المغرب يحذر من خطورة مخطط البوليساريو على الأمن الإقليمي

ناصر بوريطة في جولة أوروبية – أميركية للتصدي لسياسة أمر واقع يسعى الانفصاليون لفرضها.

وحدة المغرب لا جدال فيها
بدأ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة جولة أميركية–أوروبية استهلها من الولايات المتحدة الأميركية، وهي الجولة التي تندرج في إطار الحملة الدبلوماسية التي دشنها المغرب منذ أيام للتصدي لسياسة الأمر الواقع التي تسعى جبهة البوليساريو لفرضها في المنطقة العازلة.

والتقى بوريطة الثلاثاء نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان.

وأكد بيان للخارجية الأميركية عقب اللقاء، التزامها بـ”الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإيجاد حل سياسي سلمي ومقبول من الطرفين للنزاع الطويل الأمد في الصحراء”.

وأورد البيان أن سوليفان وبوريطة ناقشا “العلاقات الأميركية المغربية الثنائية والقضايا الإقليمية، بما فيها جهود تحقيق السلام الإقليمي”.

مصر تدعم المغرب في قضية الصحراء
جددت مصر، الأربعاء، دعمها لموقف المغرب في قضية إقليم الصحراء، وذلك بعد أيام من اتهام الرباط لجبهة “البوليساريو” المتنازعة معها على الإقليم، بـ”خرق” اتفاق وقف إطلاق النار. جاء ذلك خلال استقبال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأربعاء، بالعاصمة القاهرة، لرئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى للبرلمان)، الحبيب المالكي، بحسب بيان للمجلس. وقال البيان الذي حصلت الأناضول على نسخة منه، إن المالكي الذي يزور القاهرة حاليا، أبلغ السيسي بآخر تطورات قضية الصحراء، ومحاولات جبهة البوليساريو “تغيير الوضع القانوني القائم في بعض أجزاء إقليم الصحراء”. وأفاد البيان بأن السيسي “أكد دعم مصر للوحدة الترابية للمملكة المغربية”. وكان وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أعرب خلال لقاء جمعه بحبيب المالكي الثلاثاء عن اعتزازه الكبير بالعلاقات المصرية المغربية التاريخية، وأشار إلى أهمية التنسيق والتشاور بشأن الأزمة الليبية. وبحث الجانبان “آخر التطورات السياسية والإقليمية على الساحتين العربية والأفريقية ودعم جهود التنمية في القارة الأفريقية”. واتفق الطرفان على “أهمية التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين بشأن أبرز الملفات ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك دعم الاستقرار في ليبيا وجهود مكافحة الإرهاب”. وقبل أيام، اتهم المغرب جبهة البوليساريو بنقل “مراكز عسكرية (خيام وآليات) من مخيمات تندوف في الجزائر إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي (منطقة عازلة) للصحراء المغربية (إقليم الصحراء)”.
وعبر سوليفان عن شكره لنظيره المغربي عن “الصداقة القوية والشراكة التي تجمع المغرب مع الولايات المتحدة، وتقاسم الأولويات بما فيها الحرب الدولية ضد داعش”.

وجاءت زيارة بوريطة عقب أيام من زيارة قام بها سفير الولايات المتحدة في الجزائر جون ديروشر لمخيمات الصحراويين بمخيمات التندوف جنوب البلاد.

لقد أثارت تصريحات السفير عقب الزيارة ردود فعل غاضبة في المغرب، اعتبرها المغاربة انحيازا للبوليساريو.

وقال السفير إن بلاده “تدعم بقوة مسار المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة وتأمل الولايات المتحدة الأميركية أن يحقق المسار حلا سياسيا عادلا ودائما يقبله الطرفان من شأنه أن يضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء”. وقال مراقبون إن ما جاء على لسان السفير الأميركي يعكس انزعاج واشنطن من تحالفات المغرب مع روسيا والصين.

وأخطر المغرب إلى مجلس الأمن بالتوغلات شديدة الخطورة لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة في الصحراء المغربية، وحذر في رسالة قدمها الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال إلى رئيس مجلس الأمن، غوستافو ميازا كوادرا، من اندلاع حرب في حال تواصلت تجاوزات الانفصاليين.

وعادت البوليساريو للتلويح بالعنف خلال الأسابيع الماضية، حيث أجرت مناورة عسكرية في منطقة “بئر الحلو” الواقعة شرق الجدار العازل في منطقة الصحراء المغربية، وهي من ضمن المناطق منزوعة السلاح، التي تمتد بين الجدار العازل المغربي والحدود الجزائرية والموريتانية المشتركة. ويقول المغاربة إن البوليساريو تهدف من خلال هذه التحركات لفرض الأمر الواقع، وهو ما يلقى دعما من قبل المجتمع الدولي الذي يتغاضى عن هذه الاستفزازات التي تهدد أمن المنطقة.

وقال الباحث السياسي صبري الحو  “إن البوليساريو تسعى إلى انتزاع اعتراف أممي يشرعن تواجدها في المنطقة على الأقل مدنيا، بادعاء أن ما ينسحب على المغرب في استغلال واستعمال طريق الكركرات في المرور يؤول لها أيضا”.

ونفت الأمم المتحدة ادعاءات المغرب وقالت إنها لم تلحظ أي تحركات لعناصر عسكرية تابعة لـ”البوليساريو”. واتهم المغاربة الأمم المتحدة بالانحياز وعدم الحياد.

وخلال مؤتمر صحافي لاستيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، قال صحافي مغربي إن المنظمة الدولية بإعلانها عدم وجود تحركات عسكرية تكون قد اتخذت موقفا غير محايد‎.

وهو ما رد عليه دوغريك قائلا، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك “نحن لا نساند أي طرف على حاسب الآخر، ونتمسك بما أعلناه الأربعاء.. نحن فقط رصدنا ما رأيناه”.

وهو ما رد عليه رئيس الوزراء المغربي سعدالدين العثماني بالقول إن “الأمم المتحدة لا تضبط كل التفاصيل التي تقع على الأرض في (إقليم) الصحراء”. وأضاف “لدينا أدلة تؤكد تحركات البوليساريو في المنطقة العازلة”.

وأوضح العثماني أن “البوليساريو أعلنت عن بناء مقر قيادة الأركان في بئر الحلو، ومقر رئاستها في تفاريتي، وإعلامها يتحدث عن الاستقرار في الأراضي المحررة”.

وأجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس اتصالات هاتفية مع الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، حسبما كشفه رئيس الحكومة، في إطار التعبئة الجماعية للدفاع عن قضية الصحراء.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: