أكاديمية حرف مغربية تشجع على العمل في المنازل كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي
تعتبر الصناعات التقليدية في المغرب إرثا حضاريا يؤرخ للسنين والحقب التي مر بها هذا البلد الأفريقي المطل على أوروبا، ولذلك يعمل المسؤولون عن قطاع الصناعة التقليدية فيه على إيلائها ما تستحقه من صون وعناية، والعمل على تشجيع الصنّاع التقليديين على الإبداع والابتكار، وتخصيص الحكومة للحاذقين منهم جوائز تشجيع في المناسبات والمهرجانات الوطنية الدولية التي تقام في المغرب وخارجه.
وتشجيعا للقطاع الصناعي التقليدي في المغرب، قامت جميلة المصلي كاتبة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، في آخر الأسبوع الماضي، بزيارة تفقدية لأكاديمية محمد السادس للفنون التقليدية، التابعة لمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، الزيارة التي وصفتها المصلي بأنها تؤكد للرأي العام أن الأكاديمية تعتبر من المجالات التعليمية المفتوحة للخلق والإبداع الفني التقليدي في المملكة المغربية.
وأضافت المصلي في تصريح لها ، بأن الأكاديمية تعدّ فضاء فنيا في المغرب لمزاولة عدد من الحرف والمهن التقليدية التي يلقّنها معلمون ومعلمات محترفون للشباب المتعطش للحفاظ على إرث أجداده الفنانين، الذين أثّروا إيجابيا في حضارتهم المغربية وبنوا معالمها الخالدة في شتى ضروب الحرف التقليدية من نسيج ونجارة ونقش وفسيفساء، وغيرها، لدرجة أن الشباب الذين ينهلون من معين الفنون التقليدية بالأكاديمية يزاولون حرفهم الفنية بحب واقتناع.
وأشادت الوزيرة بميول الطلبة والطالبات إلى تعلم المهن التقليدية التي يجد في اقتناء منتجاتهم السياح العرب وغيرهم، الكثير من الرسائل الفنية التراثية التي تعبّر عن المكوّنات الثقافية لبلاد جبال الأطلس التي ينتشر في أقاليمها عدد كبير من الفنانين العاملين في مجال الصناعات التقليدية ذات القاعدة الصناعية الخشبية أو المعدنية، أو الحجرية والطينية، وكلها صناعات تنال دائما إعجاب الزائرين الذين يحملون منها شيئا جميلا؛ يتذكرون به المغرب.
أصبح التكوين مهما جدا لتأهيل الشباب في هذا المجال الاستراتيجي والحيوي، بكل أبعاده الحضارية والثقافية والهوياتية، تعلّق المصلي، مشيرة إلى أن القطاع يشتغل اليوم على مشروع يهمّ توفير الشروط القانونية والإجرائية للمتخرّجين من معاهد الصناعة التقليدية للتخرج بدبلوم تقني متخصص يمكنهم من الالتحاق بالأكاديمية.
وأشارت إلى الدور المحوري المهم الذي تضطلع به أكاديمية محمد السادس للفنون التقليدية بالدار البيضاء، واصفة إياها بالمؤسسة ذات الدور الكبير على مستوى التكوين والحفاظ على المنتوج الحرفي التقليدي الوطني، خاصة في ما يتعلق بالتكوين في الميدان المقاولاتي.
وأشادت المسؤولة المغربية بالإمكانات المخصصة للأكاديمية، سواء للتأطير أو للتجهيز، مما يجعلها أكاديمية متميزة على المستويين الوطني والدولي، ويؤهلها للمساهمة بقوة في المحافظة على الحرف التقليدية، وفق مقاربة تقوم على الجمع بين الحفاظ على ذاكرة هذه الحرف وحمايتها وضمان استمرارها، وبين تخريج أجيال جديدة من المعلمين تجمع بين المهارات الحرفية والقدرات المعرفية والعلمية التي تؤهلها للإبداع والابتكار في مجال تخصصها.
ومن جهته أكد محمد الثلاثي، الإسكافي مطوّع الجلود لصناعة النعال والأحذية، صانع أكبر نعل وعرضه ضمن فعاليات مهرجان أكادير للصناعة التقليدية، أكد أن الصناعة التقليدية رافد من روافد الاقتصاد المغربي بما تقدمه من تحف جميلة في ميدان اللباس والأثاث، وأنها صناعة لعبت أكاديمية محمد السادس للفنون التقليدية دورا كبيرا في تطويرها.
وأفاد الثلاثي أن الصناعة التقليدية في بلده، المغرب، تعتبر من بين الصناعات التي يعيش منها عدد كبير من الأسر المغربية في مدن فاس ومراكش ومكناس والصويرة، كما أنها صناعة مدرّة للدخل ومكافحة للفقر، مستشهدا بقول جده “الصنعة إذا لم تُغن صاحبها سترته”، وهي حكمة تؤكد ما للصناعة التقليدية من دور كبير في الحفاظ على “كرامة صاحبها”، يعلق الصانع التقليدي.