عرض مسرحي بعنوان ” الغربة ” يعالج معاناة العاملات بحقول الفراولة بإسبانيا

في إطار  إستراتيجيتها الموجهة لفائدة المغاربة المقيمين بالخارج ،تنظم الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج و شؤون الهجرة بشراكة مع فرق مسرحية مغربية عروضًا مسرحية لفائدة مغاربة العالم ، بعدد من الدول للحفاظ  على الهوية الوطنية لمغاربة العالم ، إعتبارا للدور الذي يلعبه العمل المسرحي و الفني في تعزيز الهوية الثقافية .

عرضت مسرحية “الغربة” ليلة أمس السبت بمدينة بروكسيل  للمخرج محمد بوبقرات و تأليف مصطفى رمضاني للفرقة الوجدية  كوميدرامة .

وتدور مشاهد المسرحية حول هجرة النساء المغربيات للعمل بحقول الفراولة بإسبانيا و عن الحالة المزرية التي يعاني منها المجتمع المغربي مما يتسبب في تشتت العائلات المغربية و تعرض العاملات للتحرش الجنسي و العنصرية حتى قبل السفر إلى إسبانيًا .

فالمشاهد المسرحية تجسد المشكل الحقيقي للعاملات بإسبانيا حيث تسافرن في مجموعات متفرقة، بداية من فبراير حتى يوليو سنويا، حيث ينتهي موسم جني الفراولة، ثم يعدن إلى بلدهن.

وأعلنت وزارة الشغل المغربية في يونيو 2018 أن السلطات الإسبانية استمعت إلى حوالي 800 امرأة مغربية، وسجلت 12 محاولة تحرش تعود المسؤولية فيها إلى سبعة أشخاص، هم أربعة مغاربة وثلاثة إسبان.

ودعت هيئة التنسيق الوطنية للجمعيات النسائية (تضم 4 منظمات غير حكومية)، في بيان، إلى حماية المغربيات العاملات في حقول جني الفراولة بإسبانيا.

وقالت إنه يجب “التدخل لتوفير الحماية لهذه الفئة من المواطنات من قسوة الظروف الاجتماعية والاعتداءات والمعاملات السيئة، وضمان شروط عمل تصونف الكرامة الإنسانية لهن”.

وقال المتحدث باسم الحكومة المغربية آنذاك  ، مصطفى الخلفي،إن “الحكومة منشغلة بكل ما يمس كرامة المغاربة داخل وخارج أرض الوطن”.

وأضاف الخلفي أن البرلمان دعا إلى فتح تحقيق، مشددا على أن المغرب “لا يمكن أن يقبل بشيء فيه مساس بكرامة المغربيات”.

وانتقد رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان (غير حكومي)، محمد بن عيسى، ما أسماه “تقصير الحكومة في حماية العاملات الموسميات”.

وقال بن عيسى، إن “المرصد راسل القنصلية الإسبانية في المغرب للترخيص للجنة حقوقية كي تنتقل إلى مزارع هويلفا، لإنجاز تقرير في الموضوع، بتنسيق مع منظمات حقوقية إسبانية”.

وأصدرت نقابة “اتحاد عمال الأندلس” الإسبانية، بيانا، تتضامن فيه مع العاملات المغربيات اللواتي “تعرضن للتحرش”.

وقالت إنهم “يعملن لأكثر من عشر ساعات يوميا مقابل 20 يورو، إضافة إلى ظروف عيشهن المزرية، إذ تقطن كل ست عاملات في مكان غير لائقة للسكن”.

ودعت هيئة التنسيق الوطنية للجمعيات النسائية المغربية، في بيانها، إلى إعادة النظر في عقود العمل الخاصة بالعاملات المغربيات في الحقول الإسبانية.

وبناء على اتفاق بين المغرب وإسبانيا، عام 2001، تصدر مدريد سنويا تصريحات بالعمل الموسمي في حقول الفرولة بإسبانيا لعاملات مغربيات يتجاوز عددهن 10 آلاف سنويا.

و يقول المؤلف مصطفى الرمضاني لأخبارنا الجالية أن المسرحية تطرح موضوع الهجرة غير الشرعية؛ حيث ترك الأوطان يمثّل هرباً من الموت عبر الموت إلى الموت، الذي يشكّل في النهاية خيار الغربة ، بحسب المؤلف  الذي تلفت إلى أن جسد الممثل في محاولة لإبراز الأبعاد المادية والطبقات الصوتية بين الممثلين وأجسادهم لخلق التفاوت لإبراز مشاكل و محن العاملات  مما يجعل المسرحية مرجعاً إضافياً لما تحيل إليه من أفكار ومقولات تخدم الثيمة الرئيسية؛ سيكولوجية الخوف والأحلام المؤجلة غير القادرين على تحقيقها.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: