الجزائر : دعوات غريبة على مواقع التواصل الاجتماعي لرش النساء «المتبرجات» بسائل حارق تثير جدلاً!

Jun 15, 2018

تداولت الصفحات الجزائرية في مواقع التواصل الاجتماعي دعوات غريبة للاعتداء على النساء «المتبرجات» على حد قول أصحاب المنشورات، وذلك من خلال تشويه وجوههن أو «المفاتن» التي يبدين، وهي دعوات انتشرت في أعقاب الجدل الذي دار بشأن حكاية «المرأة والمطبخ» التي نتجت بدورها عن السباق الذي نظم السبت الماضي في العاصمة تضامنا مع الفتاة التي تعرضت لاعتداء قبل أيام من طرف رجل، لم يتقبل ممارستها الرياضة في مكان عام، وقال لها «: ماذا تفعلين هنا في هذا الوقت، مكانك في المطبخ!».
قضية الاعتداء على الفتاة ريم أخذت أبعاداً أخرى بعد تنظيم السباق النسوي التضامني، والذي شارك فيه بعض الرجال، بينهم إعلاميون ومثقفون، إذ انطلقت حملة تشويه وسب وشتم ضد من شاركوا في السباق ومن نظموه، الذين وجدوا أنفسهم متهمين بالعمالة للخارج، والعمل على تحطيم القيم والتقاليد، ووصل الأمر حد القول إن الهدف هو الإساءة إلى المطبخ واللواتي يدخلنه من النساء. ورغم البعد الذي أخذه النقاش والسباب حول هذه القضية، إلا أن الأمر بدا لأول وهلة مجرد جعجعة من دون طحين ظرفية، لكن الأمر أخذ أبعاداً أخرى بظهور منشورات غريبة تحرض على الاعتداء الجسدي عل النساء.
ومن بين تلك المنشورات التي تم تداولها بكثرة منشور يقول صاحبه إن الحل للقضاء على «تبرج» النساء هو رشهن بسائل حارق على مستوى الوجه، حتى يبقين في بيوتهن، وهي منشورات لاقت إعجاب بعض الأشخاص وتعليقات تثني عليها وتحرض على الفعل نفسه، ثم تداولت الصفحات الجزائرية منشوراً لشخص آخر، يتردد أنه قيادي في حزب إسلامي محظور، والذي قال إنه لا يجوز تشويه الوجه، ولكن لا بأس على حد قوله من رش السائل الحمضي الحارق على المفاتن، حتى تكف النساء، على حد تعبيره، من ارتداء ألبسة فاضحة، مؤكداً بكل فخر أن هذه الطريقة تم تجريبها في ثمانينيات القرن الماضي وحققت نجاحا.
وقد أثار المنشوران السابقان ضجة كبيرة، خاصة لدى النخبة التي اعتبرت أن الأمر يتعتبر تحريضا على القتل، وأن الذين كتبوا تلك المنشورات أو شاركوا فيها أو علقوا عليها بالمدح والإعجاب تجب متابعتهم قضائيا، وأنه حتى وإن كان بعضهم قد سارع إلى حذف صفحته، فإن السلطات المختصة قادرة على العثور عليهم واستخراج المنشورات المحذوفة. وسارع العديد من الجزائريين، غالبيتهم نساء إلى التقدم بشكوى أمام جهاز الشرطة بغرض فتح تحقيق في القضية، وإلقاء القبض على من تورطوا في مثل هذه الأمور الخطيرة، حتى وإن كان البعض اعتبر أن الأمر مجرد «فتحة صدر» على رأي المصريين، وأنه بالنهاية أصحاب هذه المنشورات أجبن من القيام بأي عمل، لكن الإشكال هو أنه بين عشرات الآلاف أو مئات الآلاف ممن اطلعوا أو سيطلعون على رسائل التحريض هذه قد يكون هناك شخص من الغباء والسذاجة والإجرام ما يجعله ينفذ ذلك، معتقداً أنه يقوم بعمل لخدمة الأمة والدين!
ويأتي تطور خطاب الكراهية هذا والتحريض على العنف كنتيجة لعدم لجوء السلطات إلى التعامل بشدة وحزم مع كل من يرتكب مثل تلك الأفعال، فإذا كان أصحاب المنشورات التي تطال المسؤولين يتابعون قضائيا، فإن الكثير من المحرضين على العنف والذين يمجدون الإرهاب يواصلون نفث سمومهم، من دون حساب أو عقاب في غالب الأحيان.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: