المهن شريكة في الخيانة الزوجية

السباكة والبناء والطب تحتل المراتب المتقدمة في سوء العلاقات الزوجية

تتفاوت نسب الخيانة الزوجية بين الأشخاص تبعا للمهن والوظائف التي يشغلونها، حيث تتأثر الملامح الشخصية للرجال بطبيعة المهن التي يحترفونها، ويرتبط مدى انخراط الأزواج في سلوكيات سيئة في مكان العمل بخداع الزوجات، وفق ما جاء في دراسة أميركية حديثة.

توصلت دراسة حديثة إلى أن طبيعة المهن والوظائف تساهم في رفع نسبة الخيانة الزوجية لدى الرجال، مشيرة إلى أن الرجال الذين يتسمون بسوء السلوك في مكان العمل ويواجهون مشكلات في عملهم أكثر عرضة لخداع شريكات حياتهم.

وبحثت الدراسة في العلاقة بين سوء السلوك المهني والشخصي باستخدام بيانات من موقع المواعدة “آشلي ماديسون”، وشملت آراء أكثر من ألف مشترك حول أسباب الخيانة والعوامل التي تدفعهم إلى ذلك. ووجدت الدراسة التي أنجزتها جامعة تكساس في أوستن وجامعة إيموري أن أعضاء الموقع الذكور كانوا أكثر عرضة مرتين للانخراط في سلوكيات سيئة في مكان عملهم.

وأوضحت الدراسة أن أغلب الأشخاص يرتكبون أخطاء جسيمة في مرحلة ما من مراحل حياتهم، بطرق مختلفة، يمكن أن يكون لها تأثير كبير على مسار حياتهم الشخصية، وتتغير الحجج والقيم بشكل كبير مع الوقت، وتعتبر التجارب القوية أكثر إقناعا على أن السلوك الشخصي يرتبط ارتباطا وثيقا بالتصرفات في مكان العمل.

وأضاف الباحثون “عموما تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن الحياة الشخصية والمهنية مرتبطة ببعضها البعض، وتتعارض مع النظرة العامة المتمثلة في أن الأخلاق ظرفية في معظمها. وهذا يدعم النظرة الكلاسيكية القائلة بأن الفضائل مثل الصدق والنزاهة تؤثر على أفكار الشخص وأفعاله في سياقات متنوعة، وقد تنطوي على آثار مهمة في انتدابات الشركات ومدونات قواعد السلوك”.

وقال صامويل كروغر، أحد مؤلفي الدراسة، “تظهر نتائجنا أن السلوك الجنسي الشخصي مرتبط بالسلوك المهني”، منبها إلى أن “القضاء على سوء السلوك الجنسي في مكان العمل يمكن أن تكون له فائدة إضافية تتمثل في المساهمة في المزيد من ثقافات الشركات الأخلاقية بشكل عام”.

وكشفت الدراسة أن المهن مثل البناء والسباكة واللحام تصدرت مقدمة المهن التي أبدى فيها أصحابها نسبا مرتفعة من الخيانة الزوجية. بينما حلت مهنة الطب في المرتبة الثانية واحتل قطاع تكنولوجيا المعلومات المرتبة الثالثة في القائمة.

كما جاء قطاع ريادة الأعمال من بين المراكز الأولى كون هذا القطاع يحتاج للوقت والتعرف على الأشخاص والتقرب منهم. واحتل العاملون في قطاع التسويق والعمل الاجتماعي والفندقي المرتبة الثانية عشرة. وجاء العاملون في القطاع المالي والتعليم في المرتبة التالية بنسبة الخيانة الزوجية، حيث أكد 9 بالمئة من المشاركين بالاستفتاء بقيامهم بالخيانة. واحتل أهل السياسة والعاملون بالثقافة والفنون المرتبة الثالثة عشرة والأخيرة كأقل الأشخاص المعرضين للخيانة الزوجية.

الفهم الأعمق لدوافع الخيانة ربما يمنع وقوعها
الفهم الأعمق لدوافع الخيانة ربما يمنع وقوعها

وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها وجدت علاقة وطيدة بين السلوكيات غير الأخلاقية في ما يتعلق  بالحياة الشخصية والمهنية، مما يشير إلى أن تركيز حركة #أنا أيضا على القضاء على سوء السلوك الجنسي، قد يكون له تأثير إضافي في الحد من نشاطات الغش في مكان العمل.

وأشارت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين كانوا يتسمون بسلوك سيء في مكان العمل، كانوا يسددون فواتير مواقع التعارف للمتزوجين أكثر، وفسر علماء النفس هذه النتيجة بأن سلوك الناس في العمل مرتبط بشكل وثيق بسلوكهم في حياتهم الخاصة.

وأفاد الباحثون أنه “على الرغم من أن استخدام موقع آشلي ماديسون ينبه إلى السلوك المهني في العديد من المجالات إلا أننا نعلم بوجود سلوك غير لائق، واستخدام هذا الموقع يشير إلى وجود خيانات زوجية بصفة عامة، ويستبعد الكثير من الأشكال الأخرى للسلوكيات الشخصية الأخرى اللاأخلاقية” .

ومن جهة أخرى كشفت دراسة حديثة أجراها علماء من جامعة زيوريخ في سويسرا، أن أكثر الرجال عرضة لخيانة زوجاتهم هم من يعانون من ارتفاع هرمون “التستوستيرون” بالجسم.

وأوضح الباحثون القائمون على الدراسة، أن زيادة هرمون التستوستيرون لدى الرجال ينعكس بشكل سلبي على قدرة الرجال على الإخلاص لزوجاتهم. واعتمدت نتائج الدراسة على أخذ مجموعة من لعاب الرجال، وذلك لقياس مستوى التستوستيرون، عن طريق إجابتهم عن سؤال حول مدى خيانتهم لشركائهم، وكشفت نتائج الدراسة أن 224 رجلا شاركوا في الدراسة، واعترف أكثر من ثلث الرجال بخيانتهم لشركائهم لمرة واحدة على الحد الأدنى.

وأكدوا أن من قاموا بخيانة شركائهم لديهم مستويات أعلى من المتوسط من هرمون الذكورة، ولهذا فإن مستويات التستوستيرون المرتفعة تعد عامل خطر محتملا للسلوك غير المخلص لدى الرجال.

وقال ديلان سيلترمان قائد دراسة أميركية أجريت في جامعة ماريلاند وشملت 562 شخصا اعترفوا بأنهم ارتكبوا خيانات متعددة أثناء ارتباطهم بعلاقات مستقرة، إن ما دفعه لإجراء البحث، قلة الدراسات العلمية الهادفة إلى التوصل لأسباب الخيانة الزوجية، رغم الانتشار الواسع لهذه الممارسة.

وأوضح قائلا “الفهم الأعمق لدوافع الخيانة ربما يساعد الأزواج على إصلاح علاقاتهم عقب حدوثها، وأيضا قد يمنع وقوعها من الأساس”.

وتوصل الباحثون من خلال توجيه 80 سؤالا للمشاركين في البحث، إلى 8 أسباب رئيسية للخيانة الزوجية، تمثلت في الرغبة في الانتقام من الطرف الآخر، والرغبة الجنسية بسبب عدم الرضا عن أداء الشريك، وغياب الحب وفقدان الشغف والاهتمام، والإهمال من أحد الأطراف، بالإضافة إلى غياب الالتزام والوفاء بالواجبات، وتأثير مواقف معينة، مثل السكْر أو الضغط الشديد، وغياب الشعور بالتقدير والبحث عن تعويض ذلك بتعدد العلاقات، والبحث عن التنوع في الشركاء.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: