العشرات من الشبان المغاربة يتجمعون على امتداد شاطئ مدينة مارتيل ويرددون شعارات تحرّض على الهجرة

Sep 25, 2018

شهدت شواطئ مدينة مارتيل/ شمال المغرب، ليلة «بيضاء»، بعد تجمع العشرات من الشباب على امتداد الشاطئ .
وتجمع الشبان بالعشرات قرب الشاطئ وهم يرددون شعارات تدعو إلى الهجرة خارج المغرب، من قبيل «الشعب يريد الحريك» (هجرة سرية)، و»الهجرة الهجرة إلى إسبانيا»، و«الشعب بغا الحركة فابور» (الشعب يريد الهجرة السرية مجانًا).
وتجمع مواطنون قرب «كورنيش» المدينة، لتوثيق الواقعة، مستغربين الطريقة التي تجمهر بها عدد من الشباب ينتظرون قدوم «زودياك» كي يُقلهم بشكل سري و«مجاني» إلى الضفة الأخرى.
وبث نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، مقاطع فيديو عبر خاصية «البث المباشر»، تظهر تجمع العشرات من الشباب والأطفال، من ضمنهم فتيات بشاطئ الفنيدق/ قرب مدينة سبتة المغربية التي تحتلها إسبانيا، منتظرين وصول أحد الزوارق النفاثة المعروفة محليًا باسم «الفانطوم».
وقال شهود عيان إنه في الوقت الذي اقترب فيه زورق الـ«فانتوم»، من الشاطئ كي يحمل الشباب المتجمهر، قامت قوات الدرك البحري بالتصدي له، الشيء الذي دفعه للعودة إلى المياه الدولية، في انتظار القيام بمحاولة أخرى.
وشهدت مدن الشمال، مؤخرًا، «استنفارًا أمنيًا» بعد تزايد ظاهرة الزوارق التي تحط في شواطئ الواجهة المتوسطية، محاولة أن تقل الشباب الراغبين في الهجرة عبر البحر إلى الضفة الأخرى.

نحو الشمال

وجاء تجمع الشباب الطامحين في الهجرة والإعلان عن رغبتهم في «الحريك مجانًا»، بعد تداول إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد باحتمال قدوم زورق «فانطوم» بشاطئ مرتيل.
و قد تجمع العشرات من الشباب المغربى في شاطئ مدينة وادلاو في إقليم تطوان في انتظار وصول زوارق «الفانطوم»، تزامنًا مع نشر إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي، تخبر بتوجه هذه الزوارق نحو شواطئ الشمال خلال الأيام الجارية لنقل «الحراكة».
وأوضح عدد من الشباب الراغبين في الهجرة، أنهم عاينوا زورق «الفانطوم» وهو يحاول الوصول إلى سواحل الفنيدق من أجل نقل المحتشدين بالشاطئ إلى إسبانيا «المجان»، مشيرين إلى أن قوات الدرك البحرية تصدت له، وهو ما دفعه إلى العودة لعرض البحر في انتظار قيامه بمحاولة أخرى للوصول إلى الفنيدق، في حين قال آخرون إن «ما شاهدوه ليست إلا زوارق الدرك ولا وجود للفانطوم»، معتبرين أن «حماسة الهجرة دفعتهم لتصديق كل شيء».
وشكلت الهجرة السرية قلقًا للسلطات المغربية دول الاتحاد الأوروبي بعد ارتفاع وتيرتها خلال الشهور الماضية، خاصة الشباب المغربي، بسبب تحسن الأحوال الجوية وزعزعة التفاهمات بين الطرفين وارتفاع نسبة البطالة بالمغرب والحدود المغربية المفتوحة أمام مواطني دول أفريقيا جنوب الصحراء.
وفي إطار إجراءاتها للحد من هذه الظاهرة تبنت السلطات المغرببة منذ 2013 استراتيجية استيعاب عشرات الآلاف من شباب دول أفريقيا جنوب الصحراء الذين جاؤوا للمغرب كنقطة عبور نحو الجنة الأوروبية وتمت خلال السنوات الماضية تسوية وضعية أكثر من 40 ألف مهاجر سري أفريقي ومنحتهم حق الإقامة والشغل والعلاج والتعليم، لكن ذلك لم يبدد حلمهم بأوروبا ويواصلون محاولاتهم للعبور نحو الضفة الشمالية للبحر المتوسط، متخذين من الغابات المحيطة بمدن الشمال المغربي والقريبة من شواطئ البحر ملجأ مؤقتًا، متحينين الفرصة للعبور إما عبر زوارق أو اقتحام الأسوار التي بنتها إسبانيا حول مدينتي سبتة ومليلية.
وقررت السلطات المغربية مؤخرًا ترحيل هؤلاء المرشحين السرييين المحتملين من مناطق الشمال المغربي نحو مناطقه الجنوبية، وهو ما أثار احتجاجات واهتمامات الصحف ووسائل الإعلام الأوروببة.

ترحيل المهاجرين الأجانب

وقالت مجموعة محاربة العنصرية ومواكبة الأجانب والمهاجرين (GADEM)، إن الأجهزة الأمنية المغربية أوقفت ورحلت بالقوة ما بين تموز/ يوليو الماضي وبداية شتنبر الجاري أكثر من 6500 مهاجر إفريقي غير نظامي إلى وسط وجنوب البلاد، من بينهم نساء وقصر وأطفال رضع. وأضافت المجموعة في تقرير لها ينشر اليوم الإثنين: «منذ يونيو 2018، تمت هاته العمليات الأمنية بشكل منتظم في شمال المغرب، وبشكل رئيسي في الثغرين المحتلين سبتة ومليلية، وطنجة وتطوان والناظور ووجدة»، وأن الهدف من هذه العمليات واضح، وهو ترحيل أكبر عدد ممكن من المهاجرين الأفارقة من المناطق الحدودية، وهذه العملية ليست جديدة أو الأولى من نوعها.
وأكد التقرير أن عمليات الاعتقال والترحيل الجماعيين للمهاجرين إلى مدن الجنوب، تذكر بما حدث في السنوات الأخيرة التي شهدت تعبئة قوية للأمن لترحيل المهاجرين من الشمال كما حدث في الربع الأول من 2017، أو في فبراير 2015 بعد الإعلان نهاية عملية التنظيم الأولى من قبل وزارة الداخلية.
وأبرزت المنظمة أن مدينة تيزنيت وحدها رُحل إليها بالقوة بداية هذا الشهر 1000 مهاجر من شمال المغرب، هذا دون احتساب الذين رُحلوا إليها في وقت سابق والذين يمكن أن يكونوا غادروا المدينة، نظرًا إلى هدف المهاجرين هو العودة إلى الشمال في انتظار الفرصة المواتية للإبحار صوب الجنوب الإسباني، فيما باقي المهاجرين نقلوا إلى «أغادير، وبني ملال، والدار البيضاء، والداخلة، والراشيدية، وأسفي، وفاس، والقنيطرة، وجدة، ومراكش، والرباط، سطات».

محاربة الإتجار بالبشر

وأوضح التقرير أن الحكومة المغربية حاولت تبرير التدخلات، بالتأكيد على أن الهدف منها هو «محاربة شبكات الاتجار بالبشر»، ورغم سياسة الإدماج التي نهجها المغرب بحق المهاجرين الأفارقة إلا أنها «تقتصر على التزامات دون اتخاذ الكثير من الإجراءات الحقيقية وتستثني شريحة كاملة من المهاجرين». وسجل التقرير مصرع مهاجرين بالقرب من مدينة القنيطرة، حيث قفز رجلان مكبلان إلى بعضهما بعضًا من حافلة، متوجهة من طنجة إلى الجنوب، للفرار من الترحيل القسري، والضحيتان مواطن مالي يبلغ من العمر 16 سنة فقط، ومات على الفور نتيجة الإصابة التي تعرض لها، أما الضحية الثاني ينحدر من غامبيا، توفي بعد يومين من الغيبوبة في المستشفى.
وقامت السلطات الأمنية المغربية في مدينة طنجة يوم الجمعة الماضي، بترحيل الصحافي الفرنسي «سيباستيان ديفيد سابيرون» ، وهو صحافي يعمل مع إذاعة «France Inter «، وذلك أثناء إنجازه تقريرًا حول الهجرة السرية، حيث كان يجري مقابلات مع السكان في أزقة حي» زياتن» في طنجة.
وقالت السلطات إن الترحيل جاء لأن الصحافي سجل مقابلات مع السكان ومع المهاجرين غير شرعيين دون الحصول على إذن بذلك من وزارة الثقافة والاتصال. ورحل الصحافي الفرنسي الذي وصل إلى المغرب، الأربعاء الماضي 19 شتنبر الجاري، في نفس يوم توقيفه عبر مطار طنجة «ابن بطوطة الدولي» وتمت إعادته إلى باريس بعد ذلك.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: