بريطانيا تتوصل لاتفاق مع أوروبا بشأن بريكست

أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الخميس أنه توصل الى “اتفاق جديد عظيم” بشأن انفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي قبل ساعات فقط من قمة الاتحاد الأوروبي.

وكتب جونسون على تويتر “لدينا اتفاق جديد عظيم ممتاز يستعيد السيطرة” على القوانين والسياسة التجارية، أحد وعود معسكر بريكست في استفتاء 2016، داعيا النواب البريطانيين إلى تأييده في جلسة برلمانية استثنائية السبت.

وشدد جونسون عبر موقع “تويتر”، على أنه يتعين على البرلمان التصويت على الاتفاق يوم السبت “حتى نتمكن من الانتقال إلى أولويات أخرى مثل تكاليف المعيشة والجريمة والبيئة”.

ومع إعلان الاتفاق ارتفع سعر الجنيه مقابل الدولار إلى 1,2990 لدقائق ثم بلغ 1,2942 دولار، بزيادة 0,86 بالمئة وهي مستويات لم تسجل منذ مايو.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، الخميس عن الاتفاق في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر “عندما توافرت الإرادة، توصلنا إلى اتفاق.. إنه اتفاق عادل ومتوازن للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، ودليل على التزامنا بإيجاد حلول”.
وضمن التغريدة صورة عن الاتفاق، وأوصى يونكر بتأييده خلال القمة الأوروبية المقررة الخميس في بروكسل.

ورحب وزير الخارجية الأيرلندي سيمون كوفيني بالاتفاق الجديد الذي تم التوصل إليه، ووصفه بأنه “خطوة كبيرة إلى الأمام … تحمي المصالح الأيرلندية الأساسية”.

وفي الوقت الذي لفت فيه إلى أنه لا يزال يتعين على البرلمانين البريطاني والأوروبي المصادقة على الاتفاق، قال نائب رئيس الوزراء أمام نواب بلاده إن الاتفاق يمثل “إنجازًا مهمًا للغاية … ويستحق الدعم”، لكن هذا “ليس بعد نهاية المطاف”.

ولكن لا يزال يتعين إقرار الاتفاق في البرلمانين البريطاني والأوروبي. ويتطلب تمريره في بريطانيا بشكل خاص أصوات الحزب الديمقراطي الوحدوي الصغير الإيرلندي الشمالي الذي أعلن الخميس رفضه للاتفاق الجديد.

ووصف كبير المفاوضين الأوروبيين ميشال بارنييه الاتفاق بأنه “عادل ومعقول” و”يتفق مع مبادئنا”، وقال إن جونسون بدا واثقا خلال مكالمته مع يونكر من الحصول على تأييد البرلمان.

وبدوره قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه “واثق بدرجة معقولة” من موافقة النواب البريطانيين على الاتفاق.

فيما وصف جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني المعارض، الاتفاق بأنه “أسوأ” من الاتفاق الذي كانت توصلت إليه رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي مع الاتحاد.

وقال كوربين في بيان :”بناء على المعلومات الواردة إلينا، يبدو أن رئيس الوزراء تفاوض من أجل اتفاق أسوأ، حتى من اتفاق تيريزا ماي، والذي كان رُفِضَ بأغلبية ساحقة”.

وأضاف: “هذه المقترحات من شأنها التسبب في سباق نحو الهاوية فيما يتعلق بالحقوق والحماية: فهي تعرض سلامة الأغذية للخطر، وتقلل المعايير البيئية وحقوق العمال، وتفتح المجال أمام إمكانية استحواذ شركات أميركية خاصة على خدماتنا الصحية”.

واعتبر أن مثل هذا الاتفاق يمثل خيانة ويجب رفضه، مشددا على أن “الطريق الأفضل لتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو إعطاء الشعب الكلمة الأخيرة من خلال تصويت عام”.

وركزت المحادثات بين لندن وبروكسل على عدد من القضايا الحساسة: كيفية تجنب عودة الحدود بين إيرلندا، عضو الاتحاد الأوروبي، ومقاطعة إيرلندا الشمالية، وهي جزء من المملكة المتحدة، من أجل الحفاظ على السلام في الجزيرة مع السماح بوجود نقطة للتفتيش الجمركي، وحق سلطات أيرلندا الشمالية في أن تتفحص اتفاق الطلاق، أو العلاقة في المستقبل.

وأدت التطورات المتصلة ببريكست إلى إرباك منظمي القمة إذ لم ينشروا خلافاً للمعتاد جدول الأعمال سوى صباح الخميس.

وبالإضافة إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، سيناقش رؤساء الدول والحكومات الوضع في تركيا والعودة بشكل خاص إلى الموقف الأوروبي من الهجوم التركي في شمال شرق سوريا.

وسيتطرقون إلى مسألة توسيع الاتحاد الأوروبي ليشمل مقدونيا الشمالية وألبانيا قبل مناقشة ميزانية الاتحاد الأوروبي للفترة 2021-2027 الجمعة.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: