حزب فوكس الإسباني يضع حدا لعلاقته بالبوليساريو

تراجع الدعم الذي كانت تلاقيه جبهة البوليساريو الانفصالية من بعض دول أفريقيا وأميركا اللاتينية وأحزاب داخل إسبانيا، بعد أن قرر حزب فوكس الإسباني اليميني وضع حد لعلاقته بالبوليساريو، فيما أعلنت دولة ليسوتو التزامها بالحياد في ملف الصحراء المغربية، وهي التي كانت تدعم البوليساريو.

وفي تطور إيجابي قرر حزب فوكس اليميني في إسبانيا وضع حد لعلاقته مع ما يسمى “المجموعة المشتركة من أجل السلام والحرية للشعب الصحراوي”، التي تدعم انفصاليي بوليساريو.

وأوضح خورخي كامبوس، زعيم حزب فوكس في جزر البليار، أن “هذا الأمر متعلق بالعلاقات الدولية التي تعتبر من اختصاص الدولة الإسبانية وليست من اختصاص برلمان جزر البليار”.

وطالب زعيم حزب فوكس، الأحزاب الأخرى التي تدعم الانفصاليين بتندوف، إلى “الكف عن هذا السلوك والاهتمام بحاجيات الجهة”، منتقدا “استماتة تلك التنظيمات المشتركة في الدفاع عن بوليساريو والاصطفاف مع جهة واحدة”.

وحذر المسؤول الحزبي، من “تأثير تحركات المجموعة المشتركة على السياسة الخارجية الإسبانية، التي تتسبب في توتر العلاقات مع المغرب البلد الحدودي المهم جدا بالنسبة لإسبانيا على المستوى الجيوسياسي”.

ويرى خبراء في العلاقات الدولية أن هذا التحول سيعود بمكاسب دبلوماسية وسياسية على المغرب في عدد من الملفات سواء على مستوى قضية الصحراء المغربية أو العلاقات التجارية أوملف الهجرة الذي يقض مضجع الإسبان.

وأضاف هؤلاء أن على المسؤولين المغاربة استحضار البعد الأمني في مباحثاتهم المقبلة مع أحزاب اليمين الإسباني التي ستشارك في الحكومة.

ونظرا لموقعه بالبرلمان بعدما حل بالمركز الثالث في الانتخابات التشريعية الأخيرة بـ52 مقعدا، وما يتطلبه من إعادة ترتيب للتوافقات والمصالح السياسية الجديدة، دفع حزب فوكس إلى تغيير أجندته الداعمة لبوليساريو.

وفي ذات السياق يبدو أن حزب بوديموس الذي يمثل أقصى اليسار في إسبانيا، يتوافق مع فوكس في عدم إثارة أي مشاكل للدولة الإسبانية في علاقاتها الخارجية وخصوصا مع المغرب.

وهنا أكد بابلو إغليسياس، زعيم بوديموس، أن “حزبه سيقوم بما يلزم في عدد من الملفات الداخلية والخارجية منها قضية الصحراء لإنجاح مفاوضات تشكيل الحكومة”.

وفي إطار سحب البساط من تحت بوليساريو وداعميها في إسبانيا وأفريقيا، أكد وزير الخارجية والعلاقات الدولية في ليسوتو، كاليل ماكغوتي، أن “بلاده لازالت متشبثة بموقفها السيادي القاضي بتعليق جميع قراراتها وبياناتها المتعلقة بنزاع الصحراء وجبهة البوليساريو، في انتظار نتائج مسلسل الأمم المتحدة”.

انتهت الشراكة
وأكدت ليسوتو، دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي وواقعي وعلمي ودائم لهذا النزاع الإقليمي، وهو تغير جوهري بعدما كانت من الداعمين لجبهة البوليساريو.

وذكر وزير الخارجية والعلاقات الدولية في ليسوتو، أن موقف بلاده سيتم إرساله إلى دول مجموعة التنمية الأفريقية (سادك) التي تضم في عضويتها جنوب أفريقيا الداعم للانفصاليين، ومنظمة الاتحاد الأفريقي”.

وسحبت ما يناهز 50 دولة اعترافها بجبهة البوليساريو الانفصالية في السنوات الأخيرة، ما يعني تزايد الوعي الدولي بنجاعة المقترح المغربي لحل نزاع الصحراء التي تتجلى في مبادرة الحكم الذاتي.

وفي سياق بحث المجتمع الدولي عن معادلة سياسية عادلة لملف الصحراء المغربية، تحت غطاء أممي، نفت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بشكل قاطع، “الشائعات” حول تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، مؤكدة أن هذه الادعاءات “مغلوطة ولا أساس لها من الصحة”.

وينظر الأمين العام للأمم المتحدة والدول المعنية بملف الصحراء في الشخصية التي ستخلف هورست كوهلر، بعد استقالته في مايو الماضي، من منصبه كمبعوث للصحراء، حيث لا يزال المغرب وباقي أطراف النزاع يترقبون تعيين المبعوث الأممي الجديد.

وأشار مراقبون إلى أن نشر شائعة تعيين مبعوث أممي أطلقتها المجموعة التي تدعم أطروحة جبهة البوليساريو الانفصالية في محاولة للتأثير على مجرى المشاورات القائمة بين الدول المعنية بملف الصحراء لاختيار الشخصية التي ستمثل الأمين العام للأمم المتحدة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: