المغرب: حركة التوحيد والإصلاح تفتي في «نازلة يتيم» وتتبرأ من سلوكه

Oct-05

ما زالت تداعيات تسريب صور خاصة للقيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي المغربي ووزير التشغيل، محمد يتيم، تثير ردود فعل ليس فقط داخل الأوساط الإعلامية ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، بل داخل الهيئات السياسية والدعوية التي يُعدّ يتيم من قيادييها ومؤسسيها، وكانت أقوى الردود مما صدر من ذوي القربى الموقف الذي أعلنته حركة «التوحيد والإصلاح» المعروفة بكونها الذراع الدعوية لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، حيث وبخت الحركة بشكل صريح الوزير وهو أحد القياديين السابقيين للحركة قبل مؤتمرها الأخير ومن مؤسسيها كذلك، معتبرة أن ظهوره مع «خطيبته» في باريس ممسكًا يدها أخل فيه بضوابط الخطبة وحدودها وجانب ميثاق الحركة ومنهجها ودعواها في السلوك، متبرئة ضمنيًا مما أقدم عليه، وداعية إلى «العدل في الحكم» وتفادي التفريط أو الإفراط . واستمع رئيس الحركة محمد شيخي، وقبل إصدار البلاغ لمحمد يتيم بخصوص الجدل الذي أثاره تسريب الصورة وهو يمسك بيد خطيبته، وجاء في بلاغ الحركة: «بعد التثبت والتحري والوقوف على توضيحات الأستاذ محمد يتيم، ومع حفظ ما له من سابقة وإسهام محمود، فإننا نسجل أنه وقع في بعض الأخطاء غير المقبولة، جعلته يخل ببعض ضوابط الخطبة وحدودها ويتصرف بما لا يليق بمقامه، ويضع نفسه في مواطن الشبهة، وهو ما تم تنبيهه إليه».
وركزت الحركة الدعوية في موقفها من سلوك يتيم على مدى انسجامه مع ما تدعو له من سلوك وقيم وفق المرجعية الإسلامية، وأوضحت أن موقفها نابع من أن «الحركة تحرص على أن يتم عملها في احترام تام لمقتضيات الدستور والقانون، وتؤطر اجتهاداتها انطلاقًا من الاختيارات المغربية الجامعة في التدين والتمذهب، وهو ما تعكسه وثائقها التربوية والتكوينية في قضايا الأسرة والعلاقات بين الجنسين، وخاصة ما يتعلق منها باللباس وأحكام الخطبة وضوابطها الشرعية»، وقالت: «إن ميثاق الحركة يعتبر المرجعية العليا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ويجعلهما المصدر الأعلى لكل مبادئ الحركة ومقاصدها، وروح منهجها الموجه، والموجه الأسمى لاختياراتها واجتهاداتها، وما تضمناه يعلو على آرائنا وقوانينا وقراراتنا» .
وبخصوص ما أثير حول اعتزام أو شروع يتيم في الطلاق من زوجته السابقة وهو الأمر الذي أثار ردود فعل منتمين للحزب والحركة، وانقسمت الآراء ما بين المعاتبين له التنكر لعلاقة زوجية دامت عمرًا طويلاً ومن تفهموا ما صرح به يتيم عن تعذر الاستمرار في علاقة زوجية متوقفة منذ سنوات- فقد كان موقف الحركة هو ما أشارت إليه بالقول: «إن الحركة تغلب مصلحة حفظ الأسرة وتماسكها، وتدعو إلى مراعاة أحكام الشرع عند إنشائها، أو عند تعرضها للاهتزاز، انطلاقًا من قوله تعالى: «فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان» (البقرة 229)، وتعتبر تصرف الفرد في أموره الشخصية مقيدًا باحترام النظام العام، وبمنع إيقاع الضرر على الغير» .
ودعت الحركة ضمنيًا منتقدي يتيم إلى «العدل في الحكم على الناس»، قائلة إنه منهج إسلامي أًصيل و»من مقتضياته وزن التصرفات بميزان الشرع دون إفراط ولا تفريط «، مؤكدة أنها «تعتز بقيم التناصح وتقويم الاعوجاج، مع الإحسان في كل ذلك، والحرص على الإخلاص والتجرد، وتحري الصواب في القول، وتجنب التجريح واللمز، مع الحرص على خلقي الحلم والأناة اللذين يحبهما الله» . بلاغ الحركة الذي صدر عن اجتماع مكتبها التنفيذي يوم الثلاثاء، وتوقفت فيه عند ما تداولته وسائل الإعلام من صور متعلقة بيتيم وما تلاها من تعليقات وتدوينات في وسائط التواصل الاجتماعي بعدما استجلت ما أمكن من المعطيات والحيثيثات من مصادرها، على حد منطوق البلاغ.. فقد توجه إلى عموم أعضاء الحركة درءًا لمواقف مشابهة ودعاهم لأن «ينتصروا للقيم والمبادئ، ويرابطوا على الخير والصلاح في الرخاء والشدة»، واضعًا حدًا بين ما يصدر عن الأشخاص من سلوك وما تدعو له الحركة وذاتها بالشكل الذي لا تلزم به بعض السلوكات المثيرة للجدل صورة الحركة ومنهجها، وهو ما تم التعبير عنه بالقول: «نحن نعرف الأشخاص بمبادئنا قبل أن نعرف مبادئنا بالأشخاص، ونعرف الحق بالحق ولا نعرف الحق بالرجال».
موقف الحركة الصريح والرسمي أثار جدلاً في صفوفها بين من رأوا فيه أنه لم يكن في حجم الضجة التي أثارها سلوك يتيم وانتظروا عزله من الحركة، كما حدث سابقًا مع عمر بنحماد وفاطمة النجار اللذين تمت إقالتهما بعدما انكشف زواجهما العرفي الذي تم دون الالتزام بتوجيهات قيادة الحركة، ليعودا بعدما هدأت الضجة إلى قيادة الحركة في مؤتمرها الأخير، وبين من رأوا فيه تدخلًا في أمور شخصية أن الوزير لم يقدم على شيء خطير يستدعي التنبيه وإصدار بلاغ خاص، وهو نفس الوضع الذي يعتمل داخل حزب العدالة والتنمية الذي انقسمت داخله كذلك الآراء ما بين موبخ ومنتقد ومدافع عن «حرية» يتيم في تدبير حياته الخاصة. وقد تمت إثارة موضوع يتيم بشكل هامشي بعد اجتماع الأمانة العامة للحزب، يوم الإثنين، الذي حضره يتيم ولم يتم التطرق لموضوعه بشكل رسمي، بل على هامش الاجتماع، حيث أفشى أن علاقته بزوجته متوقفة منذ سنوات، وأخبرها برغبته في الزواج من خطيبته الحالية، وكانت قد وافقت قبل أن تغير رأيها، حسب ما تداولته مصادر مقربة من يتيم على لسانه.
وإن كان حزب العدالة والتنمية قد التأم في مجلسه الوطني الاستثنائي الأخير على كلمة واحدة ونأى بالانقسام عن خطابه واجتمع على ترديد مقولة الوحدة والتشبت بمنهج الحزب «الإصلاحي»، فإن تناول نازلة يتيم لم ينج من الاصطفافات القديمة، وهو ما يستشف بشكل خاص من تدوينة نجلة عبد الإله بنكيران، سيمة بنكيران، التي انتقدت يتيم بشكل لاذع وانتصرت لزوجته السابقة وهاجمت من اصطفوا إلى جانبه.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: