الشباك الوحيد المتنقل لخدمة مغاربة العالم ..هل ضلّ الطريق؟

تداول رواد السوشيال ميديا مقطع فيديو يكشف بوضوح غياب الجالية المغربية في اللقاء الذي نظمته الوزارة المنتدبة لدى وزارة الشؤون الخارجية و التعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج و شؤون الهجرة ،  اليوم الجمعة 12 يوليوز بمدينة بروكسيل في أفخم الفنادق تحت  عنوان الشباك الوحيد المتنقل لخدمة مغاربة العالم و التي كانت محطتها الثالثة ببلجيكا .

و إنطلق هذا اللقاء بغياب تام لجاليتنا المغربية و عزوفها عن حضور مثل هذه اللقاءات التي أصبحت تعتبر فارغة المضمون ، مع غياب تحقيق الوعود السابقة على أرض الواقع ، رغم أنه جمع العديد من القطاعات و الهيئات المشاركة كوزارة العدل بحضور القاضي نور الدين بومهود و وزارة الداخلية و وزارة النقل و التجهيز و غيرها من الوزارات و الوكالات فيما يشبه قمة عالمية غير مسبوقة ، الا في مثل هذه اللقاءات لم يعد لها البريق الذي ميزها عن السنوات الماضية .

و تواجه الجالية المغربية المقيمة بالخارج عدة مشاكل تتفاقم من سنة لأخرى،  أبرزها عدم تمكن أبناء المهاجرين من تعلم اللغة العربية والدين الإسلامي في المدارس، خصوصا المهاجرين المتواجدين منهم في المدن الصغرى. علما أن في المدن الكبرى يبقى عدد الأساتذة قليل مقارنة بحجم التلاميذ الذي يتزايد عام بعد عام.
و أن الجالية المغربية ببلجيكا تفتقر إلى ممثلين حقيقيين في القنصليات و السفارة نظرا لإسناد المهام إلى أناس غير أكفاء، حيث تم استقدام أناس  لا يفقهون  شيئا عن مشاكل الجالية وآخرون لا علاقة لهم بقضايا الهجرة والمهاجرين، الشيء الذي جعل صوت المهاجر المغربي غير مسموعا، رغم إحداث وزارة خاصة بشؤون المهاجرين فإن أوضاع الجالية لازالت على حالها، بسبب فشل المؤسسات المذكورة في القيام بأدوارها ..خصوصا بعد تخلي أعضاء جمعيات  الجالية عن القيام بمهامهم التطوعية في مجال مساعدة وتوجيه المهاجرين مما أدى إلى غياب  ممثلين يدافعون عن مصالحها ملتمسين  من الحكومة أن تنظر إلى هذه المشاكل بجدية، وتختار أناس أكفاء وذو تجربة يستطيعون قيادة قاطرة الجالية بنجاح إلى الأمام.

و يعد هذا اللقاء بين مؤسسات المملكة و الجالية المغربية أحد أهم الأحداث التي يشهدها مغاربة العالم حيث يأتي بهدف توفير منصة يمكن من خلالها مناقشة و إيجاد حلول لمشاكل الجالية المغربية و تنفيذها على أمل تحسين الأوضاع الاقتصادية و السياسية لمغاربة العالم ، و لتكوين تصورات مشتركة معهم حول  قضايا الإنسانية المطروحة على جدول الاعمال كل عام  ، لكن الظرفية التي أختيرت لهذا اللقاء تجعلنا نطرح العديد من الأسئلة ، التي كما نعلم لن نجد لها جواب من المسؤولين ببروكسيل .

فالكل يعلم ان هذا اللقاء لن يكون ناجحا في غياب الجالية المغربية التي ذهبت لقضاء العطلة الصيفية و كذلك اختيار يوم الجمعة لهذا اللقاء في مدينة بروكسيل التي تعرف أزيد من 500 ألف مغربي يجعل الاختيار غير صائبا و خصوصا و ان المحطة الثانية و الثالثة بمدينة لييج و انفرس لا تعرف نفس العدد من الجالية المغربية ، الا اذا كانت النية في تفادي جل الملفات التي طرحت و لازالت تطرح ليومنا هذا بدون اَي حل جدري .فاذا كانت هذه هي نية بعض المسؤولين فلا داعي لصرف اموال الشعب في فنادق خمسة نجوم و القاعة المكيفة للقنصلية العامة المغربية ببروكسيل بامكانها ان تقوم بهدا العمل .

فالدعم الحكومي المنتظر من طرف الجالية ينبغي أن يترجم في مبادرات ميدانية لبناء مدارس جديدة وربط مدارس الجالية بالنظام التعليمي المغربي عبر مقررات خاصة بأبناء الجالية بالخارج تراعي خصوصيات بلدان الإقامة كما هو الحال بالنسبة للتجربة التركية التي نجحت نجاحا باهرا في هذا المجال.
من أهم انتظارات الجالية من الحكومة هي تبسيط الإجراءات وتسريع البث في الشكايات أثناء العودة إلى أرض الوطن و تأهيل وعصرنة الخدمات القنصلية بما يخدم سياسة القرب، وخلق عوامل تحفيزية للاستثمار، وتحسين ظروف العبور، وتوفير الحماية السياسية لمغاربة الخارج أمام مظاهر التمييز والعنصرية وسوء المعاملة التي يتعرضون لها في بعض الأحيان من طرف سلطات بلدان الإقامة.
من أهم مطالب مغاربة الخارج كذلك تمتيعهم بالحق في المشاركة السياسية وتمكينهم من اختيار من يمثلهم في المؤسسة التشريعية ومراعاة تمثيليتهم في مختلف المجالس الاستشارية الأخرى، وفي هذا الإطار فإن جميع الدفوعات التي قدمت في الانتخابات السابقة لإقصاء مغاربة الخارج من المشاركة السياسية تعتبر غير مقنعة بالنسبة لهم .
لكن بعيدا عن لغة المطالب والحقوق فإن النخب المثقفة الموجودة ببلدان المهجر تشتكي كثيرا من بعض السلوكيات المشينة لبعض الموظفين  بالسفارة المغربية ببلجيكا  الذين  يقدمون نماذج غير حضارية تسيء إلى جهود الاندماج الموزون القائم على اعتبار أبناء الجالية مواطنين يتمتعون بحقوق المواطنة الكاملة وينحدرون من أصول مغربية ويعتزون بانتمائهم الإسلامي ويحرصون على المحافظة على هويتهم الحضارية في احترام تام لقوانين بلدان الإقامة.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: