فنانون عالميون راقصوا الرياح في الصويرة

تحول مهرجان “كناوة وموسيقى العالم”، بمدينة الصويرة المغربية إلى موعد سنوي قار للاستمتاع بعروض المعلمين الكناويين والفنانين العالميين في أصناف البلوز والجاز، مرورا بالريغي، وصولا إلى الراي.

لم تمنع رياح مدينة الصويرة القوية فنانين عالميين من الغناء والرقص وإمتاع جمهور الدورة العشرين من مهرجان كناوة.

وقد اختتمت فعاليات النسخة الـ20 من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، السبت بالصويرة، على إيقاعات مزج ساحر زاوج بين الموسيقى الصوفية الهندو-باكستانية وموسيقى تاكناويت.

وعاد تيتي روبان ساحر موسيقى المزج والمعروف برحلاته على طريق الشرق هذه السنة بمشروع فريد وخاص بالنسخة العشرين للمهرجان، حيث يعتبر هذا الحفل المبتكر رؤية فنية تصورها هذا الفنان الفرنسي للمزج بين الموسيقى الصوفية الهندو-باكستانية وفن تاكناويت.

ورافق تيتي روبان، المعروف بحبه للموسيقى الشعبية المغربية وفن كناوة خصوصا، خلال هذا الحفل الفنان المتميز المهدي ناسولي وفنانون آخرون مثل الهندي شهيب حسن ومراد علي خان الذي عزف على آلة (السارنجي) وزي لويس ناسيمينتو عازف القرع البرازيلي. وأبدعت هذه المجموعة من الفنانين أداء معزوفات موسيقية وقصائد تنهل من ثقافات وتقاليد الدول التي ينحدر منها كل فنان بشكل يجسد عمق وترابط الثقافات في ما بينها.

وقال الفنان مهدي ناسولي قبيل العرض، إنه عندما يقوم بعمل مشترك مع تيتي روبان أو فنان أجنبي آخر، فهو يحاول تقديم موسيقى كناوة بشكلها الطبيعي، والتي تخضع بدورها لتأثير نابع من اختلاف ثقافات وعادات وتقاليد الدول التي ينتمي إليها الفنانون الآخرون ليتكلم الجميع خلال العرض لغة واحدة هي الموسيقى.

وأشار إلى أن مهرجان كناوة أكسبه خبرة ساعدته في مساره الفني كثيرا، لأنه التقى خلال مختلف الدورات التي شارك فيها فنانين عالميين ومعلمين أثروا بشكل كبير في موسيقاه، مضيفا أن العرض الذي قدمه مع تيتي روبان إلى جانب زي لويس ناسيمنتو وشوهيب وحسن ومراد علي خان هو ثمرة عمل مشترك.

وعاشت مدينة الصويرة على مدى ثلاثة أيام (29 يونيو -1 يوليو) على إيقاعات النسخة الـ20 من مهرجان كناوة وموسيقى العالم بحضور أبرز معلمي كناوة على الساحة الوطنية وفنانين مشهورين من رواد الموسيقى العالمية بأبرز ساحات المدينة، إضافة إلى فقرات فنية وثقافية نظمت على هامش المهرجان احتفالا بعيد ميلاده العشرين.

واحتفى مهرجان كناوة وموسيقى العالم المغربي الذي أقيم في الصويرة، هذه السنة بمرور 20 عاما على إنشائه مع أربع حفلات يومية وموسيقيين من العالم بأسره.

واستضاف المهرجان في هذه الدورة العشرين موسيقيين من أمثال فنان البلوز الأميركي لاكي بيترسون والفرنسي تيتي روبن وعازف الجاز بيل لورانس ليقدموا حفلات مع معلمي الكناوة الكبار في الصويرة الواقعة على المحيط الأطلسي.

وموسيقى كناوة متحدرة من العبيد السود الأفارقة الذين استقدموها إلى المغرب وتمزج بين الإيقاعات الأفريقية والعربية.

وقالت نايلة التازي مديرة المهرجان “هذا المهرجان هو احتفال فعلي لمدينة الصويرة ولمعلمي كناوة وللمغرب. وهو أول مهرجان مجاني أنشئ في البلاد ويشكل علامة فارقة في الحياة الثقافية المغربية”.

وأضافت التازي “الجمهور احتل المدينة الصغيرة البالغ عدد سكانها 60 ألف نسمة، وهو أمر رائع فثمة أشخاص من كل الأجيال والجنسيات”.

وقد بدأت التازي الإجراءات لإدراج كناوة على قائمة التراث العالمي الشفهي وغير المادي للبشرية.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: