جدل البوركيني والبكيني يفسد التمتع على السواحل في الجزائر

تثير سباحة المرأة المتحررة في شواطئ الجزائر المطلة على البحر المتوسط خلافا داخل مختلف أطياف المجتمع، الأمر الذي نتج عنه تقسيم غير معلن لشواطئ تسبح فيها النساء بالبكيني وبحرية، وأخرى يرتادها الإسلاميون بالجلباب والجبة والخمار والبوركيني.

يشهد موسم الاصطياف في الجزائر توافدا كبيرا من مختلف شرائح المجتمع على الشواطئ العامة، فمنهم من لا هم لهم سوى الاستمتاع بمياه البحر في موسم صيفي لاهب، فلا شأن لهم بمن يلبس البكيني أو البوركيني، ومنهم من يتخذ شواطئ منعزلة يطلق الجزائريون على بعضها شواطئ “الملتزمين”، أو “شواطئ الإخوة”، أو”الشواطئ الإسلامية”، أو”شواطئ السلفية”، حيث فرض مرتادوها اللباس الشرعي واللحى والأهازيج الدينية وإقامة الصلاة على الرمال الذهبية متهمين من يخالفهم بالتبرج.

وأصبحت الشواطئ الجزائرية بذلك منقسمة إلى قسمين، واحدة مغلقة، وأخرى مختلطة ترتادها جميع الشرائح من المجتمع، فهناك من يرتدي لباس البحر الذي يقتصر على السروال القصير بالنسبة إلى الرجال والبكيني بالنسبة إلى النساء، وهناك من يرتدي الملابس المحتشمة من الملتحين والنساء المنقبات والمحجبات لكن ذلك خلق جدلا، ادى الى إطلاق حملات وحملات مضادة.

تقول ليديا وهي طالبة جامعية إنها لا ترى حرجا في ما تلبسه في البحر أو يلبسه الآخرون، مضيفة، “أسبح بالبكيني أحيانا وأحيانا أخرى بمايوه موحد لأني سمينة بعض الشيء.. ووالدي لا يرى مانعا من أن أذهب إلى البحر مع صديقاتي وزملاء الدراسة لأنه يثق في ما أقوم به، ولست من النوع الذي يعيش حياة فاضحة كما يرانا الكثيرون”.

ويقول المختص في علم الاجتماع رشيد ميموني إن الشواطئ المختلطة في الجزائر ليست بالضرورة غير محتشمة أو محترمة، هناك عائلات محترمة ومتدينة ومحافظة على عاداتها وتقاليدها تأتي بغرض الاستجمام والتمتع بالبحر.

وتقول سهام صديقة ليديا “نحن فتيات متحررات ولدينا ضميرنا الديني الخاص بنا، ونشعر بحرية كبيرة في هذا الشاطئ”. أما رفيقة من مجموعة ليديا المكونة من شباب وبنات، فتؤكد أنها تحترم المجتمع الجزائري لأنها واحدة منه وهي محافظة، لكنها تلبس ما يريحها في البحر، فتسبح في المايوه وترتدي على الشاطئ “الباريو” وهو عبارة عن قطعة قماش كبيرة ملونة تربطها على الخصر من جانب واحد تستر بها الجزء السفلي من الجسم، وأحيانا أخرى تلبس تنورة قصيرة جدا من نوع “البورتفاي” وقميصا يربط على مستوى الرقبة فقط، فهي تريد أن تستمتع بماء البحر وبرونزاج على الرمال تتفاخر به أمام صديقاتها في الأعراس والأفراح.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: