تواصل احتجاجات الفلسطينيين قرب الحدود مع إسرائيل

خيبة أمل عربية على خلفية عدم تمرير قرار مجلس الأمن الدولي بشأن أحداث غزة.

أوضاع تزداد تعقيدا
يواصل الفلسطينيون، السبت، ولليوم الثاني على التوالي، احتجاجاتهم قرب حدود قطاع غزة مع إسرائيل. وتدفق فلسطينيون لليوم الثاني إلى المنطقة المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل ودارت مواجهات مع الجنود الإسرائيليين في إطار حركة الاحتجاج التي من المقرر أن تستمر ستة أسابيع للمطالبة بتفعيل “حق العودة” للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم ورفع الحصار الإسرائيلي عن القطاع.

وعلى الجانب الآخر من الحدود، نشرت القوات الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية.

وشيع الفلسطينيون 14 قتيلا، السبت، سقطوا خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي حصلت، الجمعة، في واحد من أكثر الأيام دموية منذ حرب 2014. وعم الإضراب الشامل كافة الأراضي الفلسطينية حدادا على سقوط الضحايا.

وانطلقت مسيرات تشييع من مختلف أنحاء القطاع، شارك فيها الآلاف من المحتجين مرددين هتافات “وينكم يا عرب وينكم يا مسلمين العودة العودة”.

وانطلقت مواكب التشييع من رفح جنوبا حتى بيت حانون شمالا مرورا بوسط القطاع ومدينة غزة أمام عدد من المستشفيات، يتقدمها مسلحون من الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية حاملين جثامين “الشهداء” التي لفّت بأعلام فلسطين ورايات الفصائل.

وأعرب مندوبون عرب لدى الأمم المتحدة عن “خيبة الأمل لفشل مجلس الأمن الدولي في جلسته الطارئة، التي عقدت فجر السبت، في التوصّل إلى نتيجة بشأن اعتداءات ارتكبها الجيش الإسرائيلي الجمعة خلال فعاليات احتجاجية لفلسطينيين عزل. وفي الوقت نفسه طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بـ”إجراء تحقيق مستقل وشفاف في الحادث”.

وقال مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي، ومراقب فلسطين رياض منصور، وممثل الجامعة العربية ماجد عبدالعزيز، في تصريحات للصحافيين عقب انتهاء الجلسة، إن مشروع بيان رئاسي ستقوم الكويت بتوزيعه خلال أيام على أعضاء المجلس بشأن المذبحة الإسرائيلية.

الرئاسة الفلسطينية تتهم الولايات المتحدة بتشجيع إسرائيل على تحدي الشرعية الدولية بتعطيل قرار مجلس الأمن لإدانة العدوان على الفلسطينيين في غزة

وأوضح العتيبي أن مشروع البيان الرئاسي يتضمن إدانة مقتل أكثر من 15 فلسطينيا وإصابة نحو ألف آخرين ويطالب إسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال بضرورة احترام القانون الدولي الإنساني كما يدعو مشروع البيان إلى إجراء تحقيق في الحادث وأن تتحمل إسرائيل مسؤولياتها. وترفض البلدان العربية أن تقوم إسرائيل بالتحقيقات حول الاشتباكات التي حدثت الجمعة.

بدوره أعرب السفير الفلسطيني عن خيبة الأمل العميقة إزاء فشل مجلس الأمن في إدانة المذبحة، واتهم صراحة “الولايات المتحدة الأميركية بإعاقة مجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤولياته”.

وأردف قائلا “نشعر بخيبة أمل لأن المجلس أخفق في تحمل المسؤولية ولكننا سنستمر في العمل مع الكويت العضو العربي بالمجلس وأيضا مع بقية زملائنا حتى يضطلع المجلس بمسؤولياته ويدين المذبحة ويطالب بوقفها”.

وأكد في تصريحاته عقب الجلسة، على “ضرورة أن يتدارك المجلس على وجه السرعة هذا الفشل وأن يصدر مشروع البيان الرئاسي الذي سيتم التفاوض بشأنه خلال الأيام القليلة المقبلة”.

وكانت تظاهرات حاشدة أدت الجمعة إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل 16 فلسطينيا وجرح أكثر من 1400 آخرين في واحد من أكثر الأيام دموية منذ حرب 2014.

وتدفق عشرات الآلاف من الفلسطينيين، خصوصا من الأطفال والنساء، الجمعة، على المنطقة المحاذية للحدود بين غزة وإسرائيل في مسيرة احتجاجية أطلق عليها “مسيرة العودة الكبرى”.

وتزامنت “مسيرة العودة الكبرى” مع “يوم الأرض” في 30 مارس من كل عام لإحياء ذكرى مقتل ستة فلسطينيين دفاعا عن أراضيهم المصادرة من سلطات إسرائيل عام 1976.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس دعا الجمعة إلى “تحقيق مستقل وشفاف” في أعمال العنف التي قتل فيها 16 فلسطينيا.

وجاءت دعوة غوتيريس بعدما أخفق مجلس الأمن الدولي في التوصل إلى إصدار بيان بشأن الوضع في غزة خلال جلسة مغلقة طارئة عقدها بطلب من الكويت.

وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام، في بيان إن “الأمين العام يدعو إلى تحقيق مستقل وشفاف في هذه الحوادث”، مؤكدا “استعداد” المنظمة الدولية لإعادة إحياء جهود السلام.

وخلال الجلسة التي عقدت على مستوى مساعدي السفراء، حذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية تايي بروك زيريهون من “احتمال تدهور الوضع في الأيام المقبلة”، داعيا إلى ضبط النفس إلى أقصى حد. أما المندوب الفرنسي فقد صرح بأن “خطر التصعيد حقيقي”. وأضاف “هناك احتمال اندلاع نزاع جديد في قطاع غزة”.

وأعربت الولايات المتحدة وبريطانيا عن أسفهما لتزامن موعد انعقاد الاجتماع مع الفصح اليهودي الذي بدأ مساء الجمعة، ما حال دون حضور أي دبلوماسي إسرائيلي. وقال ممثل الولايات المتحدة خلال الجلسة “إنه لأمر حيوي أن يكون هذا المجلس متوازنا”. وكان قد أصدر بيانا أصدر قبيل التئام المجلس اتهم فيه حركة حماس بالوقوف خلف أعمال العنف.

من جهته، قال المندوب الأميركي “نشعر بحزن بالغ للخسائر في الأرواح البشرية التي وقعت اليوم”، معتبرا أن “أطرافا أشرارا يستخدمون التظاهرات غطاء لإثارة العنف ويعرضون أرواح الأبرياء” للخطر.

وقد اتهمت الرئاسة الفلسطينية، السبت، الولايات المتحدة “بتشجيع إسرائيل على تحدي الشرعية الدولية” عبر تعطيلها تبني قرار في مجلس الأمن بشأن غزة.

وقال الناطق باسم الرئاسة، نبيل أبو ردينة، إن “الاعتراضات الأميركية في مجلس الأمن الدولي التي أدت إلى تعطيل قرار إدانة العدوان الإسرائيلي على شعبنا تشكل غطاء لإسرائيل لاستمرار عدوانها على الشعب الفلسطيني وتشجعها على تحدي قرارات الشرعية الدولية الرامية لإنهاء الاحتلال”.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: