فاشل وتبحث عن وظيفة.. إليك الحل

نحن في زمن أصبح فيه العثور على وظيفة معقدا وصعبا للغاية.. لن تكفي معه سيرة ذاتية، مدججة بشهادات علمية، وسنون خبرة طويلة، وتزكيات من جهات أكاديمية.. بل يحتاج الأمر إلى الكثير من الحظ، والأهم إلى علاقات أسرية واجتماعية.

لم يعد التمرغ بـ”تراب الميري”، كما يقول أهل مصر الطيبون، سهلا، فوظائف الدولة، حتى في أوروبا، أصبحت حكرا على أبناء العائلات وأولاد “الذوات”، الذين ارتادوا مدارس ومعاهد خاصة، مشهودا لها، ليس فقط بالمستوى العلمي، بل بنفقات خرافية لا تستطيعها سوى نخبة النخب.

الصورة قاتمة وأرقام البطالة مفزعة، ولكن هناك بصيص أمل. توجد وظائف لا يحتاج المتقدم لشغلها إلى توفر الشروط السابقة. شهادة متواضعة، يمكن أن تكون شهادة لا إله إلا الله، والقدرة على فك الأحرف، وتمييز الأرقام، تكفي. أيضا لا حاجة إلى سنين خبرة طويلة، أو عائلة كبيرة تقدم لك الدعم.

ولا تظن أن وظيفة مثل هذه أجرها متواضع، بل على العكس، يدفع لمن يشغلها بكرم وسخاء، إضافة إلى مزايا أخرى، أهمها السلطة والجاه.

إن لم تكن موهوبا، أو متعلما، وتعوزك سنون الخبرة الطويلة، تقدم للحصول على مقعد في البرلمان، أو في مجالس البلديات، أو في القصر الجمهوري.. رئيسا للدولة. كل ما تحتاجه هو ثقة بالنفس، لا يسندها سوى الغرور والوقاحة.

أليس غريبا حقا، أن المتقدم لشغل وظائف حكومية صغيرة عليه أن يجتاز اختبار كفاءة، ويدعم مطلبه بقائمة من الشهادات والخبرات، بينما المتقدم لشغل أهم وأعلى منصب في الدولة لا يحتاج إلى أي من هذا.

مع تنامي ظاهرة الشعبوية، يكفي أن تكون مدعيا ثرثارا، وأن ترفع شعار مثل “نعري ونوري”، وتعد “بش تتلها ببرشة عباد لتصبح البلد أعظم من إيطاليا بلد الفن والحريات، ومعادش حتى حد بش يخمم يغادر لبلاد”.

ولا مانع أيضا من ذكر تخفيض الأسعار، وزيادة الأجور، حتى يصل بك الأمر لتعد بتحويل ماء البحر إلى سمن وعسل وخمر.. لم لا؟

هناك وصفة أخرى يمتدحها البعض، أن ترفع يديك إلى السماء داعيا: اللهم في هذا اليوم العظيم، طهر نيتي ونية قادة وأعضاء وأنصار حزبي، حتى نخوض الانتخابات القادمة لوجهك الكريم، لا لمطامع شخصية..

ويقول العارفون إن الناس سيصدقونك وينتسبون إلى حزبك أفواجا، أفواجا.

ستقول لنفسك ماذا بعد الفوز، وماذا إن فشلت.. لا حاجة بك لأن تخشى عواقب الفشل، ستحيط بك حاشية قادرة على تحويل الليل إلى نهار، والأبيض إلى أسود، همها الوحيد أن تمجد عبقريتك. ولا تنس آخر الأسلحة الفعالة، مشجب “المؤامرة الخارجية”، تعلق عليه أي فشل إن اقتضت الضرورة، وهي حتما ستقتضي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: