القناة الثانية تحرض على الفساد أم تكسر طابو الجنس

  خلق فيلم وثائقي بثته القناة الثانية المغربية ضجة واسعة بين المتتبعين، بسبب تطرقه لمواضيع الحب والجنس، وطريقة تعبير الأزواج عن الحب، زيادة على نظرة الشباب للجنس خارج إطار الزواج، فقد وجه معارضو الفيلم انتقادات كبيرة من قبيل أنه “يشجع على الانحلال ويعارض قيم المجتمع المغربي”، بينما اعتبر المدافعون عنه أن الفيلم “يعكس ما يجري في جانب في المجتمع ويكسر طابو الجنس”.

ويتعلّق الأمر بفيلم “زواج الوقت” التي عرض ليلة أمس الأحد، في إطار سلسلة الأفلام الوثائقية “قصص إنسانية” التي تنتجها القناة الثانية أو تشارك في إنتاجها، والفيلم من إخراج ليلى المراكشي، التي سبق لها أن أخرجت فيلما سينمائيا عام 2005 باسم “ماروك” خلق ضجة واسعة، وشارك في إنتاجه نبيل عيوش، مخرج فيلم “الزين الّلي فيك” الذي حظره المغرب من العرض.

و تضمن الفيلم عدة آراء متعارضة، لكن المقطع الذي خلق ضجة، ظهرت فيه مجموعة من الشباب يتحدثون عن أن الشرطة تعتقل أو تضايق الأفراد بسبب تبادلهم للقبل، وأن الشرطي يصفع الشاب والشابة إذا وجدهما يتبادلان القبل، كما أن المجتمع يرى العلاقات خارج الزواج أمر مستوردا، وقالت فتاة إنها إذا أرادت أن تلتقي صديقها الحميمي عليها اختيار مكان معين، فالفندق يلزم أي شاب وشاب بالتوفر على عقد زواج قبل حجز غرفة، متحدثة عن أن أي شيء حول الحب يجب ممارسته في الخفاء.

وانتقد نبيل غزال، على موقع “هوية بريس”، وهو موقع إخباري سلفي، أن البرنامج “يحرّض على الزنا والفساد العلني، ويدفع في اتجاه تحرير العلاقات الجنسية من كل القيود الدينية والعرفية والأخلاقية، ويؤصل لنظرة مادية للكون والحياة والإنسان، ويرفع بالحرية الفردية وفق المفهوم العلماني، ويزري بالأخلاق والعفة والشرف وفق كل الشرائع السماوية”.

كما كتب إبراهيم الطالب، مدير أسبوعية السبيل التي لديها نفس توجه الموقع السابق:”في الوقت الذي يعمل فيه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية على عزل كل خطيب يقوم بدوره الحقيقي في تعبيد الناس لرب العالمين، ونشر الإسلام كما عرفه المغاربة خلال 14 قرنا؛ يستمر نبيل عيوش في إفساده لأبنائنا وبناتنا من خلال برامجه الساقطة التي يلتهم بها الملايير من أموال الشعب المغربي التي تهدرها القناة الثانية على السفاسف والرذائل”.

غير أن رشيد جرموني، وهو باحث سوسيولوجي، يرى العكس: “البرنامج كان ناجحا وخلق نقاشا في المجتمع. ما رأيناه بالوثائقي موجود، وحوارات الحب التي ترّددت بجرأة في الفيلم يقولها الناس في الأحاديث الخاصة وبنسبة أقل في الأحاديث العامة”، متابعا: “التلفزيون يعبّر عن المجتمع، ويجب أن يعطي للناس الفرصة للحديث عن تجاربهم، خاصة وأن اللغة المستخدمة في الوثائقي لا تخلق أيّ مشكل”.

 

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: