تصاعد العنف في باريس.. كرّ وفر بين الشرطة والمحتجين

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن حوالي 75 ألف شخص شاركوا السبت في التظاهرات المناهضة للرئيس إيمانويل ماكرون، والتي باتت تعرف بتحرك “السترات الصفراء”.

وقالت الشرطة الفرنسية إن 80 شخصا بينهم 14 من أفراد قوات الأمن أصيبوا في اشتباكات بين الشرطة والمحتجين. وتم خلال التظاهرات حرق سيارات في طرق حول شارع الشانزليزيه الشهير في العاصمة الفرنسية وفق تقارير إعلامية قالت أيضا إنه تم حرق فندق. واعتقلت الشرطة أكثر من 200 شخص من المحتجين المشتبه في تورطهم في أعمال العنف والتخريب والحرق. وقام رجال الشرطة بتفريق الحشد مستخدمين الغاز المسيل للدموع عندما حاول المتظاهرون اقتحام واحدة من نقاط المراقبة.

ووافقت الحكومة على إغلاق الجادة أمام السيارات بينما كلف عناصر الشرطة بتفتيش المتظاهرين وفحص بطاقات هويتهم قبل السماح لهم بالدخول إلى المنطقة، لتجنب تكرار أحداث العنف التي وقعت الأسبوع الماضي، لكن هذه الإجراءات لم تمنع حدوث أعمال الشغب. واتخذ تجار إجراءات احتياطية إذ وضعوا عوارض خشبية على الواجهات، فيما أغلق آخرون محلاتهم.

وتواجه إدارة ماكرون موجة من الغضب الشعبي بدأ على إثر زيادة الرسوم على الوقود، لكنها اتسعت لتشمل مطالب تتعلق بارتفاع تكاليف المعيشة بشكل عام. وسعى ماكرون لإخماد الغضب واعدا بإجراء محادثات على مدى ثلاثة أشهر حول الطريقة المثلى لتحويل فرنسا إلى اقتصاد قليل استخدام الكربون دون معاقبة الفقراء.

كما تعهد بإبطاء معدل الزيادة في الضرائب على الوقود إذا ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل سريع للغاية، لكن فقط بعد إقرار زيادة الضرائب المقررة في يناير المقبل.

لكن التصريحات التي أطلقها ماكرون خلال الأسبوع أثارت غضب المحتجين ولم تقنعهم. ورد البعض منهم بالقول “هراء” و”كلام فارغ” وبقوا متمركزين في بعض الطرق والدوارات. وقال العامل يوان ألار (30 عاما) “نريد شيئا عمليا”.

الحكومة تغلق جادة الشانزيليزيه أمام السيارات وتتولى الشرطة تفتيش المتظاهرين وفحص بطاقات هويتهم قبل السماح لهم بالدخول إلى المنطقة

وتحاول الحكومة دون جدوى حتى الآن التحدث مع ممثلين عن حركة “السترات الصفراء” التي سميت كذلك لارتداء المحتجين سترات مضيئة يتوجّب على كل سائق سيارة ارتداؤها إذا ما تعرّض لحادث.

ودعا رئيس الوزراء إدوار فيليب ثمانية “ممثلين” للمحتجين للقائه في مكتبه. لكنّ اثنين فقط حضرا وخرج أحدهما بعد إخباره بأنه لا يستطيع أن يدعو كاميرات التلفزيون لبث اللقاء مباشرة للأمة. عندما سأله الصحافيون عن مطالبه قال جاسون هربرت “نريد استعادة كرامتنا ونريد أن نكون قادرين على العيش من (رواتب) عملنا وهو ليس الوضع الآن”.

وبعد اجتماع دام ساعة مع الممثل الثاني للمحتجين، قال فيليب إنّهما ناقشا بشكل أساسي القدرة الشرائية وأن بابه سيظل “مفتوحا دائما” للمزيد من الحوار.

وتعدّ إحدى الصعوبات الرئيسية التي تواجه الحكومة الفرنسية في التحدث إلى المحتجين هي إحجامهم عن تعيين قيادة لحركتهم. وقد رفضت الحركة، التي تم تنظيمها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، بإصرار الانحياز إلى أي حزب سياسي أو نقابات عمّالية.

وتضم “السترات الصفراء” العديد من المتقاعدين، وتلقى زخما أكبر في المدن والمناطق الريفية الصغيرة حيث قطع المحتجون الطرق وأقاموا حواجز لإبطاء حركة السير قرب نقاط دفع رسوم الطرقات السريعة في مناطق عدة. وحتى الآن، لقي شخصان حتفهما وأصيب المئات في الاحتجاجات التي تشير استطلاعات الرأي إلى أنها لا تزال تجتذب دعم اثنين من كل ثلاثة فرنسيين. ووصل الغضب إلى الجزر الفرنسية في ما وراء البحار، خصوصا في جزيرة “لا ريونيون” الفرنسية في المحيط الهندي التي يشلها الاحتجاج منذ أسبوعين.

وحشد اليوم الأول من احتجاج “السترات الصفراء” في 17 نوفمبر الماضي حوالي 300 ألف شخص في جميع أرجاء البلاد، فيما استمرت احتجاجات متفرقة خلال الأسبوع.

ودعا زعماء النقابات العمالية الذين اجتمعوا مع فيليب، الجمعة، إلى وقف رفع الضرائب في يناير وهو اقتراح بدأ بعض أعضاء البرلمان المؤيدين لماكرون في تأييده.

وامتدت الحركة إلى بلجيكا المجاورة حيث استخدمت قوات مكافحة الشغب خراطيم المياه، الجمعة، لتفريق محتجي “السترات الصفراء” الذين كانوا يرشقون الشرطة بالحجارة وأحرقوا مركبتين للشرطة في وسط العاصمة بروكسل.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: