بيروقراطية وزارة الجالية تنهك الجالية المغربية الأحياء منها و الأموات .

[author image=”//akhbarona.aljalia.ma/images-11/” ]Bouchaib El bazi[/author]دعت جمعيات المجتمع المدني ببلجيكا ، الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج إلى  القضاء على البيروقراطية وتسهيل عملية ترحيل جثامين المغاربة المعوزين الذين تتكلف السلطات المغربية بترحيلهم الى أرض الوطن ، مشددة : “حتى لا نتعوذ بالله من الشيطان الرجيم عند دخولنا ”.

فالجالية بالخارج تعاني من تعقيدات خاصّة للحصول على الموافقة من موظفي الوزارة المزعومة ، عدة أسماء تطرح في القضية و كل واحد يتهم الآخر بتعقيد المسطرة  ” وكأن موتى جاليتنا تحولت إلى رهينة لا يمكن إخراجها إلا بالطرق الملتوية”.

وبل حتى الشركات المكلفة بنقل الموتى ببلجيكا او بلدان أخرى  ترفض التكلف بنقل الجثامين لعدم توصلها  بمستحقاتها منذ سنة 2017 , بعض المسؤولين عن مؤسسات نقل الأموات صرح لأخبارنا الجالية أن الوزارة لم تؤدي له واجب عمله الذي وصل إلى 45 ألف أورو و لا يعرف السبب الحقيقي الذي يجعل الوزارة تتحمل هذه المصاريف دون آداء فاتورات هذه الشركات و قد  أصبح الأمر معقدا وغير مضمون والأسباب أتمنى أن نعرفها”.في حين الوزارة ترسل مجموعات فلكلورية  للضحك على الجالية ب 10 آلاف أورو للسهرة ، مجموعات فنية لا يحضرها الا العشرات و بدون أي فحوى ثقافي أو الاجتماعي .

و يظهر جليًا غياب  المحور الاجتماعي  للوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الذي  يهدف إلى مواكبة المغاربة المقيمين بالخارج، المتواجدين في وضعية هشة، والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم سواء ببلدان إقامتهم أو بأرض الوطن.وذلك من خلال التكفل بمصاريف ترحيل جثامين المغاربة المعوزين من مختلف بلدان الاستقبال إلى أرض الوطن.

و نذكر أن البيروقراطية في الوزارة  تقض مضاجع جميع أفراد الجالية و الجمعيات المدنية و حتى الموظفين بالقنصليات المغربية بالعالم  والخاصة الذين يعملون في الأقسام الاجتماعية التي تهتم بترحيل موتى  الجالية وذلك لأنهم يؤمنون بأن العمل الإداري الذي تتربع البيروقراطية على رأسه ليذهب  بالآمال والطموحات بعيداً وسيعرقل نجاح وتحقيق أهداف المنشأة ويقيد سرعة الإنجاز و كفاءة العمل وسيهدر الكثير من الموارد ويزيد الأعباء على الإدارات العليا للدولة  أو للجهاز الأداري الأكبر لها و لا يستجيب  للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .

الألماني ماكس فيبر هو أحد مؤسسي علم الاجتماع الحديث وإدارة المؤسسات العامة هو أول من تناول موضوع البيروقراطية وعرفها بمفهومها السياسي في المقام  الأول وأوجد نماذج مثالية للسلطة  خلال إداراة موسسات الدولة(سلطة ملهمة، سلطة تقليدية، وسلطة قانونية) ورغم أن المسؤولين بالوزارة  المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج متمسكين   بالنهج للعمل الإداري البيروقراطي إلا أنهم يدركون سلبيات هذا النهج وانعكاساته على الجالية  المغربية من حيث تمسكهم الحرفي في بنود القوانين وكذلك اكتفائهم بالحد الأدنى من الأداء المطلوب وتولد تقافة التهرب من اتخاذ القرارات والمسؤولية وبحث البدائل المحدودة ضمن نص القوانين والانظمة.

العمل الاداري البيروقراطي يقتل روح المبادرة والتحسين لدى الجهات والأفراد ويجعل الأفراد يلقون باللوم على الأنظمة عند كل فشل دون النظر إلى امكانية إحداث الفرق وحساب قيمة ونتائج التحسين والتطوير في حال تم ذلك. وليس سراً أن نقول أن معظم أجهزتنا الحكومية الخدمية تعمل بهذا النهج البيروقراطي بل تفشى هذا النهج الإداري ليصل إلى ثقافة ونمط حياة الأفراد لتتوارث الأجيال هذا السلوك في إدارة شؤون حياتهم وبذلك يتأثر المجتمع بالصفات السلبية لهذا النهج.

و يعرّف هارولد لاسكي البيروقراطية ” بأنها حالة تصل إليها المنظمة التي يسيطر عليها بشكل قانوني يصعب تعديله حتى لو تعارض مع مصالح حيوية لاتقبل المناقشة فهي في تحليله تعكس حالة من حالات إساءة استعمال السلطة وهي كلها انتقادات موجهة لنظرية البيروقراطي، .وحسب هذا التعريف فإن الموظفين لا يعنيهم تحقيق الإدارة لأهدافها بل كل همهم التهرب من المسئولية والتقيد بنصوص اللوائح كما هي تماماً دون أي مرونة حتى لو كان ذلك على حساب المصلحة العامة.

ولإصلاح ما افسدته بيروقراطية الإدارة المغربية  فقد نشأ علم ما يسمى بإدارة التغيير أو الإدارة المعرفية والتي تمكن من استغلال الخبرات التراكمية السابقة لدى الافراد خلال عملهم الاداري بنهج بيروقراطي وتلخيص تجاربهم ومرئياتهم واعطاهم فرصة التوقف عن العمل حسب بنود النظام والانتقال إلى العمل على اصلاح وتطوير بنود النظام وإعادة تصميم العمليات وتقليل مرحلها ومتطلبتها وبضمان لعدم الاخلال بالاهداف والمسارات الاساسية للعمل الاداري ثم العودة مرة أخرى إلى العمل حسب البنود المتطورة والحديثة.

قد نفتقد ثقافة إدارة التغيير في مؤسسات الجالية  للآسف، فمدراء مؤسساتنا  القدامى تشبعوا ببيروقراطية على مدى سنوات،و  يصعب عليهم أن يقتنعوا بنقلة النوعية التي ستنشئ من تفعيل هذه الثقافة. اعتقد واجزم في اعتقادي لو أن كل مسؤول حتى لو كان يظن إن منظومته خالية من اي توجه بيروقراطي اعطى للموظفين هذه الفرصة في مراجعة مسار العمل الاداري وإعادة تصميم نظم الإدارة لتفاجئ بالنتائج التي ستظهر والتحسن الكبير في جودة العمل وتقليل نسبة الخطأ الذي كانت تسببه ثغرات الانظمة السابقة ذات النهج البيروقراطي و هذا ما بدأه الوزير الأسبق عبد الكريم بنعتيق لولا إعفائه من وزارة كانت تسير على الخطى و التعاليم التي أعطاها ملك البلاد .

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: