اتفاقية الاعتراف برخص السياقة بين المغرب وإيطاليا تدخل حيز التنفيذ: خطوة نحو تسهيل الاندماج وتعزيز الحقوق

أردان ماجدة

دخلت اتفاقية الاعتراف المتبادل وتحويل رخص القيادة بين المملكة المغربية والجمهورية الإيطالية حيّز التنفيذ، أمس الثلاثاء، بعد استكمال كافة الإجراءات القانونية والإدارية من الجانب الإيطالي، وفق ما أكدته وزارة البنية التحتية والنقل في روما.

وجاء في بيان رسمي صادر عن الوزارة أن دخول الاتفاقية حيز التطبيق يُمثّل ثمرة المسار التعاوني الذي توج بتوقيع الاتفاق يوم 27 مارس 2024، خلال لقاء جمع بين نائب رئيس الوزراء ووزير البنية التحتية والنقل، ماتيو سالفيني، وسفير المملكة المغربية في روما، يوسف بلا.

نقلة عملية في مسار الاندماج

وتسمح هذه الاتفاقية الجديدة للمواطنين المقيمين في أحد البلدين بتحويل رخص قيادتهم دون الحاجة لإجراء اختبارات جديدة، وهو ما يُعدّ مكسبًا مهمًا للجالية المغربية المقيمة بإيطاليا، التي طالما طالبت بتسريع تفعيل هذا الإجراء لتفادي تعقيدات قانونية وغرامات مالية ترتبط بقيادة المركبات في غياب الاعتراف المتبادل بالوثائق الرسمية.

وأوضحت الوزارة الإيطالية أن الاتفاقية تُعزز من فرص الاندماج السلس داخل النسيج الاقتصادي والاجتماعي، وتُيسّر حركة الأفراد وتساهم في دعم الروابط المؤسسية والإنسانية بين البلدين.

استجابة لمطالب الجالية المغربية

وكان التأخر في دخول الاتفاقية حيز التنفيذ قد أثار استياء واسعًا في صفوف أفراد الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا، الذين عبّروا، في تصريحات سابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن قلقهم من تداعيات هذا التأخير على حياتهم اليومية، خصوصًا ما يتعلق بالتنقل لأغراض العمل أو الدراسة، أو مواجهة غرامات ثقيلة بسبب استخدام رخص غير معترف بها.

وفي هذا السياق، رحّب عدد من الفاعلين الجمعويين في إيطاليا بتفعيل الاتفاق، معتبرين أنه يمثل خطوة إيجابية نحو تحسين أوضاع المهاجرين المغاربة، وتسهيل ولوجهم إلى سوق الشغل، لا سيما في القطاعات التي تتطلب رخصة قيادة سارية وشرعية، مثل النقل والخدمات اللوجستية.

دلالة دبلوماسية وعملية

ويرى مراقبون أن هذه الاتفاقية تندرج ضمن دينامية جديدة في العلاقات الثنائية بين الرباط وروما، تقوم على مبدأ المعاملة بالمثل وتعزيز الثقة المتبادلة، وهو ما يفتح الباب أمام اتفاقيات أخرى محتملة في مجالات متعددة مثل التكوين المهني، والتعاون القضائي، والرعاية الاجتماعية.

يُذكر أن إيطاليا تُعدّ من بين الدول الأوروبية التي تحتضن واحدة من أكبر الجاليات المغربية، إذ تُقدَّر أعداد المغاربة المقيمين هناك بأكثر من 450 ألف شخص، حسب آخر إحصاءات المعهد الوطني الإيطالي للإحصاء.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: