شباب مغاربة يحلقون في عوالم وهمية بـ’صاروخ’ قنب هندي
شباب بلا أمل في الحياة يبحثون عن متنفس لهم لنسيان واقعهم المرير فلا تجدونه إلا في المخدرات دون احتساب العواقب الخطيرة والنفق المظلم الذي يمكن أن يصل إليه الشباب المغاربة ، الذين انخرطوا في الاستهلاك إلى حدّ الإدمان منذ سنوات الدراسة الإعدادية والثانوية.
صاروخ الضياع
على أنغام الراب وأغاني الراي، يجتمع شباب لا تتعدى أعمارهم العشرين سنة في أحيائهم ليلا حول جلسة يتبادلون فيها سيجارة “زطلة”، حتى إذا ما انتهت يشعلون أخرى، وإذا تيسر الحال لديهم يؤثثون سهرتهم ببعض الجعة حتى تكتمل رحلة الإقلاع عن الواقع المرير الذي يعيشونه، هم يريدون أن يحلقوا كما يقولون إلى عالم مثالي يرسمونه في مخيلتهم، لذلك يسمون السيجارة المحشوة بمادة القنب الهندي (الزطلة) بالصاورخ.
ولا تقتصر هذه السهرات على الأحياء الشعبية في المدن الكبيرة من البلاد بل توجد أيضا في الأحياء الراقية مع بعض الفارق في نوعية الجلسة، كما أن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة في المدن الصغيرة وفي الأرياف أين يستكين هؤلاء الشباب بعيدا عن المراقبة الأمنية.
استهلاك المواد المخدرة انتشرت في صفوف الشباب بعمر الدراسة، وأصبحت ظاهرة بالإمكان ملاحظتها في الجامعات والمعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية بين الذكور والإناث؛ وجوه يظهر عليها تعب الاستهلاك وحتى علامات الإدمان، والتقارير الأمنية تؤكد بشكل يومي ضبط بعض المدمنين أو حتى المروجين أمام المؤسسات التعليمية.
انتشار ظاهرة استهلاك المخدرات في المؤسسات التعليمية ارتفعت لأسباب عديدة منها البطالة و التربية و الرافقة السيئة حتى أصبح هناك ما يمكن أن نسميه تساهلا أو تسامحا ما ينتج عنه تفاقم لظاهرة الإقبال على استهلاك المواد المخدرة بأنواعها.
وساهمت أغاني الراب التي تغنت بالزطلة و”الشيخة” أي المتعة ونسيان الواقع المرير الذي يعيشه الشباب من فقر وبطالة وأفق مظلم للحياة.
ويحذر الخبراء الأمنيون والمختصون النفسيون والاجتماعيون من خطورة تفشي هذه الظاهرة بين الشباب وارتباطها بالجريمة وخاصة الإرهاب.
وتتم عملية استدراج المدمنين في المدارس والمعاهد والجامعات، وصولا إلى الملاهي الليلية ويتمّ استخدام الفتيات للعمل سواء للترويج والتوزيع أو الاستقطاب، قبل أن يتحوّلن بدورهن إلى ضحايا للإدمان.