نحو طائرة تُقلع من كل زقاق: الجالية المغربية بكندا و”حلم الطيران المباشر

بوشعيب البازي

في الوقت الذي تخطط فيه البشرية للاستيطان على المريخ، لا يزال مغاربة كندا يحلمون برحلة جوية لا تبدأ بمجزرة في محافظهم ولا تنتهي برحلة داخلية أخرى عبر ثلاثة مطارات وأربعة قهاوي.

الجالية المغربية في كندا، التي باتت تملأ أرجاء مونتريال وتورونتو وحتى أطراف يوكون البعيدة، ترفع صوتها (عبر منشورات “فايسبوكية” أكثر من بيانات رسمية) مطالبة بشيء بسيط: “نريد طائرة تهبط قريبا من بيوت آبائنا، ولا تفرغ جيوبنا في الطريق.”

ففي ظل ارتباط جوّي مباشر محدود بين المغرب وكندا، وارتفاع أسعار التذاكر حتى أصبحت تنافس أسعار العقارات في بعض القرى المغربية، يرى عدد من أبناء الجالية أن الوقت قد حان لفتح خطوط جوية جديدة… مثل “مونتريال – طنجة”، وربما لاحقاً “أوتاوا – صفرو” و”فانكوفر – تزنيت”، من يدري؟

صفحة “مغاربة كندا” على فيسبوك، وهي الصفحة التي قد تكون وزارة النقل المغربية تتابعها بقلق، تحولت إلى فضاء لـ”كشكول” المقترحات: أحدهم يريد خطا إلى أكادير، آخر يقترح فاس، وثالث يتمنى أن تهبط الطائرة في فناء بيته مباشرة.

وفي تعليق أكثر توازنا (لكن لا يخلو من نبرة الأمل)، قالت السيدة سلمى الركراك، رئيسة المجلس الوطني لإدماج كفاءات مغاربة العالم، إن “توفير الوقت والتكلفة لأفراد الجالية يقتضي تقوية الربط المباشر مع مختلف مدن المملكة، خصوصا تلك التي تتوفر على مطارات دولية”. وهي دعوة منطقية، لكن تنفيذها يتطلب من شركات الطيران رؤية الجالية كأولوية… لا كفرصة موسمية للربح.

السؤال الآن، هل تنصت الجهات المعنية إلى هذا النداء الجماعي؟ أم أن قدر مغاربة كندا سيظل مرتبطا بحقيبة سفر ممتلئة، و”ترانزيت” شاق في أوروبا، وزفرة حنين تبدأ من لحظة شراء التذكرة وتنتهي عندما “تحط الطائرة رحالها” في مطار لا يبعد عن البيت… إلا 600 كيلومتر؟

في انتظار أن تتحقق هذه الأحلام، لا يسع الجالية سوى الاستمرار في شحن الحقائب، والأمل، والميمز الساخرة، إلى حين إشعارٍ آخر.

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: