة المحلية المنبثقة عن قرار وزارة الصحة الداعي إلى إلغاء جميع أنواع التجمعات والتجمهرات العمومية مهما كان حجمها أو نوعها اتقاء من تفشي عدوى الفيروس.

وتجاوبا منها مع التدابير الأمنية الجديدة بادرت معظم المساجد الواقعة بجهات لومبارديا وفينيتو وبييمونتي وريجو إيميليا وكذا جهة فينيسيا جوليا، منذ نهاية الأسبوع الماضي، وحتى قبل أن تصدر التعليمات التنفيذية من قبل الجهات الخمسة لتطبيق قرار وزير الصحة إلى إغلاق أبوابها داعية الجميع للتفاعل الإيجابي مع تدابير السلطات المحلية لتفادي المزيد من حالات الإصابة بفيروس كورونا، وفق ما جاء في بيان اتحاد الجاليات الإسلامية بإيطاليا (أوكوي) الذي يعد أكبر الهيئات الإسلامية بإيطاليا.

وحسب مسؤولي بعض المساجد بشمال إيطاليا خاصة بمدينتي ميلانو وطورينو الذين اتصلت بهم صحيفة “بناصا” الإلكترونية  فإن هناك شبه إجماع بين مختلف المصلين ورواد المساجد على قرار الإغلاق بعد الهلع الذي خلفه خبر انتشار فيروس كورونا وأنه منذ مساء يوم الجمعة (اليوم الذي شهد تشخيص أول حالة) بدأ عدد المصلين يتقلص تدريجيا وهو ما دفع العديد من المساجد إلى إلغاء “ندوة السبت” أو “مدرسة الأحد” ثم الإعلان بعد ذلك عن إغلاق الأبواب بصفة كلية.

وقال المغربي محمد دانوفا، المسؤول عن مسجد الهدى بنواحي ميلانو، في تصريح لـ”بناصا” أن قرار إغلاق المسجد يعد تحصيل حاصل أمام حالة الطوارئ التي أصبحت عليها مناطق شاسعة من إيطاليا، وأنه شخصيا لم يتردد في إغلاق المسجد حتى قبل أن يصدر قرار جهة لومبارديا حفاظا على سلامة المصلين الذين لم يتفاجأوا بدورهم بالقرار حيث تفهمه الجميع، يضيف المتحدث ذاته، مشيرا إلى أن دور السلطات الأمنية كان استطلاعيا فقط  في حالة المساجد بعدما استجاب الجميع للتدابير الوقائية الجديدة بإلغاء جميع أنشطتها مثلها مثل الكنيسة الكاثوليكية التي جمدت بدورها جميع أنشطتها وألغت قداساتها.

هذا وتعتبر الجهات الشمالية الخمسة، التي تشهد حاليا انتشارا واسعا لفيروس كورونا، الجهات الأكثر حضورا للمسلمين باعتبارها الأكثر احتضانا للمهاجرين الأجانب فمن أصل حوالي نصف مليون مغربي مقيم بإيطاليا يوجد حوالي 350 ألف مغربية ومغربي بهذه الجهات الخمسة.

للإشارة، فإن تفشي فيروس كورونا بإيطاليا دخل أسبوعه الثاني وسط بعض الأمل بعد انحصار الحالات المشخصة وارتفاع في عدد الذين تم شفاؤهم، إذ كشف أنجيلو بوريلّي رئيس الوقاية المدنية والمفوض فوق العادة من قبل الحكومة لتسيير خلية الأزمة، في ندوته الصحفية منتصف نهار يوم الخميس، أن عدد الذين شفيووا بصفة نهائية من الفيروس بلغ 45 حالة بنما أكثر من 70% من المصابين ليسوا في حاجة إلى المستشفى.

هذا وبدأت الحياة تعود تدريجيا إلى طبيعتها خاصة بالعاصمة الاقتصادية ميلانو التي بدت شبه مهجورة في بداية الأسبوع الجاري، بعد توقيف الدراسة بها وإلغاء جميع الأنشطة وإغلاق كاتدرائيتها التاريخية (ادوومو) ومسرحا الشهير (اسكالة)، وهو ما تم التراجع عنه أمس الخميس لتدب الحياة فيها من جديد على أمل فتح الجامعات والمدارس بداية الأسبوع المقبل كما لمح بذلك رئيس الحكومة جوزيبي كونتي، بينما على سكان منطقة الحجر الصحي التي تقع على بعد 40 كلم جنوب ميلانو والتي تعتبرها السلطات الصحية أنها هي المرتع الرئيس لانتشار فيرو كورونا انتظار أسبوع آخر وفق ما تشترطه تعليمات منظمة الصحة العالمية للحد من انتشار الفيروس.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: