ازدهار العلاقات المغربية الموريتانية بزيارة وزير خارجيتها للمغرب

تكشف العديد من المؤشرات مدى الزخم الذي تعيشه العلاقات الموريتانية المغربية، وليست الزيارة الحالية لوزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد إلى الرباط سوى دليل آخر على تطور العلاقات بين الجارين.

وأكد ولد الشيخ أحمد أن زيارته الثانية إلى الرباط دليل على مستوى العلاقات المتميزة مع المغرب، مشددا في تصريح مشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة على أن الرباط ونواكشوط تبحثان تطوير العلاقات بينهما نحو الأفضل، وأن هناك آفاقا واعدة لتطويرها حيث وصف العلاقات بين البلدين بـ”المتميزة”.

وكشف ولد الشيخ أحمد أنه جرى التحضير مع الجانب المغربي لانعقاد اللجنة المشتركة على مستوى القطاعات الحكومية المختلفة، إذ يرافقه في زيارته التي تتواصل حتى اليوم الأحد الشيخ ولد خطاري، مسؤول التشريفات بوزارة الخارجية الموريتانية.

وأجرى وزير الخارجية الموريتاني مباحثات ثنائية مع نظيره المغربي، ناصر بوريطة، ناقشا خلالها قضايا ذات الاهتمام المشترك وبحثا سبل دعم العلاقات بين البلدين والتي شهدت في الآونة الأخيرة تحسنا.

وفي هذا الصدد، أكد ولد الشيخ أحمد أن الرباط ونواكشوط تنسقان في الكثير من القضايا الإقليمية، من ضمنها التحديات الأمنية التي تعرفها منطقة الساحل الأفريقي وقضايا التنمية في القارة التي تلعب فيها الرباط دورا مهما.

بدوره، أكد بوريطة أن العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لديهما إرادة قوية لتطوير العلاقات بين بلديهما، مشيرا إلى وجود العديد من التحديات المشتركة في المنطقة، خصوصا فيما يتعلق بالأمن والتنمية.

ويرى مراقبون أنه منذ تولي الغزواني مقاليد الرئاسة في موريتانيا عرفت العلاقات بين الرباط ونواكشوط انفراجات هامة، عززتها المنهجية التي يدير بها ولد الشيخ أحمد السياسة الخارجية لبلاده، حيث ساعد في تجاوز مرحلة الجفاء مع المغرب خلال فترة الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز.

وكانت زيارة ولد الشيخ أحمد العام الماضي إلى المغرب، وهي الأولى من نوعها، قد أعطت زخما جديدا لعلاقات بين البلدين الجارين، حيث عبرت نواكشوط بعد هذه الزيارة عن رغبتها في تطوير العلاقات مع الرباط.

ويبدو أن العلاقات بين البلدين تجاوزت مرحلة الفتور التي كانت عليها في عهد الرئيس السابق. وأكد ولد الشيخ أحمد أن “وجهات نظرنا متشابهة جدا وتطابق بشكل كبير وجهات نظر المغرب في مختلف القضايا”.

واعتبر بوريطة أن المغرب يولي أهمية خاصة لموريتانيا في إطار تعاونه مع أشقائه الأفارقة في مجال التعليم، مضيفا أن أغلب الطلبة الموريتانيين لديهم منح من المغرب، وجاء هذا التصريح في إطار خلق ديناميكية في العلاقات بين البلدين على جميع المستويات.

وكانت العلاقات بين الرباط ونواكشوط قد اتسمت بـ”الحذر” منذ سنوات لأسباب أبرزها الخلاف حول قضية الصحراء المغربية، بسبب اتهامات لنواكشوط بدعم جبهة البوليساريو الانفصالية فيما يتعلق بهذا الملف.

وأكد صبري الحو، الخبير المغربي في القانون الدولي والهجرة ونزاع الصحراء، لـ”أخبارنا الجالية ”، أن قضية الصحراء المغربية من الملفات السياسية والأمنية التي تجمع البلدين خصوصا وأن القرار الأممي 2414 أكد على إشراك دول الجوار – ومنها موريتانيا – في دعم مجهودات الأمم المتحدة للدفع بمسلسل المفاوضات بين الفرقاء السياسيين.

وبدا توجه الرئيس الموريتاني الجديد مختلفا عن نهج سلفه ولد عبدالعزيز، في هذه القضية بدليل ما أكده الغزواني، في أكثر من مناسبة، من أن “كلفة نزاع الصحراء أثّرت على دول الجوار وعلى بناء حلم المغرب العربي القائم على التعاون، خاصة وأن المنطقة لا تسمح بالمزيد من الصراعات”.

ويتطلع المغرب إلى تطوير العلاقات مع موريتانيا على كافة المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية، لتجاوز سلبيات السنوات الماضية وبما يتناسب مع التحديات المطروحة على كلا البلدين في منطقة تعج بالمشكلات المعقدة.

واستغل ولد الشيخ أحمد خبرته كوسيط أممي في عدد من الدول آخرها اليمن للمساعدة على بناء حوار جاد مع المغرب، لتجاوز المشكلات والمضيّ قُدما لتطبيع دبلوماسي وسياسي كامل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: