طلبة مغاربة في قبضة الأمن الروسي بتهمة التورط في جريمة قتل غامضة

حنان الفاتحي

ألقت السلطات الروسية في إقليم ستافروبول القبض على أربعة طلبة مغاربة، يُشتبه في تورطهم في جريمة قتل مروعة راح ضحيتها رجل في الأربعينات من عمره، عُثر على جثته في غابة نائية قرب قرية “ساناميرا”، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام روسية نقلًا عن لجنة التحقيقات المحلية.

الطلبة الأربعة، الذين يتابعون دراستهم في السنة الأولى بكلية الطب والصيدلة في الإقليم ذاته، وجدوا أنفسهم في قلب قضية جنائية معقدة ومتشعبة، تشي بعناصر غير مسبوقة بالنسبة لطلاب أجانب قدموا إلى روسيا لأغراض أكاديمية بحتة.

مكافأة من “الإنترنت المظلم”؟

التحقيقات الأولية أشارت إلى أن الضحية، الذي تم التعرف عليه لاحقًا، كان معروفًا لدى الشرطة الروسية كسابق إدانة في قضايا تتعلق بالاتجار بالمخدرات. ووفقًا لما نقلته صحيفة “كومسومولسكايا برافدا”، فإن الطلبة المغاربة تلقوا، حسب مزاعم المحققين، تعليمات بتنفيذ عملية التصفية عبر شبكة “الدارك ويب” مقابل مكافأة مالية.

ووفق الرواية ذاتها، فإن الجريمة كانت مدبرة بعناية، إذ يُشتبه في أن المشتبه بهم راقبوا تحركات الضحية قبل استدراجه إلى مكان معزول، حيث عُثر على جثته بعد أيام.

الصورة لم تكتمل بعد

حتى اللحظة، لم يصدر أي بلاغ رسمي من وزارة الخارجية المغربية أو من السفارة المغربية في موسكو بشأن هذه القضية، التي تشغل الرأي العام المغربي والروسي على حد سواء، في ظل صمت رسمي قد يُعزى إلى حساسية الملف وانتظار نتائج التحقيقات.

ويرى مراقبون أن هذه القضية تفتح الباب على مصراعيه أمام أسئلة صعبة حول تأطير الطلبة المغاربة بالخارج، والتحديات الأخلاقية والنفسية التي قد تواجه بعضهم في بيئات ثقافية وقانونية مختلفة، لا سيما مع الانتشار المتزايد لما يُعرف بـ”الإنترنت المظلم”، حيث تُروّج عمليات مشبوهة لا تقتصر على الاتجار بالممنوعات بل تمتد إلى جرائم قتل مأجورة.

بين الحقيقة والصدمة

الشارع المغربي تلقى الخبر بذهول كبير، لا سيما أن المتهمين، وفق ما هو متداول حتى الآن، هم طلبة في مقتبل العمر، يفترض أنهم اختاروا مسارًا أكاديميًا في الطب لأهداف إنسانية وعلمية. كما أن أوساط الجالية المغربية في روسيا عبّرت عن قلقها، داعية إلى تمكين المتهمين من محاكمة عادلة وضمان حقوقهم القانونية، في انتظار استجلاء الحقيقة.

ويُنتظر أن تكشف التحقيقات الجارية عن تفاصيل إضافية قد ترسم ملامح أوضح لهذا الملف الذي تتقاطع فيه الجريمة الإلكترونية مع قضايا الجريمة المنظمة، في زمن تتسع فيه الفجوة بين العالم الواقعي والافتراضي.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: